محكمة بلجيكية تصادق على أحكام تدين «خلية» إيرانية

المتحدث باسم منظمة مجاهدين خلق والمحامي ريك فانريوسيل (يمين) يتحدثان للصحافيين بعد جلسة في محكمة استئناف أنتويرب أمس (أ.ف.ب)
المتحدث باسم منظمة مجاهدين خلق والمحامي ريك فانريوسيل (يمين) يتحدثان للصحافيين بعد جلسة في محكمة استئناف أنتويرب أمس (أ.ف.ب)
TT

محكمة بلجيكية تصادق على أحكام تدين «خلية» إيرانية

المتحدث باسم منظمة مجاهدين خلق والمحامي ريك فانريوسيل (يمين) يتحدثان للصحافيين بعد جلسة في محكمة استئناف أنتويرب أمس (أ.ف.ب)
المتحدث باسم منظمة مجاهدين خلق والمحامي ريك فانريوسيل (يمين) يتحدثان للصحافيين بعد جلسة في محكمة استئناف أنتويرب أمس (أ.ف.ب)

أكدت محكمة الاستئناف البلجيكية أمس الأحكام الصادرة بحق ثلاثة من أعضاء «خلية إرهابية» تابعة للاستخبارات الإيرانية، حاولت تفجير مؤتمر لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة في فيلبانت الفرنسية في صيف 2018، تحت إشراف «الدبلوماسي» أسد الله أسدي الذي أدين العام الماضي بالسجن لمدة 20 عاما. وقررت محكمة مدينة أنتويرب، شمال بلجيكا، سحب الجنسية من ثلاثة إيرانيين أوقفوا بعد إحباط عملية التفجير من قبل أجهزة مخابرات أوروبية، وأعتقل فيها أسد الله أسدي، القنصل الثالث في السفارة الإيرانية بفيينا.
وأصدرت المحكمة قرار نهائيا بإدانة كل من المتهمين أمير سعدوني وزوجته نسيمه نعامي بالسجن 18 عاما ومهرداد عارفاني 17 عاما.
وتعد عقوبة السعدوني أشد من تلك التي صدرت في المحاكمة الابتدائية في فبراير (شباط) 2021 (15 عاما).
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن محكمة الاستئناف لحظت في قرارها الصادر دور الشركاء الثلاثة و«مشاركتهم الفعالة» إلى جانب أسدي في «القسم 312 بوزارة الاستخبارات والامن» الذي أمر بالعملية.
تأتي المصادقة على القرار بعد نحو عام من سحب أسدي طلب الاستئناف في إدانته بعقوبة قصوى طالب بها ضده في فبراير (شباط) العام الماضي بعد إدانته بتهمة «محاولات قتل إرهابية» و«مشاركة في أنشطة إرهابية»، رافضا الاعتراف بـ«اختصاص» القضاء السويدي للحكم عليه. وقالت السلطات الإيرانية إن الإجراءات التي أطلقها القضاء البلجيكي «غير شرعية بسبب الحصانة الدبلوماسية» التي يتمتع بها أسدي. وأثار إحباط محاولة تفجير المؤتمر السنوي لمنظمة «مجاهدين خلق» الذي حضرته شخصيات أوروبية وأميركية، توترا دبلوماسيا بين طهران والعديد من العواصم الأوروبية.
وكانت الخطة تقضي بتنفيذ هجوم بقنبلة في 30 يونيو (حزيران) 2018 في فيلبانت بالقرب من باريس، ضد التجمع السنوي الكبير للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وهو ائتلاف من المعارضين لنظام طهران ومكونه الرئيسي هو منظمة مجاهدين خلق. وفي اليوم نفسه، أعلنت الشرطة البلجيكية توقيف زوجين بلجيكيين من أصل إيراني، سعدوني (42 عاما) وزوجته نسيمة (37 عاما)، يعيشان في أنتويرب بالقرب من بروكسل وبحوزتهما 500 غرام من المتفجرات من مادة «سي آي تي بي» وصاعق في سيارتهما. وأثبتت مجريات التحقيق أنهما تسلما المتفجرات من أسدي في ألمانيا.
اعتقل أسدي في ولاية بافاريا الألمانية قبل أن تسلمه السلطات إلى بلجيكا. وعثرت الشرطة الألمانية على وثائق في سيارة استأجرها أسدي، تحتوي على معلومات تظهر تنقلاته بين 11 دولة أوروبية. وتوصل المحققون إلى معلومات أساسية عن الأنشطة الاستخباراتية الإيرانية في أوروبا.
وفي يناير 2019، أدرج الاتحاد الأوروبي دائرة الأمن الداخلي في وزارة الاستخبارات الإيرانية، إضافة إلى إيرانيين على اللائحة السوداء للمنظمات الإرهابية، على خلفية الإعداد لاعتداءات إرهابية في الأراضي الأوروبية.



إسرائيل تصنّف الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT

إسرائيل تصنّف الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

وسعت إسرائيل عمليتها في الضفة الغربية بعدما صنّفتها «ساحة رئيسية» في خريطة التهديدات. وبينما قتلت الغارات الإسرائيلية 3 فلسطينيين بينهم طفلان في قصف جوي، واصلت عمليتها البرية في شمال غزة وقالت إنها تقترب من «هزيمة (حماس)» هناك.

وقتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين في قصف جوي في بلدة «طمون» شمال الضفة، بينهم آدم بشارات (24 عاماً)، الذي يعتقد أنه الهدف الرئيسي، والطفلان رضا بشارات (8 سنوات) وحمزة بشارات (10 سنوات) ما يرفع عدد من قتلهم الجيش منذ بدأ عملية واسعة في شمال الضفة إلى 6 فلسطينيين، وكان ذلك بعد مقتل 3 إسرائيليين في هجوم فلسطيني قرب قلقيلية يوم الاثنين الماضي. وقتلت إسرائيل 3 فلسطينيين آخرين، يوم الثلاثاء، في طمون وقرب نابلس.

مشيعون يحملون جثمان جعفر دبابسة (40 عاماً) خلال جنازته في قرية طلوزة بالقرب من مدينة نابلس الثلاثاء (إ.ب.أ)

وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن طائرة تابعة لسلاح الجو هاجمت «خلية إرهابية» شمال الضفة، لكن بعد اكتشاف مقتل طفلين في القصف، قال الجيش إنه فتح تحقيقاً حول الأمر.

وقال الجيش في بيانه إن «الغارة جاءت بعد رصد إرهابي يقوم بزرع عبوات ناسفة في منطقة تنشط فيها قوات الأمن».

وبحسب مصادر عسكرية فإن التحقيق «يشمل إعادة النظر في تحديد أهداف الغارة، والتأكد من عدم وجود أخطاء في عملية الاستهداف».

ساحة رئيسية

التصعيد في الضفة جاء بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه صادق على زيادة العمليات الدفاعية والهجومية في الضفة الغربية، رداً على عملية قلقيلية.

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الضفة الغربية أصبحت «ساحة رئيسية» في خريطة التهديدات الإسرائيلية.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن كاتس قوله في لقاء جمعه مع قادة ورؤساء المستوطنين ومجالسهم في الضفة، إن «يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أصبحت ساحة مركزية في خريطة التهديدات لإسرائيل ونحن نستعد للرد وفقاً لذلك».

وأضاف: «إننا نرى تهديدات متزايدة للمستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ونحن نستعد مع الجيش الإسرائيلي لتقديم الرد القوي اللازم لمنع وقوع أحداث مثل 7 أكتوبر (تشرين الأول) هنا».

قوة إسرائيلية خلال غارة على مخيم الفرا للاجئين قرب مدينة طوباس بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)

وذكر مكتب كاتس أنه أبلغ رؤساء السلطات بالخطوات الفورية التي وجه الجيش الإسرائيلي باتخاذها لتعزيز الأمن في المنطقة، بما في ذلك زيادة النشاط العسكري، وتنفيذ إجراءات مضادة واسعة النطاق في البلدات وتعزيز إنفاذ القانون على طول طرق المرور، والتزام الجهاز الأمني بتوسيع العمليات العملياتية في كل ساحة يتم فيها تنفيذ هذه العمليات.

ضغط بموازاة المفاوضات

وبينما قرر الجيش التصعيد في الضفة الغربية، وأنه حولها إلى ساحة تهديد رئيسية، واصلت القوات الإسرائيلية عمليتها البرية في قطاع غزة، في الشمال والوسط والجنوب.

وتعهد رئيس الأركان هيرتسي هاليفي بمواصلة القتال في غزة، حتى تصل حماس إلى «نقطة تفهم فيها أن عليها إعادة جميع المختطفين».

وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن الجيش يواصل عمليته في شمال قطاع غزة بالتوازي مع المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق، وقام بتعميق نشاطه في مناطق مختلفة في الأيام الأخيرة بينها بيت حانون، وهي المنطقة التي تدور فيها المعارك الأعنف في قطاع غزة خلال هذه الفترة.

وقالت القناة إن «القوات في المراحل النهائية لتطهير شمال قطاع غزة من الإرهابيين».

ونقلت القناة العبرية أن «الشعور السائد لدى الجنود أن (حماس) قد تنازلت عن شمال القطاع». وزعموا أن انخفاضاً كبيراً في الاحتكاك حدث في جباليا وبيت لاهيا وأن «العديد من المسلحين يفرون إلى الجنوب بأعداد غير مسبوقة».

لكن الجيش الإسرائيلي أعلن مراراً خلال حربه على غزة سيطرته على شمال القطاع، قبل أن يعود المسلحون الفلسطينيون لمفاجأته بعمليات وإطلاق صواريخ تجاه المستوطنات.

صاروخ اعترضه الدفاع الجوي الإسرائيلي يوم الأربعاء فوق بيت حانون بقطاع غزة (رويترز)

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارك مستمرة، وما يجري (من تحريك للمسلحين) هو تكتيك». وأضافت أن طبيعة المعارك تفرض «قاعدة الكر والفر» في العمل الميداني.

ويواجه الجيش الإسرائيلي معارك عنيفة في شمال غزة، إذ أعلن، الثلاثاء، عن مقتل المزيد من جنوده في المعارك الدائرة هناك. وإلى جانب المعركة في الشمال، واصلت إسرائيل قصف مناطق في القطاع في مدينة غزة، وخان يونس، وقتلت 15 فلسطينياً على الأقل، الأربعاء.

وقالت وزارة الصحة، إن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ارتفع إلى 45.936 و 109.274 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023.