متظاهرو السودان يستأنفون تحركاتهم باتجاه القصر الجمهوري

متظاهرة تلوح بعلم السودان مطلع أبريل المنصرم (أ.ف.ب)
متظاهرة تلوح بعلم السودان مطلع أبريل المنصرم (أ.ف.ب)
TT

متظاهرو السودان يستأنفون تحركاتهم باتجاه القصر الجمهوري

متظاهرة تلوح بعلم السودان مطلع أبريل المنصرم (أ.ف.ب)
متظاهرة تلوح بعلم السودان مطلع أبريل المنصرم (أ.ف.ب)

يستأنف متظاهرو السودان اليوم (الخميس) مواكبهم الاحتجاجية باتجاه القصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم، تجديداً للتظاهرات الرافضة لتولي الجيش السلطة في البلاد، وتضامناً مع ضحايا المجزرة التي تعرض لها المدنيون في منطقة كرينك غرب دارفور الشهر الماضي، حسب ما قالت «لجان المقاومة» في السودان في بيان أمس (الأربعاء).
وكونت لجان المقاومة الشعبية تشكيلات في الأحياء والمدن قبل سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، في أبريل (نيسان) 2019.
وجاء في بيانها أمس أن «لجان المقاومة في كل أنحاء البلاد تخوض جولات حاسمة لإسقاط السلطة وإخراج العسكريين من العملية السياسية تماماً». وشددت على «مبدأ محاكمة ومحاسبة المسؤولين عن العنف والقتل وإطلاق الرصاص والاعتداءات وكل الانتهاكات التي ارتكبت ضد المتظاهرين السلميين والمواطنين الأبرياء المتضررين». وأشار البيان إلى أن «عودة الاحتجاجات من أجل استعادة المسار الديمقراطي والتحول الديمقراطي واستكمال مهام ثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة، في تحقيق العدالة والحرية و السلام، وتفكيك نظام حزب المؤتمر الوطني المعزول بأمر الشعب السوداني».
وذكر البيان أن «ما حدث في الجنينة (عاصمة ولاية غرب دارفور) وكرينك وما يحدث في جميع أنحاء البلاد من إشعال للصراعات الأهلية والقبلية، هو مشروع النظام المعزول والسلطة الحالية وجميع المتحالفين معها للتفريق بين السودانيين وتقسيمهم على أساس إثني وعنصري وجهوي». وقالت لجان المقاومة إن مواكب اليوم «ستكون مركزية تتوجه نحو (قصر الشعب) من أجل تحقيق مصالح الشعب السوداني في التغيير وبناء دولة المواطنة وسيادة حكم القانون والمؤسسات»، مؤكدة تمسكها بشعاراتها (لامساومة، لا تسوية لا شراكة) مع الحكم العسكري. ووقعت على البيان لجان مقاومة بحري، تنسيقية شرق النيل جنوب، تجمع لجان أحياء الحاج يوسف، تنسيقيات الخرطوم وتنسيقيات أم درمان الكبرى.
ومن المتوقع أن تعلن السلطات في ولاية الخرطوم عن إجراءات أمنية احترازية بإغلاق عدد من الجسور والطرق ونشر قوات شرطية لمنع المتظاهرين من الوصول إلى محيط القصر الجمهوري.
وتحظر السلطات المحلية التجمعات في منطقة وسط الخرطوم والشوارع الرئيسية المؤدية إلى مقر قيادة الجيش.
وتمكن آلاف المتظاهرين في الأشهر الماضية من كسر الطوق الأمني وتجاوز الانتشار الأمني المكثف والوصول إلى بوابة القصر الجمهوري.
وترفض لجان المقاومة أية تسوية أو اتفاق مع الجيش وقوات الدعم السريع، وتطالب بعودتهم للثكنات وتسليم السلطة للقوى المدنية.
وسقط خلال التظاهرات المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر 92 قتيلاً وآلاف المصابين في مواجهات مع أجهزة الأمن، ما زاد حدة الاحتقان والغضب في الشارع السوداني، وساهم في تأجيج الاحتجاجات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.