شاشة الناقد

مشهد من الفيلم الروسي «كروم»
مشهد من الفيلم الروسي «كروم»
TT

شاشة الناقد

مشهد من الفيلم الروسي «كروم»
مشهد من الفيلم الروسي «كروم»

- ‬‬Achrome
- «كروم»
ماريا إغناتينكو | Maria Egnatenko
- روسيا (2022)
- ‪حرب‬ | عروض: مهرجان روتردام‬
- جيد ★★★
على تعدد المعالجات التي تقدم عليها الأفلام التي تتداول الحرب العالمية الثانية (أو سواها) يجد «كروم» لنفسه صوتاً مختلفاً بفضل تخطيط وتنفيذ سليمين أريد لهما إنتاج فيلم مبني على الواقع والوقائع لكنه شعري التوجه والمعالجة بحيث يتحوّل الواقع إلى خلفية قد تقع في أي حرب وفي أي مكان أو زمان.
ماريس (غريغوري برغال) رجل يعيش مع شقيقه (وزوجة شقيقه) في بيت صغير في قرية شرق أوروبية وسط مزارع لقرويين وفلاحين. يأخذه أخاه يوماً لكي ينضم إلى المحاربين العاملين ضمن الجيش الألماني. ماريس لا يُمانع لأنه، كمادة «كروم»، لا لون لمشاعره. لا ثقافة سياسية تدفعه أو تمنعه من الانضمام، للمحتلين. لاحقاً ما تأخذ الأحداث التي يشهدها ماريس بمنحه ملامح تعكس مشاعره. هذا بعد مشاركته في عمليات إبادة للاجئين (مسيحيين ويهود).
بعدم تحديد المكان الذي تقع فيها الأحداث (ولو أنه يحق لنا الظن بأن الأحداث تقع في ليتوانيا كون الفيلم موحى به من كتاب لروثا فاناييف) تُشكل المخرجة حالة عامّة تتماشى مع رغبتها في استخدام نصف ما نستطيع رؤيته من المشهد نظراً لعتمته ثم تخيّل النصف الآخر. داخلياً بسبب الشموع هنا وضعف الإضاءة هناك، وخارجياً بسبب اختيار الوقت من اليوم وانتشار السحب الرمادية والعديد من المشاهد الليلية. هذا يشكل صوراً بديعة لكنه لا يؤازر بالمستوى نفسه القضية المطروحة لا تلك الفردية المتمثّلة بشخصية ماريس ولا تلك العامة حول النازية واليهود.

- ‫Silverton Siege ‬‬
- حصار سيلفرتون
- ماندلا دوب | Mandla Dube
- جنوب أفريقيا (2022)
‫- أكشن | ألوان - 100 د. | عروض: نتفليكس ‬‬
- وسط ★★
القصّة حقيقية وقعت بالفعل سنة 1980 عندما نجا ثلاثة أفراد من السود من فخ محكم بعدما خسرا عنصرين آخرين، وفرّوا من الشرطة التي تعقّبتهم ليقتحموا مصرفاً كبيراً حيث تم احتجاز كل من كان فيه. العصبة لم تكن تريد سرقة المصرف ولا قتل أحد، بل كل ما طالبت به إطلاق سراح نيلسون مانديلا.
تنفيذ مشاهد الهروب ليس وحده الذي يتميّز بالتقنية المطلوبة والتوليف الصحيح، بل يستمر ذلك التفاعل بين المواقف والتعبير عنها باللقطات الموزّعة جيداً والدرجة المتوخاة من التشويق. لكن هذا هو كل ما يستطيع الفيلم أن يفعله بعدما اختار تسطيح الأحداث وتفريغ الشخصيات من دوافع عميقة والاستعانة بكل مشهد نمطي ممكن لاكته الأفلام الهولييودية مراراً وتكراراً.
هناك العصبة التي تحتضن مبادئ سياسية حقّة وكابتن البوليس الأبيض الذي يفهم مطالبهم لكنه مرتبط برئيس عنصري لا يمانع لو فجّر البناء كله فوق رؤوس من في المصرف بمن فيهم المحتجزون. بين هؤلاء المحتجزين أنماط أخرى: بيض طيّبون وبيض أشرار.
الحادثة ذاتها كانت مشهودة وذات حضور على مسرح الوضع السياسي البائد في جنوب أفريقيا. أما في الفيلم فهي عذر لفيلم أكشن آخر عليه بعض التوابل لسهولة التسويق.

- ‫Above the Clouds ‬‬
- فوق السحب
- دنيس شينار | Deniz Çinar
- تركيا (2022)
- ‪دراما‬ | ألوان - 82 د. | عروض: خاصة ‬
- وسط ★★
فيلم طريق معظمه مشي في أنحاء مقطوعة وبعيدة من جبال تركيا بعدما تعطلت سيارة رجل في اللامكان. الشخص الأول الذي يلتقي فيه هو رحّالة يقول له إنه يلاحق الغيوم ويؤمن بأن أشكالها تقول له أشياء وهو يعمل بمقتضى ما تقوله له. الأول يتذمّر والثاني يطمره بالنصائح والمواعظ طوال الوقت. أما وقد التحق السائق بالرحّالة (من دون سبب وجيه) يتبلور الفيلم حول صداقة صعبة مع نهاية مفاجئة تكشف عن سر كان من المفترض أن يأتي أقوى دلالة، لكنه يترك - كالفيلم - تأثيراً عابراً.
فيلم دنيس شيتار يأمل أن يوفّر فكرة غريبة بمواقف كومي - درامية لكن الحكاية ذاتها رقيقة ولا تحوي جديداً كافياً لمدّة عرضه بل مواقف تتكرر تجد فيها شخصية السائق خالية من الفعل مستسلمة لما يقع لها حتى عندما تتبدّى مناسبات كان يمكن له فيها إنقاذ نفسه من مصير غامض.

ضعيف ★ وسط ★★ جيد ★★★
ممتاز ★★★★ تحفة ★★★★★


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
TT

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)

RENDEZ‪-‬VOUS AVEC POL‪-‬POT ★★★

* إخراج: ريثي بَنه (فرنسا/ كمبوديا)

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.

لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.

الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.

في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟

هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

‪THE‬ WRESTLE‪R‬ ★★

* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).

يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.

«المصارع» (أبلبوكس فيلمز)

هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.

يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★

* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).

قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).

«أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» (مهرجان مراكش)

نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.

اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.

* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز