سجن ألماني بلا قضبان يعدّ النزلاء لحياة الحرية

TT

سجن ألماني بلا قضبان يعدّ النزلاء لحياة الحرية

في تجربة فريدة بولاية ساكسونيا الألمانية، يوجد سجن يعد الأصغر في الولاية، ويمكن لأي فرد زيارته عن طريق دق جرس الباب، كأي منزل عادي كائن في مدينة درسدن.ورغم أن العادة جرت على أن تكون هناك أقفال على أبواب السجون وقضبان على نوافذها، فإن هذا السجن الصغير يركز بدلاً من ذلك على مساعدة النزلاء على التعامل مع حياة الحرية المنتظرة، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وتفتح أنكه سولدنر التي تدير المؤسسة الصغيرة الباب، وتشرح أن النسيج الاجتماعي في هذا المكان هو الذي يجعل النزلاء لا يهربون، شأنه شأن الطريقة التي تمنع بها القضبان التي توضع على أبواب ونوافذ السجون الأخرى السجناء من الهرب.
وتقول سولدنر: «إن النزلاء يشعرون بأنهم مندمجون بعضهم مع بعض هنا، وبالتالي فإنهم لا يفكرون في الهرب».
ويعد السجن الأول من نوعه في ألمانيا، وفقاً لما تقوله وزارة العدل في الولاية. ومن ناحية أخرى، يصف عالم الاجتماع كلاوس روجنتين -وهو رئيس رابطة فيدرالية تعمل على مساعدة مرتكبي الجرائم- هذا السجن، بأنه مشروع جديد وخطوة صغيرة، ولكنها مع ذلك خطوة على الطريق.
ويجد بعض السجناء بعد فترة طويلة من السجن، أن الانتقال إلى حياة الحرية صعب، وبالتالي يحتاجون إلى المساعدة. وتقول سولدنر: «إننا نجيب على كل سؤال يتعلق بالحياة اليومية». وتضيف أن عدم وجود أي وقت فراغ، يمكن أن يمثل تحدياً للبعض في البداية.
وتوضح سولدنر أن الهدف من هذا المشروع هو مساعدة المسجونين على إقامة اتصالات وعلاقات مستقرة مع العالم الخارجي أثناء وجودهم في السجن، حتى لا يتعرضوا لنكسة ويعودوا إلى ممارساتهم السابقة، والاتصال بمعارفهم السابقين من المجرمين بعد الإفراج عنهم.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».