عمل مدة 84 عاماً... مُسن يسجل الرقم القياسي لأطول وظيفة في شركة واحدة

والتر أورثمان عمل في نفس الشركة طوال حياته المهنية (رويترز)
والتر أورثمان عمل في نفس الشركة طوال حياته المهنية (رويترز)
TT
20

عمل مدة 84 عاماً... مُسن يسجل الرقم القياسي لأطول وظيفة في شركة واحدة

والتر أورثمان عمل في نفس الشركة طوال حياته المهنية (رويترز)
والتر أورثمان عمل في نفس الشركة طوال حياته المهنية (رويترز)

يشغل كثير من الناس عدة وظائف خلال حياتهم المهنية، ويعمل بعض الموظفين المخلصين لعقود في الشركة نفسها أحياناً. لكن رجلاً واحداً في البرازيل بقي في شركة واحدة لفترة أطول من أي شخص آخر في العالم - حرفياً.
سجل والتر أورثمان، البالغ من العمر 100 عام، الرقم القياسي العالمي لموسوعة «غينيس» للعمل في نفس الشركة لمدة 84 عاماً وتسعة أيام.
بدأت مسيرة أورتمان المهنية عندما كان عمره 15 عاماً فقط. حصل على وظيفة في «إنداسترياس رينو إس إيه» عام 1938. حيث عمل مساعد شحن في شركة النسيج، وفقاً لشبكة «سي بي إس نيوز».
https://twitter.com/GWR/status/1521560471307886592?s=20&t=B8J3aBApO8PJukqpKkRhEQ
عندما كان طفلاً، كان يسير حافي القدمين إلى المدرسة - بغض النظر عن حالة الطقس الممطرة أو المشمسة - وكان طالباً ممتازاً. لطالما كان متحمساً للتعلم، لكنه بدأ العمل لمساعدة أسرته التي تعيش في مدينة بروسك البرازيلية، بسبب الصعوبات المالية.
والمدينة بها عدد كبير من السكان الألمان، ولأنه يتحدث الألمانية، تم تعيينه في مصنع النسيج، الذي يسمى الآن «رينوفيو».
هناك، استمر أورتمان في حب التعلُّم وتمت ترقيته إلى منصب أعلى في قسم مبيعات، ثم أصبح مديراً.
جعلته وظيفة المبيعات يسافر عبر البلاد لمقابلة العملاء الذين أصبحوا أصدقاء.
وتغيرت الشركة على مدار الـ84 عاماً الماضية، الأمر الذي علّم أورتمان الجزء الأكثر أهمية في العمل: البقاء على اطلاع دائم والتكيف مع السياقات المختلفة.
تم التحقق من مسيرته المهنية من خلال موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في 6 يناير (كانون الثاني) 2022. وقال إنه شرف وامتياز، لم يتخيل تحقيقه مطلقاً. نصيحته المهنية هي العمل ضمن قسم تشعر فيه بالحماس.

بلغ عمر أورتمان 100 عام في 19 أبريل (نيسان)، واحتفل مع زملاء العمل والأصدقاء والعائلة. لا يزال يمارس الرياضة كل يوم، ولا يزال لائقاً عقلياً. لذلك، يستمر في الذهاب إلى مكانه المفضلة يومياً: المكتب.

وربما تمكن المسن من تحقيق إنجازه المهني هذا الذي امتد عبر 84 عاماً من خلال قدرته على العيش في الوقت الحاضر. وقال: «أنا لا أفعل الكثير من التخطيط، ولا أهتم كثيراً بالغد... كل ما يهمني هو أن غداً سيكون يوماً آخر أستيقظ فيه، وأمارس الرياضة وأذهب إلى العمل؛ عليك أن تنشغل بالحاضر، وليس الماضي أو المستقبل».



دراسة: مرحلة الشباب «لم تعد من أسعد أوقات الحياة»

الرضا عن الحياة والسعادة انخفضا بين الشباب خلال العقد الماضي (أرشيفية)
الرضا عن الحياة والسعادة انخفضا بين الشباب خلال العقد الماضي (أرشيفية)
TT
20

دراسة: مرحلة الشباب «لم تعد من أسعد أوقات الحياة»

الرضا عن الحياة والسعادة انخفضا بين الشباب خلال العقد الماضي (أرشيفية)
الرضا عن الحياة والسعادة انخفضا بين الشباب خلال العقد الماضي (أرشيفية)

لأكثر من نصف قرن، كانت «أزمة منتصف العمر» سمة بارزة في المجتمعات، تتمثل في قرارات متهورة، و«ذروة بؤس» بين سن الأربعين والخمسين. لكن كل ذلك يتغير الآن، وفقاً للخبراء.

ففي ورقة بحثية جديدة تم القيام بها بتكليف من الأمم المتحدة، حذّر الأكاديميان البارزان جين توينغ وديفيد بلانشفلاور من أن «أزمة الصحة النفسية» المتنامية لدى الشباب في ست دول ناطقة باللغة الإنجليزية حول العالم تُثبت تغيّر النمط التقليدي لمراحل السعادة على مدار حياتنا، وفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وفي حين كان يُنظر إلى السعادة سابقاً على أنها تأخذ شكل حرف «U»، مع شباب هادئ نسبياً، ووسط عمر أكثر قسوة، وحياة أكثر راحة في المراحل اللاحقة، يقول خبراء الرفاهية إن الرضا الآن يرتفع باطراد مع التقدم في السن.

ووفقاً للورقة البحثية التي نشرها المكتب الوطني الأميركي للبحوث الاقتصادية، فإن «وضعية حرف (U) للرفاهية التي كانت سائدة في هذه البلدان قد اختفت الآن، وحلت محلها أزمة في الرفاهية بين الشباب».

وحللت الدراسة الردود على استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وآيرلندا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا، ووجدت أن الرضا عن الحياة والسعادة قد انخفضا بين الشباب خلال العقد الماضي، وخاصة بين الشابات.

وسلطت الدراسة الضوء على انتشار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن هذا الاتجاه تزامن مع نمو استخدام الإنترنت، مع تأثير واضح على السعادة في استطلاعات الرأي التي أُجريت في الدول الست وفي العديد من الدول الأخرى حول العالم.

وقال بلانشفلاور، صانع السياسات السابق في بنك إنجلترا، لصحيفة «الغارديان»: «قد ينتهي بنا المطاف بجيل ضائع»، مشيراً إلى تنامي التنمر الإلكتروني والسخرية على الإنترنت. وأضاف: «أصبح الشباب معزولين. الأمر لا يقتصر على مكالمات الهاتف، بل يتعلق بما لا يفعلونه. إنهم لا يخرجون كثيراً، ولا يلعبون مع أصدقائهم، ولا يتفاعلون مع الآخرين» بالقدر الكافي في الحياة الواقعية بعيداً عن الهاتف. وحذّر: «لا أعتقد أن هناك أي شك في أن هناك أزمة عالمية حقيقية. الشباب في حالة من الفوضى والاضطراب الشديدين».

وربطت دراسات أخرى بين أزمة الصحة النفسية للشباب وعدم المساواة بين الأجيال، وانعدام الاستقرار الوظيفي.

وقال بلانشفلاور إن انهيار رفاهية الشباب قد تكون له عواقب اجتماعية واقتصادية وخيمة. وأضاف: «الجوانب الاقتصادية لهذا الأمر بالغة الأهمية. من المحتمل أن يرتبط هذا بانسحاب الأطفال من المدارس، ثم خروجهم من سوق العمل. من المفترض أن يؤثر ذلك على الأداء الدراسي، وقد يؤثر أيضاً على الإنتاجية العالمية».

وأكد أن الأمم المتحدة كلفت بإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت هذه الظاهرة موجودة في أماكن أخرى حول العالم، حيث «ترى الأمم المتحدة هذا الأمر أزمة عالمية هائلة».