الاقتصاد الأميركي يضيف 428 ألف وظيفة في أبريل رغم ارتفاع التضخم

قدر عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة بنحو 5.9 مليون شخص (رويترز)
قدر عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة بنحو 5.9 مليون شخص (رويترز)
TT

الاقتصاد الأميركي يضيف 428 ألف وظيفة في أبريل رغم ارتفاع التضخم

قدر عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة بنحو 5.9 مليون شخص (رويترز)
قدر عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة بنحو 5.9 مليون شخص (رويترز)

أعلنت وزارة العمل الأميركية صباح أمس الجمعة تقديرات جيدة لمعدل خلق الوظائف، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي 428 ألف وظيفة في شهر أبريل (نيسان)، متجاوزاً توقعات معظم الاقتصاديين الذين توقعوا إضافة 400 ألف وظيفة جديدة فقط، ما أظهر أن سوق العمل الأميركي لا يزال قوياً. وأشار التقرير إلى أن معدلات البطالة لا تزال عند 3.6 بالمائة، حيث قدر عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة بنحو 5.9 مليون شخص.
وخلال عام 2021 أضاف سوق العمل الأميركي 6.5 مليون وظيفة. ويشير التقرير إلى أن هذه المعدلات في خلق الوظائف تعني أن الاقتصاد في طريقه للعودة إلى مستويات ما قبل الوباء. لكن هناك حالة متصاعدة من عدم اليقين، حيث انكمش الاقتصاد الأميركي في الربع الأول من العام الجاري وتراجعت أسعار الأسهم في البورصة وسط مخاوف من حدوث ركود محتمل خلال العام الجاري أو العام المقبل.
وقد تزامن صدور التقرير مع أسبوع من الأحداث الاقتصادية التطورات الاقتصادية المهمة، منها قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء برفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة، وهي أكبر زيادة منذ 22 عاماً، وقالت وزارة العمل في وقت سابق من هذا الأسبوع إن هناك 11.5 مليون فرصة عمل في بداية أبريل.
ويتخوف المحللون من أن قرار الفيدرالي رفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية بدخوله حيز التنفيذ سيزيد من تكلفة الاقتراض والإنفاق والتوظيف على المستهلكين والشركات، ويحذر بعض الاقتصاديين من تزايد مخاطر الركود.
وأشاد الرئيس الأميركي جو بايدن بتلك المعدلات، مشيرا في بيان إلى أن خطط وسياسات إدارته لخلق اقتصاد قوي تعمل بكفاءة، وقال إن العدد الإجمالي للوظائف منذ توليه السلطة بلغ 8.3 مليون وظيفة. وأكد بايدن أن معدل البطالة الحالي البالغ 3.6 بالمائة يعد أسرع انخفاض في معدل البطالة خلال الخمسين عاما الماضية، وقال: «هذا يعد نتيجة مباشرة لخطة الإنقاذ الأميركية وبرنامج التطعيم ضد فيروس كورونا وخطة تنمية الاقتصاد». وقال بايدن: «حينما توليت منصبي كان هناك 20 مليون أميركي يعتمدون على إعانات البطالة لإطعام أسرهم واليوم يبلغ هذا الرقم مليون أميركي فقط وهو الأدنى منذ عام 1970»، وشدد بايدن على أن إدارته تبني اقتصادا يقدر كرامة العمل.
ولم ينف الرئيس الأميركي تحديات معدلات التضخم المرتفعة وارتفاع الأسعار الذي يثير مخاوف الأسر الأميركية، وطالب الجمهوريين بالعمل مع إدارته لخفض الأسعار وتعزيز سلاسل التوريد وخفض تكاليف الطاقة.
وقد بلع التضخم أعلى مستوياته منذ أربعين عاما، ما أثر على استطلاعات الرأي حول شعبية بايدن بشكل سلبي وتزايدت انتقادات الجمهوريين لطريقة تعامل بايدن مع الاقتصاد.
ويحاول الرئيس بايدن في زيارته لولاية أوهايو (التي يمكن أن تلعب دورا حاسما في انتخابات التجديد النصفي) الترويج لنمو الوظائف وطمأنة الناخبين الأميركيين حول وضع الاقتصاد الأميركي وأوضاع العاملين في مجال الصناعة وتدشين مبادرة لتشجيع الشركات الكبيرة على تبني تقنية جديدة تعرف باسم «التصنيع الإضافي ثلاثي الأبعاد». وتعد رحلة بايدن أمس الجمعة إلى أوهايو هي الخامسة منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي.


مقالات ذات صلة

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

الاقتصاد يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))
الاقتصاد إعلان توظيف على نافذة مطعم «شيبوتل» في نيويورك (رويترز)

الطلبات الأسبوعية لإعانات البطالة الأميركية تنخفض على غير المتوقع

انخفض، الأسبوع الماضي، على غير المتوقع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات بطالة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.