الغرب يتهم روسيا بتعطيل أقمار صناعية تمهيداً لغزو أوكرانيا

مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل (د.ب.أ)
مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل (د.ب.أ)
TT

الغرب يتهم روسيا بتعطيل أقمار صناعية تمهيداً لغزو أوكرانيا

مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل (د.ب.أ)
مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل (د.ب.أ)

اتهم الأوروبيون والولايات المتحدة رسمياً السلطات الروسية، اليوم (الثلاثاء)، بتنفيذ هجوم إلكتروني على شبكة من الأقمار الصناعية، تمهيداً لغزو أوكرانيا أواخر فبراير (شباط).
وقال مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية، جوزيب بوريل، للصحافيين في بروكسل: «يمكننا أن ننسب ذلك إلى الحكومة الروسية»، مضيفاً أنها المرة الأولى التي يتهم فيها الاتحاد الأوروبي صراحة موسكو بأنها مسؤولة عن هجوم إلكتروني، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان نيابة عن الدول الأعضاء، البالغ عددها 27 دولة: «وقع الهجوم الإلكتروني قبل ساعة من الغزو الروسي بدون سابق استفزاز، وغير المبرر لأوكرانيا، في 24 فبراير 2022، ما سهّل العدوان العسكري».
وأضاف أن «الهجوم سبّب اضطرابات كبيرة في الاتصالات أثرت على الخدمات العامة والشركات والمستخدمين في أوكرانيا، كما أثر على كثير من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي... ويدين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، إلى جانب شركائه الدوليين، بشدة القرصنة السيبرانية الضارة التي قامت بها روسيا ضد أوكرانيا، واستهدفت شبكة KA - SAT الفضائية التي تديرها شركة Viasat».
كان الاتحاد الأوروبي يؤكد حتى الآن أن الهجمات الإلكترونية تأتي «من داخل روسيا»، ولكن دون إدانة مباشرة للسلطات الروسية.
وبالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين، أصدرت الولايات المتحدة تقريراً ألقت فيه باللوم على موسكو. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكين إن الهجوم «عطّل المحطات الأرضية الصغيرة في أوكرانيا، وعبر أوروبا»، التي تشغّل بشكل خاص «توربينات الرياح» و«توصل الإنترنت إلى المواطنين العاديين».
كما اتهمت واشنطن خبراء الإنترنت في الجيش الروسي «بنشر عدة عائلات من برمجيات خبيثة» تُسمى «وايبر» تقوم بمحو جميع البيانات من أجهزة الكومبيوتر المستهدفة «في شبكات الإدارة الأوكرانية والقطاع الخاص».
وأضاف وزير الخارجية الأميركي، في بيان، أن «هذه العمليات السيبرانية المزعزعة للاستقرار بدأت في يناير (كانون الثاني)... واستمرت خلال الحرب».
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس: «هذا دليل واضح وصادم على هجوم متعمد وخبيث من جانب روسيا على أوكرانيا، كانت له عواقب وخيمة على المواطنين العاديين والشركات في أوكرانيا وفي كل أنحاء أوروبا».


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.