تشخيص القلق عند الأشخاص من مشيتهم

«التعلم الآلي» يكشف مرضى القلق (جامعة كلاركسون)
«التعلم الآلي» يكشف مرضى القلق (جامعة كلاركسون)
TT

تشخيص القلق عند الأشخاص من مشيتهم

«التعلم الآلي» يكشف مرضى القلق (جامعة كلاركسون)
«التعلم الآلي» يكشف مرضى القلق (جامعة كلاركسون)

هل يمكنك تحديد ما إذا كان شخص ما قلقاً بناءً على طريقة مشيه؟ هذا ما أراد باحثون من جامعة «كلاركسون» الأميركية، معرفته باستخدام التعلم الآلي، وتم نشر أبحاثهم أول من أمس في دورية «سينسورس».
وذكر الكثير من الدراسات المنشورة سابقاً أن مشاعر القلق يمكن أن تؤثر على مشية الشخص وتوازنه، لذلك، كانت المجموعة البحثية مهتمة في الدراسة الجديدة باستخدام التعلم الآلي، لمعرفة ما إذا كان بإمكان أجهزة الكومبيوتر تحديد الشخص القلق بناءً على مشيته.
ومن أجل الدراسة، قام الباحثون بتجنيد 80 متطوعاً، قاموا في البداية بملء استبيان لقياس مشاعر القلق لديهم، وبعد ذلك، كان عليهم إكمال اختبار التوازن والمشي لمدة دقيقتين حول مسار 6 أمتار في أثناء ارتداء تسعة أجهزة استشعار للتنقل.
وبناءً على البيانات التي تم جمعها من الاستبيان، توصل الباحثون إلى أن الشباب الذين أبلغوا عن قلقهم يمشون بطريقة تشبه إلى حد بعيد كبار السن الذين يخشون السقوط، ووجدوا أن الشباب القلقين يواجهون صعوبة في الالتفاف في أثناء المشي، كما أن لديهم توازناً أسوأ من أولئك الذين لا يعانون من القلق.
وخلص الباحثون إلى أنه يمكن تشخيص القلق من خلال المشي عبر برامج التعلم الآلي، وذلك بدقة وصلت في دراستهم إلى 75%، ويعتقد الباحثون بناءً على النتائج أنهم إذا تمكنوا من جمع بيانات عن المزيد من الأفراد، فستكون نماذجهم أكثر دقة، وهو ما يعمل عليه الباحثون حالياً.
ويؤكد الباحثون أهمية دراسة القلق، حيث يعاني من هذه المشكلة النفسية، على سبيل المثال، نحو 25.6% من أفراد المجتمع بسبب جائحة «كوفيد – 19» وتداعياتها. وفي عام 2010 كان القلق هو السبب الرئيسي السادس للإعاقة على مستوى العالم، حيث تراوحت التكاليف السنوية لعلاجه من 42 مليار دولار و53 مليار دولار.
وبينما يتم الإبلاغ عن مشاعر القلق ذاتياً، وهو أمر يتأثر بثقافة الفرد ووعيه، يعتقد الباحثون أن استخدام التعلم الآلي يمكن أن يجعل من المشي مقياساً موضوعياً غير مباشر صالحاً لتحديد مشاعر القلق.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».