تمسُّك حوثي بخرق الهدنة الأممية... وهلع في تعز

قنص مدنيين بعد يومين من استهدافات بالمسيّرات

TT

تمسُّك حوثي بخرق الهدنة الأممية... وهلع في تعز

يتمسك الحوثيون بخرق الهدنة الأممية التي تدخل شهرها الثاني في اليمن. واتهم الجيش اليمني الميليشيات الانقلابية بارتكاب المئات من الخروق الميدانية خلال الأيام الخمسة الأولى من الشهر الجاري، فيما أكدت تقارير حقوقية قيام قناصة الميليشيات باستهداف المدنيين في أحياء تعز بعد يومين من قصف المدينة بالطائرات المسيرة.
الخروق الحوثية التي تهدد بإفشال الهدنة الأممية استمرت أمس (الجمعة) مع تأكيد إصابة مدنيين اثنين على الأقل في أحد أحياء مدينة تعز برصاص القناصين، وسط حالة من الذعر في أوساط السكان تسببت في تقييد حركتهم خوفاً من الاستهداف.
وأفاد فريق الرصد بمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (الجمعة) بأن قناصة ميليشيا الحوثي استهدفوا سكان حي كلابة بمدينة تعز ما أدى إلى إصابة شخصين.
وبحسب بيان صادر عن المركز الحقوقي اليمني ومقره في تعز، استمرت عملية القنص التي تقوم بها الميليشيات الحوثية من مواقع تمركزها في معسكر الأمن المركزي شرق مدينة تعز منذ ليلة (الخميس) وأسفرت عن إصابة المواطنين موسى صادق وبسام محمد.
وكان قصف الميليشيات الحوثية بالطيران المسير على الأحياء السكنية في ثالث أيام العيد قد أسفر عن إصابة 10 أشخاص على الأقل وسط تحذيرات الحكومة اليمنية من انهيار الهدنة الأممية جراء تصاعد هذه الخروق.
في غضون ذلك اتهم الجيش اليمني الميليشيات الحوثية بأنها تواصل خروقها للهدنة الأممية في كافة جبهات القتال بمحافظات مأرب والجوف وصعدة وحجة وأبين والحديدة وتعز والضالع، في ظل التزام قوات الجيش الوطني بالوقف التام لإطلاق النار تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية.
أحدث تقرير للجيش اليمني أوضح أن الميليشيات الانقلابية ارتكبت 341 خرقاً خلال الفترة من 30 أبريل (نيسان) وحتى 4 مايو (أيار) الجاري، منها 113 خرقاً في الجبهات المحيطة بمحافظة مأرب، و69 خرقاً في جبهات القتال غرب حجة، و65 خرقاً في جبهات محور تعز، و43 خرقاً في جبهات الجوف، و43 خرقاً في محوري البرح وحيس جنوب الحديدة (خلال يوم العيد فقط)، و4 خروقات في محور الضالع، و3 خروقات شمال صعدة وغربها، وخرق واحد في محور أبين.
وبحسب تقرير الجيش، تمثلت الخروقات بقيام الميليشيا الحوثية بتنفيذ عمليات هجومية ومحاولات تسلل إلى مواقع قوات الجيش في مختلف الجبهات منها عملية هجومية وأكثر من 10 محاولات تسلل في أوقات متفرقة.
وأوضح التقرير أن قوات الجيش الوطني رصدت إطلاق الميليشيا الحوثية ثمانية صواريخ خلال يومين باتجاه مناطق يمنية وسعودية آهلة بالسكان وباتجاه مواقع عسكرية منها 4 صواريخ باليستية و4 صواريخ كاتيوشا في تصعيد غير مسبوق منذ انطلاق الهدنة.
وأشار التقرير إلى أن الميليشيات أطلقت يوم الاثنين الموافق الثاني من مايو صاروخاً باليستياً من منطقة جنوب مدينة الحزم بمحافظة الجوف باتجاه مواقع قوات الجيش في الجبهات الشرقية بالمحافظة، وصاروخاً باليستياً من اتجاه المخدرة باتجاه مدينة مأرب، وصاروخاً من شمال مديرية الجوبة على مواقع قوات الجيش في الردهة جنوب مأرب، كما استهدفت مواقع قوات الجيش في منطقة الفلج جنوب مأرب بأربعة صواريخ كاتيوشا، وأطلقت صاروخا باليستياً من مديرية مستبأ بمحافظة حجة باتجاه أراضي المملكة العربية السعودية.
وأكد الجيش اليمني تعرض القرى الآهلة بالسكان طيلة الأيام الخمسة الماضية، في مقبنة غرب تعز وفي مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة «لاستهداف ممنهج من قبل الميليشيا الحوثية بالأسلحة الرشاشة المختلفة.
كما أكد قيام الميليشيات الحوثية باستهداف إدارة أمن تعز المجاورة لكلية الآداب وحديقة جاردن سيتي ومبنى النادي الأهلي بقذائف الهاون في عمليتين منفصلتين ثالث أيام عيد الفطر ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص من رجال الأمن والمدنيين وألحق أضراراً بالسيارات والمنازل، وبث الرعب والهلع بين الأطفال والأسر التي كانت تحتفل بعيد الفطر في الحديقة المجاورة.
واتهم الجيش اليمني الميليشيات الحوثية بأنها واصلت استحداث مواقع وبناء تحصينات وحفر خنادق في مختلف الجبهات. وقال إنها لمدى ثلاثة أيام ضاعفت من استحداث مواقع وخنادق وتنصيب مدافع وعيارات أمام مواقع قوات الجيش في حرض وفي بني حسن وجنوب شرقي حيران غرب محافظة حجة، كما ضاعفت الميليشيا الحوثية من نشاطها في بناء التحصينات وحفر الخنادق وشق الطرقات لأغراض قتالية في مواقع متفرقة شمال مأرب وغربها وجنوبها، واستحدثت مواقع جديدة في المناطق نفسها ونصبت في بعضها مدافع وأخرى نشرت فيها قناصة.
ودفع بتعزيزات بشرية وبأسلحة وعتاد إلى مختلف الجبهات شمال مأرب وغربها وجنوبها كما دفعت بتعزيزات كثيفة وغير مسبوقة إلى منطقة الأربعين بالجبهة الشمالية لمدينة تعز.
وإلى جانب اتهامات الجيش اليمني للميليشيات الحوثية بتصعيد الخروق والاستعداد للقتال مرة أخرى، ذكرت مصادر ميدانية مطلعة أن الميليشيات استغلت زمن الهدنة الأممية وقامت بنشر منصات إطلاق للصواريخ في أكثر من منطقة، إلى جانب قيامها بالدفع بآليات عسكرية إلى مختلف الجبهات في مأرب، وهو ما يرى فيه المراقبون إصراراً من قبل الجماعة الانقلابية على خيار القتال بعد أن تمكنت من ترتيب أوراقها الميدانية.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.