«اعتلال صحة بوتين»... حقيقة أم حيلة روسية؟

يراقب الخبراء عن كثب الظهور العلني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحثاً عن المزيد من علامات «اعتلال الصحة»، وسط شائعات منسوبة إلى أحد المطلعين في الكرملين بأنه من المقرر أن يخضع لعملية جراحية، ربما بسبب إصابته بالسرطان.
وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد زعمت قناة روسية شهيرة على تطبيق «تلغرام» تدعى «General SVR»، مؤخراً أن أطباء بوتين حذروه من أن الجراحة قد تعطله عن العمل «لفترة قصيرة»، وأنه خلال هذه الفترة سيسلم السلطة لأحد مساعديه بشكل مؤقت.

ويدير هذه القناة على «تلغرام» ضابط سابق في جهاز المخابرات الخارجية الروسي يستخدم الاسم المستعار «فيكتور ميخائيلوفيتش».
وزعم ميخائيلوفيتش أن بوتين أجرى حديثاً لمدة ساعتين «من القلب إلى القلب» مع مساعده المقرب وسكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، وأخبره أنه يعتبره أقرب أصدقائه وأنه قد يكلفه بـ«تسلم السلطة» منه لبضعة أيام.
وتأتي المزاعم التي نشرها ميخائيلوفيتش مؤخراً بعد انتشار عدة تقارير عن احتمالية إصابة بوتين بالخرف أو مرض باركنسون، أو السرطان.
فقبل أسبوع، أظهر مقطع فيديو نشرته «الإندبندنت»، الرئيس الروسي وهو يعاني على ما يبدو من رعشات في يده ورجله خلال ترحيبه بالزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في اجتماع منتصف فبراير (شباط) الماضي، قبل أيام فقط من غزوه لأوكرانيا.
https://twitter.com/raging545/status/1517614072778403840?s=20&t=rtMZjrk-L1BwYzbHd8Ntrg
وشوهد بوتين في الفيديو وهو يثبت إحدى يديه على صدره، مما أثار تكهنات بأنه قد يكون مصاباً بمرض باركنسون.
وفي الشهر الماضي، كشف تقرير صادر عن منفذ الأخبار الاستقصائي الروسي «بروكت»، أن الرئيس الروسي يتلقى زيارات مستمرة من طبيب أورام سرطانية، وأنه يستحمّ بمستخلص قرون الغزال والذي يُزعم أن له تأثيراً علاجياً على الأورام السرطانية.
وفي شهر مارس (آذار) الماضي، زعمت مصادر استخباراتية تابعة لتحالف العيون الخمس الاستخباراتي، الذي يضم أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، أن بوتين يعاني من اضطراب دماغي ناجم، إما عن إصابته بالخرف أو مرض باركنسون، أو عن تلقيه عقارات الستيرويد المستخدمة لعلاج السرطان.
ودعمت المصادر هذه المزاعم بـ«قرارات بوتين الأخيرة المتهورة»، جنباً إلى جنب مع انتفاخ وجهه ورقبته إلى حدٍ كبير مؤخراً، وإصراره على إبقاء زوار الكرملين على مسافة كبيرة جداً منه عند اجتماعه بهم.
ونفت موسكو مراراً وتكراراً التقارير التي تفيد بأن بوتين يعاني من اعتلال في صحته.
ويشكك بعض الخبراء والمراقبين في أن هذه الشائعات قد تكون «حيلة متعمدة» من الكرملين لتحقيق غرض ما، قائلين إن ظهور بوتين كشخص مريض في الأخبار ومقاطع الفيديو أمر «غير منطقي» ولا يتوافق مع مدى إحكام سيطرة روسيا على الأخبار والفيديوهات الخاصة بالرئيس والتي تنشرها وسائل الإعلام.