انتخابات محلية في بريطانيا يتصدرها انخفاض القوة الشرائية

اختبار لجونسون بعد «بارتي غيت» وتصويت حاسم لآيرلندا الشمالية

بوريس جونسون مصطحباً كلبه إلى مركز اقتراع في لندن أمس (أ.ف.ب)
بوريس جونسون مصطحباً كلبه إلى مركز اقتراع في لندن أمس (أ.ف.ب)
TT

انتخابات محلية في بريطانيا يتصدرها انخفاض القوة الشرائية

بوريس جونسون مصطحباً كلبه إلى مركز اقتراع في لندن أمس (أ.ف.ب)
بوريس جونسون مصطحباً كلبه إلى مركز اقتراع في لندن أمس (أ.ف.ب)

أدلى البريطانيون بأصواتهم، أمس الخميس، في انتخابات محلية ستكشف حجم الضرر الذي ألحقته فضيحة الحفلات خلال إجراءات العزل (بارتي غيت) بحزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون، وتبدو حاسمة لآيرلندا الشمالية حيث يأمل جمهوريو حزب «الشين فين» تحقيق نصر تاريخي فيها.
جرت المنافسة على آلاف المقاعد في المجالس المحلية في إنجلترا واسكوتلندا وويلز، ما سمح للناخبين بإبداء آرائهم للمرة الأولى بعد أشهر من الكشف عن الحفلات، التي أقيمت في مقر رئاسة الحكومة أثناء فترات إجراءات العزل للحد من انتشار كورونا.
وفي حال تسجيل نتائج سيئة، يمكن إقناع بعض نواب الأغلبية الذين ما زالوا في حالة ترقب، بسحب دعمهم لبوريس جونسون المصمم على البقاء في السلطة رغم الغرامة التي فرضت عليه، في سابقة لرئيس حكومة في المنصب.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن جونسون بدا مرتاحاً ومبتسماً عندما أدلى بصوته في مركز للاقتراع في وسط لندن.
وفي تسجيل فيديو نُشر على حسابه على «تويتر» شجع جونسون الناخبين على التصويت لصالح «المحافظين» من أجل «حماية ميزانية عائلتك» لأن انخفاض القوة الشرائية يتصدر اهتمامات الناخبين.
وبعيداً عن انقسامات البرلمان، يلوح في الأفق زلزال سياسي في آيرلندا الشمالية حيث يحتل الصدارة في استطلاعات الرأي حزب «الشين فين» في المجلس المحلي للمرة الأولى منذ مائة عام في تاريخ المقاطعة البريطانية التي يبلغ عدد سكانها 1.9 مليون نسمة في أجواء توتر منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
في آيرلندا الشمالية، يمكن أن يؤدي التصويت إلى إعادة تعريف المملكة المتحدة. إذ يشير آخر استطلاع للرأي إلى تقدم بفارق ثماني نقاط لـ«الشين فين» المؤيد لإعادة توحيد آيرلندا الشمالية مع جمهورية آيرلندا، أمام الوحدويين في «الحزب الديمقراطي الوحدوي» الذي يحظى بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان المنتهية ولايته، وبتعادل مع الحزب الوسطي «تحالف».
وسيدفع فوز «الشين فين» وهو الواجهة السياسية للجيش الجمهوري الآيرلندي سابقاً، نائبة رئيسه ميشيل أونيل إلى منصب رئيس الحكومة المحلية، التي يفترض أن تضم القوميين والوحدويين بموجب اتفاق السلام الموقع في 1998.
لكنه قد يؤدي إلى شلل أيضاً.
فخلال المناظرة الأخيرة عبر هيئة الإذاعة البريطانية الثلاثاء الماضي، حذر زعيم «الحزب الديمقراطي الوحدوي» جيفري دونالدسون من أن حزبه سيرفض تشكيل هيئة تنفيذية جديدة ما لم تعلق حكومة المملكة المتحدة الوضع الخاص للمقاطعة منذ بريكست، الذي يرى الموالون للعرش أنه يلحق ضرراً بالعلاقات مع سائر المملكة المتحدة.
ميشيل أونيل ردت على دونالدسون متهمة إياه بأنه يحرم ناخبي آيرلندا الشمالية من خيار تقرير مصيرهم. وأكدت أن حزبها الذي خاض حملة شدد خلالها على أزمة القوة الشرائية، ليس لديه «هاجس» التصويت على إعادة التوحيد. وعبرت ألين ألن، التي تملك متجراً في منطقة وحدوية في بلفاست لوكالة الصحافة الفرنسية عن قلقها من فوز محتمل لـ«الشين فين» لكنها انتقدت «الحزب الوحدوي الديمقراطي». وقالت: «آمل أن يفوزوا لكن لا أحد يعمل فعلاً من أجل الشعب».
جون بوتس (56 عاماً) الموظف في البلدية أكد أن الاستفتاء على إعادة التوحيد ليس من أولويات الناخبين. وقال: «دعونا نجعل ستورمونت (المجلس المحلي) يعمل، ونحل قضايا الأجور والصحة والتعليم والأوبئة، وبعد ذلك يمكننا مناقشة الدستور قليلاً».
في بقية أنحاء المملكة المتحدة، ستكشف هذه الانتخابات المحلية التي لا تلقى إقبالاً كبيراً على التصويت عادة، عن مواقف الناخبين تجاه المحافظين في السلطة، بعد انتقاد طريقة إدارتهم للوباء واعتبار إجراءاتهم غير كافية لمساعدة الأسر التي يخنقها التضخم.
انهارت شعبية بوريس جونسون (57 عاماً) الذي تولى رئاسة الحكومة قبل نحو ثلاثة أعوام بعد فضيحة «بارتي غيت» التي فرض عليه على إثرها غرامة وأطلقت دعوات إلى استقالته. وقد نجا حتى الآن من العاصفة بتسليطه الضوء على دوره الكبير في الدعم الغربي لأوكرانيا لكن إذا جاءت نتائج التصويت كارثية فقد يتغير ذلك.
وما زاد الطين بلة أنه واجه صعوبات على شاشة التلفزيون في نهاية الحملة حول موضوع القوة الشرائية. ويأمل «حزب العمال» وهو حزب المعارضة الرئيسي، في الاستفادة من نقاط ضعفه وإن كان زعيمه كير ستارمر (59 عاماً) متهماً بخرق القواعد الصحية بعد أن شارك البيرة والكاري مع فريقه خلال رحلة في أبريل (نيسان) 2021.
ويأمل «حزب العمال» في الفوز بمقاعد في لندن، بما في ذلك في معاقل يشغلها المحافظون تقليدياً مثل وستمنستر واندسوورث وكنسنغتون وتشيلسي.
ويريد «حزب العمال» أيضاً استعادة معاقله السابقة التي أصبحت محافظة في الانتخابات الأخيرة في 2019 في شمال إنجلترا ووسطها. في دودلي (شمال) سيصوت بوب وهو عامل متقاعد لـ«حزب العمال» بهدف «الاحتجاج». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «ما يدفع الناس إلى الجنون هو غلاء المعيشة. تكلفة الغذاء أصبحت أكبر والطاقة أيضاً».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».