الإرياني: الحوثيون يفتعلون أزمة مشتقات نفطية للمتاجرة بمعاناة اليمنيين

أكد وصول كميات تفوق الاحتياج الفعلي لمناطق سيطرة الميليشيا لـ3 أشهر

TT

الإرياني: الحوثيون يفتعلون أزمة مشتقات نفطية للمتاجرة بمعاناة اليمنيين

أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أمس، وصول كميات من المشتقات النفطية إلى مناطق سيطرة الحوثي لـ3 أشهر، مشيراً إلى الأزمة المفتعلة للميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران في العاصمة المختطفة صنعاء هي استمرار لنهجها في المتاجرة بمعاناة المواطنين وسبل عيشهم.
وقال الوزير الإرياني، عبر حسابه الشخصي بـ«تويتر»، إن قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران بافتعال أزمة جديدة للمشتقات النفطية في العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق سيطرتها، والتلاعب بأسعارها، رغم استمرار وصول سفن المشتقات النفطية بانتظام لميناء الحديدة، بواقع سفينتين أسبوعياً، استمرار لنهجها في المتاجرة بمعاناة المواطنين وسبل عيشهم.
وطالب الوزير الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي بإدانة ممارسات ميليشيا الحوثي الإرهابية التي تفاقم المعاناة الإنسانية لملايين المواطنين، وتفرغ الهدنة الأممية من مضمونها، والضغط لتدفق المشتقات النفطية بصورة طبيعية بمناطق سيطرتها، وتوجيه عائداتها لصرف مرتبات موظفي الدولة.
وأشار إلى أن عدد سفن المشتقات النفطية التي أفرغت حمولتها في ميناء الحديدة اعتباراً من الأول من أبريل (نيسان) الماضي حتى 8 مايو (أيار) الحالي بلغ 10 سفن محملة بـ268.911 طن متري، بالإضافة إلى سفينتين محملتين بـ60 ألف طن متري من الديزل، تم منح التصاريح لها، وهي كميات تفوق الاحتياج الفعلي لمناطق سيطرة ميليشيا الحوثي لـ3 أشهر.
وتطول الاتهامات قادة الميليشيات بإعادة افتعال أزمة وقود في صنعاء، بعد أقل من شهر من انفراج أزمة سابقة، دامت أشهراً، ورفعت من حدة معاناة اليمنيين وأوجاعهم.
وقال سكان محليون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إنهم جابوا طيلة يومين ماضيين كثيراً من المحطات في العاصمة على أمل تزويد سياراتهم بالمحروقات، لكن دون جدوى.
وأكدوا تفاجؤهم دون سابق إنذار بأن معظم تلك المحطات المنتشرة بطول وعرض عاصمتهم مغلقة، وتصطف أمامها عشرات السيارات والمركبات للتزود بالوقود.
مشيرين إلى أن ملاك تلك المحطات أرجعوا لهم أسباب الإغلاق الجماعي والمفاجئ إلى نفاد كميات المشتقات التي كانت بحوزتهم.
وجدّد السكان والسائقون في حديثهم مع «الشرق الأوسط»، التأكيد على وقوف قادة بارزين في الميليشيات كعادتهم وراء افتعال أزمة المشتقات الحالية. مشيرين إلى أن الجماعة تسعي من وراء تلك الأزمة الجديدة إلى رفع أسعار المشتقات وإنعاش السوق السوداء، بغية كسب مزيد من المال لدعم جبهاتها.
وعلى ذات الصعيد، حذّر موظفون في شركة النفط الخاضعة لسيطرة الجماعة بصنعاء من تبعات أزمة الوقود التي تفتعلها الجماعة، ومن موجة غضب شعبية عارمة قد تقتلع الميليشيات من جذورها.
واعتبروا أن تكرار ترويج «المنتحل لصفة الناطق الرسمي باسم شركة النفط الحوثية بصنعاء، المدعو عصام المتوكل»- بحسب وصفهم- للأكاذيب بأن الحكومة الشرعية تحتجز سفن المشتقات، في الوقت الذي يعلن فيه عن وصول سفن وقود إلى ميناء الحديدة، ضمن الأسباب التي تقف خلف اندلاع الأزمة الحالية، نظراً لحالة الهلع التي أصابت السكان بفعل تلك الإشاعات المتعمدة.
وأوضحوا أن هدف الانقلابيين الحوثيين من وراء إطلاق مثل تلك الإشاعات وغيرها هو تغطية عمليات النهب والمصادرة التي ما يزال يمارسها كبار قادتهم من خلال تلاعبهم ونهبهم لكميات المشتقات الواصلة تباعاً إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثي.
وفي مطلع أبريل الماضي، استبشر اليمنيون في مدن سيطرة الجماعة خيراً بانفراج أزمة الوقود المفتعلة بعد سماح الحكومة الشرعية بوصول السفن تباعاً إلى ميناء الحديدة؛ حيث فاجأتهم الميليشيات وقتها بفرض زيادة جديدة في الأسعار، وحددت حينها سعر الصفيحة سعة 20 لتراً من البنزين بـ12600 ريال، بعد أن كانت قبيل افتعال الأزمة 9900 ريال (الدولار 550 ريالاً بمناطق سيطرة الجماعة).
وكانت مصادر يمنية مطلعة اتهمت في وقت سابق قادة بارزين في الجماعة بمصادرة كميات كبيرة من المشتقات كانت مخصصة لليمنيين بمناطق سيطرتهم.
وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن نقل الجماعة حينها كميات من الوقود عبر صهاريج وناقلات من ميناء الحديدة إلى عدة محافظات تحت قبضتها بهدف تعزيز وتغذية عشرات المخازن السرية التابعة لها التي استحدثتها طيلة السنوات الماضية لغرض مواصلة عملياتها العسكرية والمتاجرة بها وبيعها في السوق السوداء بأسعار باهظة.
وكان مصدر مقرب من دائرة حكم الجماعة بصنعاء كشف مطلع أبريل المنصرم عن اجتماع سري عُقد قبيل بدء سريان الهدنة الأخيرة بمقر شركة النفط الخاضعة للميليشيات، وضمّ قيادات الجماعة، بهدف تحديد آليات وطرق تمكنهم من التصرف بكميات الوقود الواصلة إلى ميناء الحديدة.
وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع خرج حينها بعدة قرارات، أهمها البدء الفوري بنقل أطنان من المحروقات من الميناء عقب إفراغها من السفن على متن قاطرات إلى نحو 95 مخزناً حوثياً سرياً، استحدثتها الجماعة تباعاً في العاصمة صنعاء والحديدة وذمار وإب وعمران وصعدة وغيرها.
واتفق قادة الميليشيات - بحسب المصدر - مع القائمين على شركة النفط على تزويد بعض المحطات في صنعاء وبقية المدن تحت سيطرتهم، ويدير أغلبها موالون لهم، بكميات من الوقود عقب الانتهاء من إمداد جميع المخازن الحوثية السرية بالوقود، وقال إن الميليشيات سعت من وراء تلك الخطوات إلى تأمين نفسها بكميات من الوقود من أجل مواصلة الحرب من جهة، وكذا استمرار تغذيتها للسوق السوداء التي تجني من ورائها أرباحاً ضخمة.


مقالات ذات صلة

مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

العالم العربي مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)

مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن جماعة الحوثي تحاول إلصاق جرائمها في المناطق المدنية بالقوات الأميركية لخلق حالة من السخط تجاه العملية العسكرية الجارية.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي العقيد محمد جابر خلال مشاركته أخيراً لحشد القبائل اليمنية لمواجهة الحوثيين (الشرق الأوسط) play-circle

دعوة القبائل اليمنية لسحب أبنائهم من محارق الموت الحوثية

دعا مسؤولون يمنيون القبائل اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، إلى سرعة سحب أبنائهم من المعسكرات التابعة للجماعة وأهمية الابتعاد عن مواقعهم.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي أتباع الجماعة الحوثية يتوعدون ترمب بالهزيمة في تجمع أسبوعي وسط العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

قدرات الحوثيين العسكرية أمام اختبار الصمود تحت ضربات ترمب

أدَّت الضربات الأميركية التي أمر بها ترمب ضد الحوثيين إلى استنزاف قدرات الجماعة، واختراق تحصيناتها الأمنية؛ حيث باتت تواجه حالياً تحديات في تكثيف الهجمات.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي 4- أسلحة متطورة تستخدم في ضرب مخابئ الحوثيين (سنتكوم)

استهداف أميركي للحوثيين في خطوط التماس مع الجيش اليمني

كثّف الجيش الأميركي غاراته على مواقع الحوثيين في خطوط التماس مع الجيش الحكومي في حين عاودت الجماعة زراعة الألغام في محافظة الحديدة تحسباً لهجوم بري.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي تمثال للسيناتور السابق ألبرت غاليتين أمام وزارة الخزانة في واشنطن (رويترز)

عقوبات أميركية جديدة تطول بنكاً موالياً للحوثيين

أقرّت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية جديدة على الحوثيين طالت بنكاً يعمل في مناطق سيطرتهم ضمن إجراءات خنقهم اقتصادياً، وسط تصاعد الضربات الجوية على مواقعهم

وضاح الجليل (عدن)

حركة فتح تدعو «حماس» إلى التوقف عن «اللعب بمصير الشعب الفلسطيني»

حركة فتح تدعو حركة «حماس» إلى التوقف عن اللعب بمصير الشعب الفلسطيني (أ.ف.ب)
حركة فتح تدعو حركة «حماس» إلى التوقف عن اللعب بمصير الشعب الفلسطيني (أ.ف.ب)
TT

حركة فتح تدعو «حماس» إلى التوقف عن «اللعب بمصير الشعب الفلسطيني»

حركة فتح تدعو حركة «حماس» إلى التوقف عن اللعب بمصير الشعب الفلسطيني (أ.ف.ب)
حركة فتح تدعو حركة «حماس» إلى التوقف عن اللعب بمصير الشعب الفلسطيني (أ.ف.ب)

دعت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، مساء اليوم الثلاثاء، حركة «حماس» إلى التوقف عن «اللعب بمصير الشعب الفلسطيني وفقاً لأجندات خارجية»، والتعاون مع الجهود السياسية التي يبذلها الرئيس محمود عباس لوقف ما وصفته بـ«شلال الدم الفلسطيني» في قطاع غزة.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، جاء ذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة المركزية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله برئاسة عباس، لبحث التطورات السياسية والميدانية، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية.

وقالت اللجنة في بيان إن استمرار «حماس» في الانفراد بالقرار الوطني ورفضها الالتزام بأسس العمل الفلسطيني المشترك «يمنحان الاحتلال ذرائع إضافية لمواصلة عدوانه»، مشددة على ضرورة العودة إلى مظلة منظمة التحرير الفلسطينية بعدّها «المرجعية السياسية الوحيدة للشعب الفلسطيني».

وذكرت اللجنة أنها استمعت إلى عرض قدمه الرئيس عباس حول نتائج اتصالاته ولقاءاته العربية والدولية الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، إضافة إلى وقف الاعتداءات في الضفة الغربية.

وتطرق الاجتماع أيضاً إلى التحضيرات الجارية لعقد جلسة المجلس المركزي المقررة غداً الأربعاء في مقر الرئاسة في رام الله، التي ستبحث في «ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية».

وحذرت اللجنة من «مخططات إسرائيلية خطيرة تهدف إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتقطيع أوصاله، لدفع السكان نحو التهجير القسري»، ووصفت هذه الخطط بأنها «مرفوضة فلسطينياً وعربياً ودولياً».

كما اتهمت اللجنة إسرائيل بشن «حرب إبادة جماعية» أدت إلى مقتل وجرح أكثر من مائتي ألف مواطن، وتسببت في دمار واسع للبنية التحتية في قطاع غزة، وسط ما وصفته بـ«صمت دولي شجع إسرائيل على التمادي في عدوانها».

ودعت اللجنة مجلس الأمن الدولي إلى «تحمل مسؤولياته في وقف الحرب على قطاع غزة، وإنهاء الاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية، لا سيما في شمالها»، مطالبة بوقف «سياسات الإعدام والاعتقال والتهجير القسري وتدمير البنى التحتية»، إلى جانب «الانتهاكات المتكررة في مدينة القدس، خاصة في المسجد الأقصى».