أشتية في بروكسل لحضور اجتماع المانحين

على جدول الأعمال جلب الدعم المالي والاتفاقات مع إسرائيل

TT

أشتية في بروكسل لحضور اجتماع المانحين

ترأس رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أمس، وفداً فلسطينياً إلى بروكسل في محاولة لجلب الدعم المالي مع انعقاد اجتماعات المانحين الثلاثاء. وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون التخطيط وتنسيق المساعدات، اسطفان سلامة، أن الوفد الفلسطيني الذي ضم وزير المالية ورئيس سلطة المياه والطاقة والأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة الاقتصاد، سيجري لقاءات متنوعة فنية، ستجرى الاثنين، وسياسية يوم الثلاثاء.
وأوضح، أن «اللقاءات الفنية ستكون بمشاركة وزير المالية ورئيس سلطة الطاقة والمياه ووزارة الاقتصاد والأمانة العامة لمجلس الوزراء، أما السياسية، فسيجريها رئيس الوزراء مع وزيرة خارجية النرويج ومسؤولين في البرلمان الأوروبي». ويفترض أن تنعقد لجنة تنسيق مساعدات المانحين للفلسطينيين في العاصمة البلجيكية بروكسل، الثلاثاء، ويستضيف الاجتماع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وترأسه وزيرة الخارجية النرويجية آنيكين هويتفيلد، بحضور مسؤولين من السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية والعديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة الأميركية.
وسيستمع اللقاء إلى تقرير من صندوق النقد الدولي، هو الأول منذ سبتمبر (أيلول) 2018، وتقارير من البنك الدولي والأمم المتحدة ومكتب اللجنة الرباعية الدولية والسلطة الفلسطينية. ويطمح الفلسطينيون إلى تسوية عدة قضايا مع الجانب الإسرائيلي وجلب دعم مالي لخزينة الحكومة المتعثرة. وقال سلامة: «هناك قضايا نعتبرها مالية وفنية هامة سيتم نقاشها مع المانحين بوجود الجانب الإسرائيلي. سيتم خلال الاجتماع نقاش إلزام إسرائيل باحترام الاتفاقيات الموقعة معها. الوفد سيطالب أيضاً بتوقف إسرائيل عن الاقتطاعات المالية وعرقلة نمو الاقتصاد الفلسطيني». وأضاف: «سيتم الطلب من الدول المانحة أن تستمر وأن تعيد دعمها لخزينة الحكومة الفلسطينية، كما ستتم دعوة الدول المانحة لإنهاء الفراغ السياسي عبر العودة لطاولة المفاوضات، والتوقف عن تدمير حل الدولتين».
وتعول السلطة كثيراً على مؤتمر المانحين من أجل استعادة الدعم في ظل الأزمة المالية التي تعانيها، وتأمل في إقناع إسرائيل بوقف الاقتطاعات المالية.
وتقول السلطة إنها تعاني من أزمة مالية منذ بداية العام الحالي هي الأسوأ منذ تأسيسها، بسبب خصم إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية وأزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19) وتراجع الدعم الخارجي. وبحسب أرقام رسمية فلسطينية تواجه الحكومة الفلسطينية كل شهر عجزاً بحدود 200 مليون شيقل، وهو عجز متراكم. وجاء هذا الوضع فيما لم تتجاوز المساعدات الخارجية طيلة العام 10 في المائة مما كان يصل في العادة إلى الخزينة الفلسطينية. ومع استمرار الأزمة تضطر السلطة لدفع رواتب منقوصة لموظفيها منذ نحو 6 أشهر.
مسألة ثانية سيثيرها الفلسطينيون وهي دعم الاتحاد الأوروبي. ويعمل الفلسطينيون على الضغط على دول أوروبية من أجل تجاوز ربط استئناف تحويل المساعدات السنوية للسلطة الفلسطينية، بتغييرها للمناهج التعليمية. وشهدت مسألة استئناف الدعم المالي للسلطة نقاشات مستفيضة الشهر الماضي لكنها لم تحسم. ويدور الحديث عن 214 مليون يورو مساعدات سنوية للسلطة الفلسطينية مجمدة الآن بعدما كان يفترض أن تصل بداية العام الحالي. وضغطت السلطة خلال الأسابيع القليلة الماضية على أصدقائها في الاتحاد الأوروبي للحصول على الدعم والمساعدات لتجاوز الأزمة المالية الحالية، لكن الاتحاد الأوروبي فشل في حسم مسألة استئناف الدعم الأوروبي بسبب إصرار دولة المجر على ربط استئناف المساعدات للفلسطينيين بتغيير مناهجهم الدراسية.
وتوقف الدعم الأوروبي للسلطة بعدما تبنت لجنة مراجعة الميزانية في البرلمان الأوروبي في أبريل (نيسان) 2021. موقف دولة المجر، واشترطت تحويل المساعدات للسلطة الفلسطينية بتغيير مناهج التعليم الفلسطينية. وقال سلامة: «الدعم الأوروبي أخذ أبعاداً كثيرة، ولا نقبل الشروط السياسية أو أي شروط تتعلق بالمنهاج الفلسطيني فهذا حق لنا، ولا نريد التحدث عن مواعيد محددة لأن التجربة مع الاتحاد الأوروبي، بينت أن الأمور تأخذ أكثر مما نتوقع وأكثر مما يتوقعون هم، ونأمل حل هذا الموضوع قريباً».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.