جباري: الجلسة المغلقة إيجابية والقوى اتفقت على الجوهر

وزير النقل اليمني: 20 ألف يمني لا يزالون عالقين بالخارج

جباري: الجلسة المغلقة إيجابية والقوى اتفقت على الجوهر
TT

جباري: الجلسة المغلقة إيجابية والقوى اتفقت على الجوهر

جباري: الجلسة المغلقة إيجابية والقوى اتفقت على الجوهر

بعد الكلمات الرئيسية لافتتاح مؤتمر «إنقاذ اليمن» في الرياض، أمس، انشغل المجتمعون بجلسات مغلقة للحوار بهدف الخروج بقرارات حاسمة من المؤتمر. وقال عبد العزيز جباري عضو اللجنة الاستشارية في المؤتمر اليمني للحوار في الرياض، أمس، إن أجواء الجلسة المغلقة في اليوم الأول من المؤتمر «كانت إيجابية، وسيكون غدًا (اليوم)، النقاش على وثيقة الرياض». وأكد أن الأصوات قد ترتفع في التباينات على بعض التفاصيل، بينما القوى السياسية اليمنية متفقة على الجوهر.
وأوضح جباري، عقب انتهاء اليوم الأول، أن هناك تفاصيل صغيرة جرى الاختلاف في وجهات النظر حولها بين الحضور، تضمن بعضها تشكيل لجنة من كل المحافظات والأقاليم، حيث ظهرت بعض الأصوات التي تطالب باختصار اللجان في كل المحافظات، والاكتفاء بلجنة واحدة مصغرة تستوعب الآراء.
وأضاف: «ستسمعون كلام وأصوات اليمنيين المشاركين في المؤتمر ترتفع، وهي طبيعتنا كيمنيين أن يكون التفكير بصوت عالٍ، وندرك ماذا نريد».
وأشار رئيس اللجنة الاستشارية في المؤتمر اليمني للحوار بالرياض إلى من «المفترض على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، أن يحترموا قراراتهم، خصوصا القرار الأخير 2216، تحت ميثاق الفصل السابع، وإذا أرادوا أن ينظروا العالم بأكمله إلى المنظمة بشكل إيجابي، عليهم المسارعة في تطبيق قراراتهم تجاه اليمن».
ولفت جباري إلى أن اليمنيين على استعداد أن يذهبوا إلى أي مكان للحوار حول آلية تنفيذ القرار 2216، لا للنقاش في تفاصيل القرار نفسه، وقال: «نريد رأيا حقيقيا بالالتزام في تنفيذ القرار، ولدينا تجربة مريرة بالمفاوضات، وخضنا حوارا لمدة سنة، واتفق عليها القوى السياسية، وانتهى بنا المطاف للتوقيع على تلك القرارات، وما علينا إلا التنفيذ».
من جانب آخر، قال بدر محمد باسلمه وزير النقل اليمني، إن بعض المناطق المنكوبة في بلاده، مثل تعز وعدن والضالع وأبين ولحج، لم تحصل على عمليات إغاثة حقيقية، إلا أن ميليشيا الحوثي لا تزال تعمل على حرق الهدنة، مشددًا في السياق ذاته على أن «عمليات الإغاثة الأساسية تسير بوتيرة جيدة في باقي المناطق اليمنية».
وأكد أن الحكومة اليمنية تعمل على ترتيب حركة الطيران اليمنية الداخلية إلى صنعاء وإلى سيون، وذلك لإيصال العالقين من الخارج، نافيًا تسجيل حالات اختطاف للمعونات والإغاثة.
وأفاد باسلمه بأن هناك اجتماعا لمدة يومين مع مركز الملك سلمان للإغاثة، والحكومة اليمنية، والمنظمة الدولية للهجرة، وتم الاتفاق على أن تقوم المنظمة الدولية للهجرة بتسكين وإعاشة ونقل كل اليمنيين الموجودين في مختلف المناطق، مثل «عمان، القاهرة، الهند، وفي كل الدول المختلفة» وإعادتهم إلى وطنهم، موضحًا أن المنظمة ستعمل على تسريع نشاطها من أجل سرعة تخفيف معاناة اليمنيين الموجودين في الخارج، إضافة إلى التسريع بنقل العالقين الموجودين في الخارج لمن أراد أن ينتقل إلى اليمن.
وتوقع إجلاء نحو 150 راكبا على متن الخطوط الجوية اليمنية خلال اليومين المقبلين، كاشفًا أن عدد العالقين نحو 20 ألف عالق، وأن مصر استقبلت نحو 50 في المائة من العالقين من الجنسية اليمنية.

وأكد عبد الله عمر باوزير، رئيس لجنة الخدمات بمحافظة حضرموت وعضو المجلس المحلي للمحافظة، أن مؤتمر الرياض يعد الفرصة الأخيرة لليمن للخروج من أزمته الحالية، موضحًا أنه في حال لم يتحول إلى جمهورية اتحادية فالحل الآخر هو استقلال قطاع حضرموت.
وبين باوزير أن حضرموت مع قرارات مؤتمر الرياض، مشيرا إلى أن مهمة إعادة بناء الدولة اليمنية وإنمائها بالكامل سيتكفل بها دول مجلس التعاون.
إلى ذلك،



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».