مدير «سي آي إيه»: الرئيس الروسي سيضاعف الهجمات في أوكرانيا

قال إن بوتين لن يتحمل الخسارة لكن لا دليل على استعداده لاستخدام النووي

TT

مدير «سي آي إيه»: الرئيس الروسي سيضاعف الهجمات في أوكرانيا

رأى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بيل بيرنز أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لا يُعتقد أنه يمكنه تحمل الخسارة» في أوكرانيا وهو عازم على «مضاعفة الجهود»، لكن ليس هناك «دليل ملموس» على استعداده لاستعمال أسلحة نووية تكتيكية.
وقال بيرنز في ندوة لصحيفة «فاينانشيال تايمز» في واشنطن مساء السبت، إن المرحلة الثانية من الحرب الدائرة في أوكرانيا - التي تتركز حاليا في منطقة دونباس جنوب شرقي البلاد، محفوفة بالمخاطر وربما تكون أكثر خطورة من المرحلة الأولى من الحرب التي استمرت ثمانية أسابيع، محذرا من أن بوتين قد «يضاعف» تكتيكاته لتعزيز الزخم الضعيف لجيشه. وقال: «أعتقد أن بوتين راهن كثيراً على هذه المرحلة الثانية من هجوم قبيح ووحشي بشكل لا يصدق ضد الأوكرانيين»، مضيفاً أن الزعيم الروسي كان يحاول على الأرجح «التكيف مع بعض دروس من إخفاقات المرحلة الأولى».
وأوضح بيرنز أنه رغم فشل القوات الروسية في السيطرة على كييف ومواجهتها صعوبات في التقدم على طول خطوط الجبهة في منطقة دونباس جنوب شرقي البلاد، فإن الزعيم الروسي لم يغير رأيه في إمكان إلحاق الهزيمة بقوات أوكرانيا. وحذر بيرنز أن بوتين في «حالة ذهنية لا يعتقد أنه يستطيع تحمل الخسارة فيها» - حتى مع استمرار الجيش الأوكراني، بدعم متسارع من الغرب، في إظهار مقاومة فعالة. وقال: «أرى أنه في وضع لا يمكن أن يسمح فيه لنفسه بأن يخسر».
وعن خطط وتكتيكات بوتين، قال بيرنز إن بوتين كان يتحضر لسنوات لغزو أوكرانيا التي كانت سابقا جزءا من الاتحاد السوفياتي، وإن المقاومة الأوكرانية لم تردع بوتين «لأنه راهن بكثير على الخيارات التي اتخذها لشن هذا الغزو».
وقال بيرنز عن بوتين: «أعتقد أنه مقتنع الآن بأن مضاعفة عدد القوات ستمكنه من إحراز تقدم»، مضيفاً الكثير - بما في ذلك النطاق العام للحرب وما إذا كانت طموحات موسكو الإقليمية ستظل مقصورة على الجنوب الشرقي، أو تتوسع لتشمل أوديسا مرة أخرى، وكييف ومناطق أخرى - وهذا يعتمد على ما إذا كانت القوات الروسية ستظهر زخماً في الأسابيع المقبلة.
رغم المخاطر المتزايدة من جانب الكرملين، أكد بيرنز مجدداً أنه لا توجد مؤشرات حتى الآن على نشر وشيك للقدرات النووية الروسية. وأكد بيرنز الذي عمل سابقا سفيرا في روسيا، أن وكالات الاستخبارات الغربية الأخرى لا ترى ما يشير إلى أن موسكو مستعدة لاستعمال أسلحة نووية تكتيكية من أجل تحقيق النصر في أوكرانيا أو استهداف أنصار كييف. وقال: «نحن لا نرى، كمجتمع استخباراتي، دليلاً عملياً في هذه المرحلة على التخطيط الروسي لنشر الأسلحة النووية التكتيكية أو حتى استخدامها المحتمل». لكنه أضاف أنه بالنظر إلى قعقعة السيوف السابقة للكرملين «لا يمكننا الاستخفاف بهذه الاحتمالات».
وتحدث الدبلوماسي السابق أيضاً عن تصور الصين للحرب ودعمها الضمني المستمر لها. وقال بيرنز مستشهدا بالبيان المشترك المطول الذي أصدرته الصين وروسيا قبل بدء الغزو: «لن أستهين... بالتزام الرئيس الصيني شي جينبينغ بشراكته مع روسيا والرئيس بوتين، وأعتقد أن هذا انعكاس لالتزام كلتا القيادتين بشراكة يراها كل منهما مفيدة، خاصة في التنافس مع الولايات المتحدة». وأضاف أن بكين كانت لديها على الأرجح «تجربة مريرة» في مشاهدة الصراع يتكشف خلال الأسابيع العشرة الماضية، وأن الرئيس الصيني شي قلق بسبب الضرر المحتمل لسمعته لربط الصين بـ«وحشية» حرب بوتين.
وقال بيرنز إنه في حين لم يقوض رد الفعل العالمي تصميم الرئيس الصيني على السيطرة على تايوان بمرور الوقت، فمن المرجح أن تؤثر قوة المقاومة الأوكرانية واستجابة الدول الغربية على حساباته. وقال: «أعتقد أن بكين فوجئت بإخفاقات الجيش الروسي ومقاومة الشعب الأوكراني، فضلاً عن الدعم الدفاعي القوي الذي قدمه الغرب لكييف، وأعتقد أن هذه كلها دروس حادة توليها القيادة الصينية اهتماما دقيقا، وستستخلص العبر من هذا النزاع لتكييف خططها الهادفة إلى السيطرة على تايوان». وأضاف «من المحتمل أن تؤثر تجربة روسيا في أوكرانيا على حسابات بكين «حول كيف ومتى» ستحاول السيطرة على تايوان التي تعتبرها الصين مقاطعة مارقة. مشيرا إلى أن القادة الصينيين يبحثون «التكلفة والتداعيات» الناتجة من استخدام محتمل للقوة بهدف السيطرة على تايوان.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.