«التعليم عن بُعد» مرآة التحول الرقمي السعودي

جاءت الأرقام التي حققتها السعودية في التعليم الافتراضي والرقمي خلال وباء «كورونا»، «نتاجاً طبيعياً لإدراكها العميق لأهمية استثمارها في تعليم أبنائها. فالمدرسة الافتراضية، ومنظومة التعليم الموحدة، اللتان استفاد منهما 5 ملايين طالب وطالبة خلال فترة الوباء، شاركوا في نحو 35 مليون جلسة تعليمية، إضافة إلى التعليم الجامعي الذي أنشأ أكثر من 2.6 مليون قاعة افتراضية حضرها أكثر من 1.4 مليون طالب وطالبة، ودرسوا خلالها 2.8 مليون ساعة دراسية، هو إنجاز يعكس القدرات والإمكانات في التحول الرقمي ووجود بنية تحتية قوية أدت إلى تجاوز الأزمة بحلول نوعية».
جاء ذلك خلال «المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم»، الذي نظمته وزارة التعليم في مدينة الرياض، من 8 إلى 11 مايو (أيار) الحالي، وشاركت فيه جهات عدة وشركات محلية ودولية، مستعرضة تجاربها ومستقبل قطاع التعليم. وخلال المؤتمر؛ جرى التطرق إلى «دور الشركات التقنية السعودية في تعزيز التحول الرقمي وتوفير احتياجات قطاع التعليم خلال جائحة (كوفيد19)، والتي أسهمت في استمرارية التعليم عن بُعد لأكثر من 5 ملايين طالب وطالبة في البلاد».
وكانت «الشركة العربية لخدمات الإنترنت والاتصالات (سلوشنز)»، قد عملت بالتعاون مع وزارة التعليم في جمع 7 آلاف مدرسة بمنصة رقمية موحدة، لتمكين الطلاب من الحصول على أفضل الحلول لضمان عدم تعطل المسيرة التعليمية خلال الجائحة، كما عملت الشركة مع مسؤولي الوزارة على رفع الوعي بأهمية خطوات التحول الرقمي للمنظومة التعليمية.
وساهمت «سلوشنز» في تمكين مسيرة التعليم خلال جائحة «كورونا»، من خلال حلول رقمية لقطاع التعليم وأنظمة تقنية متقدمة وسهلة الاستخدام، ساعدت في تقديم تجربة تعليمية رقمية غنية، تحسّن من البيئة التعليمية.
و«لم تغفل المملكة خلال رحلة التحول الرقمي التي تسير فيها بخطى ثابتة ورؤية واضحة، عن ركائز هذا التحول؛ الذي يأتي في مقدمته المنظومة التعليمية وتحولها الرقمي، واحتياج التعليم لبنية تحتية رقمية تضمن استمرارية عملياته تحت أي ظروف. وهذا التحول الرقمي الذي قامت وتقوم به المملكة، والذي تبعه تحقيق أرقام مميزة في التطور التقني عالمياً، توّج تصنيفها ضمن الدول الأكثر تقدماً في التنافسية الرقمية على مستوى دول (مجموعة العشرين)».
يأتي «تميز المملكة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، نتيجة سرعة الاستجابة والتمكين اللذين يحظى بهما هذا القطاع، ونتيجة البنية التحتية الرقمية التي ساهمت في تسريع هذا التحول، فلم تتوقف العمليات التعليمية، ولم تتأثر استمرارية الأعمال، وتوفرت كل متطلبات الحياة اليومية للمواطن والمقيم».
يذكر أن السعودية حققت المركز الأول عالمياً في سرعة إنترنت الجيل الخامس عام 2020، وتوسعت جغرافياً في تغطية شبكة الألياف الضوئية في مناطق المملكة لتغطي نحو 4 ملايين منزل، ورفعت متوسط سرعة الإنترنت في عام 2020 لتكون المملكة في المركز الخامس عالمياً بعد أن كانت في المركز الـ135 في عام 2017.