77% من النازحين في اليمن نساء وأطفال

TT

77% من النازحين في اليمن نساء وأطفال

أظهرت بيانات وزعها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن النساء والأطفال يشكلون نسبة 77‎ في المائة من النازحين داخلياً، الذين يقدر عددهم بنحو 4.3 مليون شخص، يقيم 60 في المائة‎ منهم في مركز محافظة مأرب؛ حيث فروا من جحيم الميليشيات الحوثية التي حولت البلاد إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
وبحسب البيانات الأممية يحتاج 73 في المائة‎ من سكان اليمن (23.4 مليون) إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية خلال العام الحالي، بعد أن اقتُلع النازحون من منازلهم، وانهار الاقتصاد والنظام الصحي بأكمله تقريباً، مما سمح بانتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها، مثل الكوليرا وفيروس «كورونا»، دون رادع.
وذكر أحدث تقرير لبرنامج الأمم المتحدة، أن النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً؛ حيث يقدر أن 77 في المائة من 4.3 مليون نازح في اليمن هم من النساء والأطفال، وأن ما يقرب من 26 في المائة من الأسر النازحة تتولى مسؤوليتها الآن نساء، مقارنة بنسبة 9 في المائة قبل تصاعد الصراع في عام 2015، عقب انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية.
ورأى التقرير أن هذه الزيادة «مؤشر على زيادة هشاشة الوضع بسبب فقدان المعيل من الذكور، في حين أن المواقف المجتمعية التمييزية تجاه مشاركة المرأة الاقتصادية وحركتها بقت على حالها».
وبحسب الأمم المتحدة، فإن مستويات وفيات الأمهات آخذة في الارتفاع؛ إذ تموت امرأة يمنية كل ساعتين أثناء الولادة لأسباب يمكن الوقاية منها بشكل شبه كامل، كما يحتاج ما يقدر بنحو 8.1 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب إلى المساعدة في الحصول على خدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك رعاية ما قبل الولادة، وخدمات الولادة الآمنة، والرعاية بعد الولادة، وتنظيم الأسرة، والرعاية الطارئة للولادة وحديثي الولادة.
ومن بين هؤلاء 1.3 مليون امرأة ستلد خلال العام الجاري، من المتوقع أن يصاب 195 ألفاً منهن بمضاعفات تتطلب مساعدة طبية لإنقاذ حياتهن وحياة أطفالهن حديثي الولادة.
وتوقع التقرير أن تعاني أكثر من مليون امرأة حامل ومرضع من سوء التغذية الحاد في وقت ما خلال هذا العام، وهن يخاطرن بولادة أطفال يعانون من تقزم حاد في النمو، وإرضاع أطفال يعانون من سوء التغذية، نتيجة لانعدام الأمن الغذائي المتزايد، في حين أن نصف مستشفيات اليمن فقط لا يزال يعمل.
وبسبب النقص الحاد في الأدوية الأساسية والإمدادات والموظفين المتخصصين، ذكر التقرير الأممي أن واحداً فقط من كل 5 من المرافق العاملة قادر على تقديم خدمات صحة الأم والطفل، وأن 19 من أصل 22 محافظة تواجه نقصاً حاداً في الأسِرَّة الخاصة بأمراض الأمومة (6 أَسِرَّة لكل 10 آلاف شخص)، وهو ما يساوي نصف معيار منظمة الصحة العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يعيش ما يقدر بنحو 42.4 في المائة من سكان البلاد على بعد أكثر من ساعة واحدة من أقرب مستشفى عام يعمل بشكل كامل أو جزئي.
ووفق ما أورده معدو التقرير، فإن النساء والفتيات يعانين بشكل غير متناسب من العنف القائم على النوع الاجتماعي والفقر وانتهاكات الحقوق الأساسية. وهو أمر كان موجوداً قبل النزاع، إلا أنه يتفاقم الآن بشكل كبير؛ حيث تلجأ المجتمعات والأسر بشكل متزايد إلى استراتيجيات التكيف السلبية من أجل البقاء، مع محدودية خيارات المأوى، وانهيار آليات الحماية الرسمية وغير الرسمية، إذ تتعرض الفتيات بشكل متزايد لزواج الأطفال والاتجار بالبشر والتسول وعمالة الأطفال.
ويشير التقرير إلى أنه من بين أمور أخرى، تواجه النساء والفتيات ذوات الإعاقة خطراً أكبر من التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي في المجتمعات؛ حيث الخدمات المتاحة ليست مجهزة لوجستياً لاستيعاب احتياجاتهن، مع حاجة ما يقدر بنحو 6.5 مليون امرأة وفتاة إلى خدمات لمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي والتصدي له في عام 2022.
ومع ذلك، يؤكد التقرير أن هذه الخدمات لا تزال مستنزفة في جميع أنحاء اليمن، وغائبة تماماً في بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها.
ونبّه التقرير إلى أن آثار النزاع والحرمان أديا إلى خسائر فادحة في الصحة العقلية لليمنيين؛ لا سيما النساء والفتيات، في وضع لا تزال فيه الرعاية الصحية النفسية شحيحة، كما أن الأمراض النفسية موصومة بشدة؛ حيث يحتاج ما يقدر بنحو 7 ملايين شخص إلى علاج ودعم للصحة العقلية؛ لكن 120 ألفاً فقط لديهم إمكانية الوصول دون انقطاع إلى هذه الخدمات.



مبادرتان أميركيتان لتعزيز حماية التراث الثقافي في اليمن

منظر عام لقلعة «القاهرة» التاريخية في مدينة تعز اليمنية (إكس)
منظر عام لقلعة «القاهرة» التاريخية في مدينة تعز اليمنية (إكس)
TT

مبادرتان أميركيتان لتعزيز حماية التراث الثقافي في اليمن

منظر عام لقلعة «القاهرة» التاريخية في مدينة تعز اليمنية (إكس)
منظر عام لقلعة «القاهرة» التاريخية في مدينة تعز اليمنية (إكس)

أعلنت السفارة الأميركية لدى اليمن عن دعم مبادرتين تهدفان إلى حماية التراث الثقافي اليمني والحفاظ عليه، تتضمن الأولى ترميم قلعة تاريخية في مدينة تعز، والثانية لمكافحة الاتجار غير المشروع للممتلكات الثقافية، وذلك في سياق التزام الولايات المتحدة الدائم بحماية الهوية التاريخية والثقافية لليمن في ظل التحديات المستمرة.

وأوضحت السفارة في بيان أنها أطلقت بالشراكة مع وزارة الثقافة اليمنية، مشروعاً مهماً لترميم قلعة القاهرة التاريخية في تعز، بتمويل من صندوق سفراء الولايات المتحدة للحفاظ على التراث الثقافي، إذ ستركز المبادرة على ترميم المناطق الرئيسية وإعادة بناء متحف القلعة الذي دمر أثناء الحرب.

ونقل البيان عن السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، قوله: «إن هذه القلعة ليست مجرد موقع تذكاري؛ بل هي رمز لتاريخ اليمن الغني والمتنوع وصموده الثقافي»، مؤكداً أن الحفاظ على قلعة القاهرة يضمن للأجيال القادمة من اليمنيين الوصول إلى تاريخهم وتراثهم المشترك.

وسلط السفير فاجن الضوء أيضاً على الروح التعاونية وراء هذا المشروع، قائلاً: «أتقدم بخالص امتناني لوزارة الثقافة، والسلطة المحلية والمكاتب التنفيذية في محافظة تعز، ولشركائنا الملتزمين بتنفيذ المشروع».

ويدعم صندوق السفراء الأميركي للحفاظ على التراث الثقافي، الذي أنشأه الكونغرس في عام 2001؛ لحماية المواقع الثقافية والآثار والتعابير التقليدية في جميع أنحاء العالم. ومنذ إنشائه، دعم الصندوق أكثر من 1000 مشروع للحفاظ على التراث الثقافي في أكثر من 130 دولة، بما في ذلك اليمن.

وسبق للصندوق -بحسب بيان السفارة- المساعدة في ترميم مواقع ذات أهمية تاريخية مثل منارة عدن، ودار الضيافة في مدينة زبيد المدرجة على قائمة التراث العالمي، وقصر عشة الطيني التاريخي في تريم، والحفاظ على اللوحات الجدارية في مسجد المدرسة العامرية في محافظة البيضاء الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر الميلادي.

الاتجار غير المشروع

أفادت السفارة الأميركية لدى اليمن بأنها وبدعم من منحة تنفيذ اتفاقية الممتلكات الثقافية، بصدد إطلاق مشروع آخر يهدف إلى منع الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي اليمني.

وأوضحت أن هذه المبادرة، بالتعاون مع وزارتي الثقافة والداخلية اليمنيتين، ستساعد في إنشاء وحدة إنفاذ قانون متخصصة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وسيوفر المشروع برامج بناء القدرات، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتبني إشراك المجتمع المحلي من خلال الحملات التثقيفية والتوعية العامة.

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي يستقبل السفير الأميركي ستيفن فاجن (أرشيفية - سبأ)

ونقل البيان عن السفير فاجن قوله: «إن التزامنا المشترك بالحفاظ على التراث الثقافي اليمني للأجيال القادمة. ويشرفنا أن نعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة اليمنية في هذا العمل الحيوي لحماية التراث التاريخي والثقافي اليمني».

وتستند هذه المبادرة الأميركية إلى اتفاقية الملكية الثقافية بين الولايات المتحدة واليمن الموقعة في أغسطس (آب) 2023، التي تفرض قيوداً أميركية على استيراد المواد الثقافية اليمنية، مما يعزز التعاون الثنائي في الحفاظ على التراث.

وأكدت سفارة واشنطن لدى اليمن أن المبادرتين تسلطان الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه التراث الثقافي في النسيج الاجتماعي والاقتصادي لليمن، والأهمية العالمية للحفاظ على الإرث التاريخي الغني للبلاد، وقالت إن بعثة الولايات المتحدة في اليمن ستظل ثابتة في التزامها بحماية وتعزيز التراث الثقافي اليمني لصالح الأجيال القادمة.