كشفت تقارير تركية عن احتمال عقد لقاء بين وفود كل من تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة خلال الأيام القادمة، لبحث وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت وسائل إعلام تركية، أمس (الخميس)، إن جهودا بذلتها أنقرة لإنهاء الحرب وحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا، قد تقود إلى عقد مفاوضات بين وفود الأطراف الأربعة في إطار مجموعة الاتصال حول القضايا الدولية.
وبحسب قناة «تي. آر. تي. خبر» الحكومية التركية، سيعقد الاجتماع على مستوى الخبراء، لكنها لم تحدد مكان الاجتماع، لافتة إلى استمرار المفاوضات مع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي والدول المعنية، بما في ذلك بشأن قضايا الضمانات الأمنية. وكان مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، زار تركيا في 9 مايو (أيار) الحالي لبحث آفاق تنظيم الاتصالات بين روسيا وأوكرانيا حول القضايا الإنسانية، وذلك في أعقاب زيارة الأمين العام أنطونيو غوتيريش لأنقرة في 25 أبريل (نيسان)، حيث بحث مع الرئيس رجب طيب إردوغان تطورات الوضع في أوكرانيا والجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الروسي والأوكراني وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وجاءت زيارة غوتيريش لتركيا في مستهل جولة شملت موسكو للاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم إلى كييف، للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لبحث وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وتطورات الوضع الإنساني في أوكرانيا. وأكد إردوغان، خلال لقائه غوتيريش، استعداد تركيا للقيام بدور الضامن في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. كما أجرى إردوغان اتصالين هاتفيين مع زيلينسكي قبل لقاء غوتيريش، ومع بوتين خلال وجود غوتيريش في موسكو، لبحث آخر المستجدات في الحرب الروسية - الأوكرانية، ومسار المفاوضات بين الجانبين. وشدد إردوغان استعداد أنقرة لتقديم الدعم اللازم لعملية المفاوضات الأوكرانية - الروسية بما في ذلك الوساطة، لافتاً إلى أن بلاده تنظر بإيجابية من حيث المبدأ إلى مسألة الضمانة في هذا الإطار.
واحتضنت مدينة إسطنبول التركية، في مارس (آذار) الماضي، مباحثات بين الوفدين الروسي والأوكراني، إثر جهود دبلوماسية تركية ترمي لإنهاء الحرب وإحلال السلام بين طرفي الأزمة. وسبق ذلك لقاء بين وزراء خارجية تركيا وروسيا وأوكرانيا في أنطاليا، جنوب البلاد.
وسعت تركيا إلى استضافة قمة بين الرئيسين الروسي والأوكراني، بهدف التوصل إلى حل يرضي الطرفين والمجتمع الدولي، لكن اتصالاتها وجهودها لم تسفر عن نتيجة في هذا الصدد.
وواجهت التحركات التركية عديداً من المعوقات في ظل الإصرار الأوروبي على وقف العملية العسكرية الروسية قبل أي اتفاق، بينما تتحدث موسكو عن سيطرة عسكرية على عدد من المدن الأوكرانية. واتهمت تركيا بعض الدول الأعضاء في «الناتو» بالسعي إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا بهدف إنهاك روسيا. وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن روسيا تريد أن تصبح أوكرانيا دولة محايدة، والأخيرة تريد ضمانات، لافتاً إلى أن «الموضوع الأكثر حساسية هو وضع شبه جزيرة القرم ودونباس، وربما يكون هناك اتجاه لمناقشة ذلك بعد وقف إطلاق النار». ولفت إلى أن بلاده وافقت من حيث المبدأ على أن تكون إحدى الدول الضامنة لتحقيق أمن أوكرانيا، في اتفاق محتمل بين موسكو وكييف.
في السياق ذاته، قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن تركيا تتمتع بعلاقات جيدة مع أوكرانيا وروسيا، وإنها قامت بوساطة جيدة للغاية خلال الحرب الدائرة بينهما.
ورأى بوريل، في مقابلة صحافية، أن تركيا والأمم المتحدة تعتبران من أفضل الجهات التي يمكنها لعب دور وساطة في النزاع الروسي - الأوكراني. وشدد على أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يكون وسيطاً، مضيفا: «روسيا لن تقبلنا كوسيط ونحن أيضاً لا نقبل بوساطة روسيا، ولا تستطيع الصين أيضاً أن تلعب دور الوساطة، لأنها تقف إلى جانب الروس».
وأكد بوريل أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه لأوكرانيا من أجل أن تكسب حربها ضد روسيا.
جهود لعقد اجتماع رباعي يبحث وقف إطلاق النار في أوكرانيا
يشمل أنقرة وموسكو وكييف والأمم المتحدة
جهود لعقد اجتماع رباعي يبحث وقف إطلاق النار في أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة