قصف إسرائيلي على القنيطرة جنوب سوريا

المنطقة المستهدفة تضم نقاطاً عسكرية للجيش السوري والميليشيات الإيرانية

منشورات إسرائيلية في القنيطرة تحذر من التعامل مع «حزب الله» والميليشيات الإيرانية (الشرق الأوسط)
منشورات إسرائيلية في القنيطرة تحذر من التعامل مع «حزب الله» والميليشيات الإيرانية (الشرق الأوسط)
TT

قصف إسرائيلي على القنيطرة جنوب سوريا

منشورات إسرائيلية في القنيطرة تحذر من التعامل مع «حزب الله» والميليشيات الإيرانية (الشرق الأوسط)
منشورات إسرائيلية في القنيطرة تحذر من التعامل مع «حزب الله» والميليشيات الإيرانية (الشرق الأوسط)

تعرضت منطقة قرص النفل غرب بلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي، فجر الأربعاء، لقصف بالصواريخ استهدف مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري في المنطقة. وبحسب ناشطين في القنيطرة، فإن القصف مصدره الجيش الإسرائيلي، والمنطقة تشهد بشكل متكرر قصفاً إسرائيلياً يستهدف نقاط التموضع الإيراني، وميليشيات «حزب الله» في القنيطرة.
وتداول ناشطون شريطاً مصوراً للقصف الذي تعرضت له المنطقة عند الساعة الثالثة من فجر الأربعاء؛ حيث سقطت 4 صواريخ في محيط بلدة حضر أحدثت أصوات انفجارات قوية هزت المنطقة. وقالت وكالة «سانا» الرسمية، إن الأضرار الناجمة عن الاعتداء الإسرائيلي اقتصرت على الماديات.
وأوضح ناشطون من القنيطرة، أن المنطقة التي تعرضت للقصف، يُمنع عادة وصول المدنيين إليها، باعتبارها نقاط استطلاع عسكرية خاصة بالجيش السوري، ويوجد فيها حوالي 15 عنصراً، وتتردد إليها عربات ومصفحات عسكرية يعتقد أنها تابعة للميليشيات الإيرانية في سوريا، باعتبار أن المروحيات الإسرائيلية تعمد بشكل متكرر إلى إلقاء منشورات ورقية على مناطق وجود عناصر قوات النظام السوري في القنيطرة، تحذرهم من التعامل مع ميليشيات «حزب الله» اللبناني. آخر هذه المنشورات ألقي بتاريخ 24 فبراير (شباط)، بعد قصف تعرضت له مواقع في القنيطرة بصواريخ إسرائيلية، من أبرزها نقاط مراقبة تابعة للواء «90» ومبنى مديرية المالية. وكُتب في المنشور الذي أطلعت «الشرق الأوسط» عليه: «حذرناكم ونحذركم دائماً، لن نتوقف ما دام تعاونكم مع (حزب الله) قائماً ومستمراً، كما أننا لا نرضى باستغلال جيشكم من قبل الحاج هاشم وابنه جواد، بما يخدم المشروع الإيراني جنوب سوريا. وإن جزءاً منكم فقدوا كرامتهم لدعم الحاج جواد هاشم، بالسماح له مراراً وتكراراً بخرق البنى التحتية التابعة للجيش السوري، بما في ذلك تقديم مشروعات الرصد لصالح (حزب الله)، وإن المتعامل مع (حزب الله) والداخل ضمن مخططاته الإرهابية مستهدف».
واستهدفت إسرائيل محيط العاصمة دمشق في أواخر الشهر الماضي، بضربات جوية، أسفرت عن مقتل 4 جنود وإصابة 3 بجروح. وانتشرت عبر صفحات التواصل الاجتماعي في إيران، في حينها، مقتل اثنين من الجنود الإيرانيين في سوريا. وأعلن «الحرس الثوري» الإيراني مقتل اثنين من ضباطه بقصف إسرائيلي استهدف مواقع قرب دمشق بتاريخ 9 مارس (آذار) 2022، متوعداً إسرائيل بدفع ثمن جريمتها.
وتستمر إسرائيل منذ سنوات في شن ضربات جوية وصاروخية في سوريا، طالت مواقع تابعة للجيش السوري، وأهدافاً للميليشيات الإيرانية، وأخرى تابعة لـ«حزب الله». ولا تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، في كل الأحيان؛ لكن مسؤولين عسكريين فيها يتحدثون عن مواصلة تصديها لما تصفه بـ«محاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في الجنوب السوري».
ومع استمرار حالة الانفلات الأمني وانتشار السلاح والفوضى في جنوب سوريا، أفادت مصادر محلية في درعا بوقوع اشتباكات، فجر الأربعاء، في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي، بعد محاولة استهداف الشاب رياض السلامات بقنبلة يدوية تم إلقاؤها بالقرب منه، ما أدى إلى اندلاع اشتباك نتج عنه إصابة الشاب سامح الزامل بطلق ناري تم إسعافه إلى المشفى على أثرها. وذلك نتيجة خلاف سابق تطور لاستخدام السلاح لأكثر من مرة.
وأفادت شبكة «السويداء 24» بارتفاع نسبة القتل نتيجة الخطأ في استخدام السلاح، فقد قتل شاب في مقتبل العمر، إثر انفجار جسم مجهول، في محيط قرية تعارة شمال غربي السويداء. وأصيب الشاب أحمد علي أبو سرحان، برصاصة في صدره، وسط ظروف غامضة، في قرية لبين القريبة من قرية تعارة. وتوثق «شبكة السويداء 24»، سنوياً، مقتل ما لا يقل عن 10 مواطنين، جراء أخطاء في استخدام الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي تنتشر بشكل عشوائي ويسهل وصولها لكافة أفراد المجتمع.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.