قرار المحكمة العليا بنشر مراسلات ولي عهد بريطانيا مع حكومة بلير تتصدر عناوين الصحف البريطانية

عناوين صحف أميركا بين قطار بنسلفانيا.. والحكم بإعدام تسارناييف.. ومعاقبة لاعب كرة القدم برا دي

قرار المحكمة العليا بنشر مراسلات ولي عهد بريطانيا مع حكومة بلير تتصدر عناوين الصحف البريطانية
TT

قرار المحكمة العليا بنشر مراسلات ولي عهد بريطانيا مع حكومة بلير تتصدر عناوين الصحف البريطانية

قرار المحكمة العليا بنشر مراسلات ولي عهد بريطانيا مع حكومة بلير تتصدر عناوين الصحف البريطانية

رسائل ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز لحكومة رئيس الوزراء العمالي توني بلير قبل عشر سنوات، تصدرت الصفحات الأولى للصحف البريطانية، وجاءت هذا بعد أيام من انتهاء الانتخابات العامة البريطانية.
جاء الكشف عن الرسائل بعد معركة قانونية خاضتها صحيفة «الغارديان» لمدة عشرة أعوام ونجحت فيها. وكان قد كتب الأمير تشارلز الخطابات في عامي 2004 و2005 لرئيس الوزراء السابق توني بلير وغيره من أعضاء حكومة حزب العمال حول موضوعات، من بينها الزراعة وآيرلندا الشمالية والقوات المسلحة البريطانية والبيئة والخدمات الصحية. وتناولت الصحف قرار المحكمة العليا البريطانية وطلب صحافي في «الغارديان» الكشف عن الخطابات التي تعرف بـ«مذكرات العنكبوت الأسود» بسبب تعليقات الأمير تشارلز عليها بخط يده.
وكانت معظم الخطابات مكتوبة باستخدام الآلة الكاتبة، إلا أن تشارلز قام بتشويه بعض الحواشي، بما في ذلك تعليق بخط اليد قال فيه: «أعتذر عن طول هذه الرسالة».. على خطاب موجه إلى بلير.
كما تناولت وسائل الإعلام فترة ما بعد الانتخابات وانتصار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والتركيز على مستقبل بريطانيا في أوروبا. وأوردت القناة الرابعة في «بي بي سي» تصريحاته التي قال فيها: «أجريت بعض الاتصالات الهاتفية بعدد من القادة الأوروبيين»، مضيفا: «إعادة التفاوض أولا، ثم الاستفتاء قبل نهاية عام 2017».
وأشارت عناوين الصحف البريطانية يوم الاثنين الماضي إلى مشكلات مقبلة. وكتبت «ديلي إكسبرس»: «أخيرا، بريطانيا أكثر قساوة تجاه الاتحاد الأوروبي».. في حين كتبت صحيفة «الإندبندنت»: «أوروبا: المعركة تبدأ».
وفي الوقت نفسه، رأت افتتاحية صحيفة «التايمز» أن خطة توزيع طالبي اللجوء القادمين من الخارج على دول الاتحاد الأوروبي الـ28 تشكل «تهديدا مباشرا لعضوية بريطانيا».
ومن المقرر أن يتم إرسال وزيري الخزانة جورج أوزبورن والخارجية فيليب هاموند إلى برلين وبروكسل للتفاوض على اتفاق جديد، وفقا لصحيفة «صنداي تايمز». لكن أضافت الصحيفة أن ما يصل إلى 60 نائبا من الرافضين لأوروبا يستعدون للمطالبة بسلطات جديدة لمجلس العموم لنقض أي قانون للاتحاد الأوروبي، وهي خطة وصفها كاميرون في وقت سابق بأنها «مستحيلة».
إلا أن صحيفة «فايننشيال تايمز» حذرت من أن موقف كاميرون قد يأتي بنتائج عكسية. وكتبت أن «مطالبة كاميرون بتسوية جديدة وتحديده 2017 موعدا للاستفتاء، تجعل منه رهينة لشركائه الأوروبيين والمشككين من داخل حزبه على حد سواء».
وفي بداية الأسبوع، بالإضافة إلى تمكن ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، من تشكيل حكومة محافظة كاملة، دون تحالف مع أي حزب آخر، بعد أن فاز حزبه، حزب المحافظين، بالمرتبة الأولى في الانتخابات العامة الأخيرة، اهتم الإعلام الأميركي بمواضيع غير سياسية: نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» خبر أن شركات صناعة السيارات اليابانية «تويوتا» و«نيسان» استدعيتا أكثر من ستة ملايين سيارة بسبب خوف من انفجار أكياس الهواء.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» الاقتصادية أن شركة «دانهار» تخطط لشراء شركة «بال» بثلاثة عشر مليار دولار. وتعمل الشركتان في مجال الصناعات المائية، مثل تنقية الماء. ونشرت صحيفة «نيويورك يوست»، من صحف الإثارة، خبر حرمان الولايات المتحدة من الميدالية الفضية التي نالتها في منافسات ألعاب القوى في دورة الألعاب الأولمبية في لندن، عام 2012، وذلك بسبب اكتشاف أن اللاعب تايسون غاي تناول مقويات كيماوية قبيل المنافسات. ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» خبر أن شركة «فرايزون» للاتصالات التليفونية ستشتري شركة «أميركا أون لاين» بقرابة خمسة مليارات دولار.
ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» خبر بيع لوحة بيكاسو «نساء جزائريات» بقرابة مائتي مليون دولار، في مزاد «كريستي» في نيويورك. وبهذا، صارت أغلى لوحة تباع في المزاد.
في منتصف الأسبوع، اهتمت كل الأجهزة الإعلامية الأميركية باجتماع الرئيس باراك أوباما مع قادة مجلس التعاون الخليجي في منتجع كامب، حيث نوقشت حرب اليمن، والصفقة النووية الأميركية مع إيران، وامن الخليج.
وبينما كانت القنوات التلفزيونية الأميركية تنقل مناظر وصول المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا عن طريق ليبيا، نقلت أيضا مناظر حزينة قرب سواحل ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند لمئات من مهاجرين من بنغلاديش ومنطقة روهينغا المسلمة في تايلاند، بعد أن منعت حكومات الدول الثلاثة نزول زوارقهم.
ولأول مرة منذ بداية عمليات قوات التحالف العربية في اليمن، نقلت قنوات تلفزيونية أميركية مناظر من داخل اليمن عن عمليات الإغاثة هناك. وقولها إن جماعات الإغاثة المختلفة، بما في ذلك إيرانية، تسعى للوصول إلى الموانئ والمطارات.
مع نهاية الأسبوع، نقلت صحيفة «واشنطن بوست»، في صدر صفحتها الأولى، خبر الحكم بإعدام جوهر تسارناييف، المهاجر من الشيشان الذي اشترك مع شقيقه، تمرلان، في تفجيرات ماراثون بوسطن، قبل عامين، التي قتلت ثلاثة أشخاص، وجرحت أكثر من مائتي شخص.
ونقل تلفزيون «سي إن إن» تصريحات مسؤولين في البنتاغون بأن قوات أميركية خاصة قتلت أبو سياف، الرجل الثاني في منظمة داعش.
واهتمت صحيفة «نيويورك تايمز» بالتطورات في بوروندي، في وسط أفريقيا، حيث اعتقل الجنرال نيومباري، الذي كان قاد انقلابا عسكريا فاشلا ضد الرئيس بيير نكورونزيزا. وتظل الصحيفة واحدة من أجهزة إعلامية أميركية قليلة تتابع ما يحدث هناك.



تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)

أثارت نتائج دراسة حديثة تساؤلات عدة بشأن دور التلفزيون في استعادة الثقة بالأخبار، وبينما أكد خبراء وجود تراجع للثقة في الإعلام بشكل عام، فإنهم اختلفوا حول الأسباب.

الدراسة، التي نشرها معهد «نيمان لاب» المتخصص في دراسات الإعلام مطلع الشهر الحالي، أشارت إلى أن «الثقة في الأخبار انخفضت بشكل أكبر في البلدان التي انخفضت فيها متابعة الأخبار التلفزيونية، وكذلك في البلدان التي يتجه فيها مزيد من الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار».

لم تتمكَّن الدراسة، التي حلَّلت بيانات في 46 دولة، من تحديد السبب الرئيس في «تراجع الثقة»... وهل كان العزوف عن التلفزيون تحديداً أم الاتجاه إلى منصات التواصل الاجتماعي؟ إلا أنها ذكرت أن «الرابط بين استخدام وسائل الإعلام والثقة واضح، لكن من الصعب استخدام البيانات لتحديد التغييرات التي تحدث أولاً، وهل يؤدي انخفاض الثقة إلى دفع الناس إلى تغيير طريقة استخدامهم لوسائل الإعلام، أم أن تغيير عادات استخدام ومتابعة وسائل الإعلام يؤدي إلى انخفاض الثقة».

ومن ثم، رجّحت الدراسة أن يكون سبب تراجع الثقة «مزيجاً من الاثنين معاً: العزوف عن التلفزيون، والاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي».

مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتفق جزئياً مع نتائج الدراسة، إذ أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التلفزيون أصبح في ذيل مصادر الأخبار؛ بسبب طول عملية إنتاج الأخبار وتدقيقها، مقارنة بسرعة مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على الوصول إلى شرائح متعددة من المتابعين».

وأضاف أن «عدد المحطات التلفزيونية، مهما ازداد، لا يستطيع منافسة الأعداد الهائلة التي تقوم بصناعة ونشر الأخبار في الفضاء الرقمي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». إلا أنه شدَّد في الوقت نفسه على أن «الصدقية هي العامل الأساسي الذي يبقي القنوات التلفزيونية على قيد الحياة».

كيالي أعرب عن اعتقاده بأن السبب الرئيس في تراجع الثقة يرجع إلى «زيادة الاعتماد على السوشيال ميديا بشكل أكبر من تراجع متابعة التلفزيون». وقال إن ذلك يرجع لأسباب عدة من بينها «غياب الموثوقية والصدقية عن غالبية الناشرين على السوشيال ميديا الذين يسعون إلى زيادة المتابعين والتفاعل من دون التركيز على التدقيق». وأردف: «كثير من المحطات التلفزيونية أصبحت تأتي بأخبارها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فتقع بدورها في فخ الصدقية والموثوقية، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى التلفزيون وإيجاد الوقت لمشاهدته في الوقت الحالي مقارنة بمواقع التواصل التي باتت في متناول كل إنسان».

وحمَّل كيالي، الهيئات التنظيمية للإعلام مسؤولية استعادة الثقة، قائلاً إن «دور الهيئات هو متابعة ورصد كل الجهات الإعلامية وتنظيمها ضمن قوانين وأطر محددة... وثمة ضرورة لأن تُغيِّر وسائل الإعلام من طريقة عملها وخططها بما يتناسب مع الواقع الحالي».

بالتوازي، أشارت دراسات عدة إلى تراجع الثقة بالإعلام، وقال معهد «رويترز لدراسات الصحافة»، التابع لجامعة أكسفورد البريطانية في أحد تقاريره، إن «معدلات الثقة في الأخبار تراجعت خلال العقود الأخيرة في أجزاء متعددة من العالم». وعلّق خالد البرماوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، من جهته بأن نتائج الدراسة «غير مفاجئة»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى السؤال «الشائك»، وهو: هل كان عزوف الجمهور عن التلفزيون، السبب في تراجع الصدقية، أم أن تراجع صدقية الإعلام التلفزيوني دفع الجمهور إلى منصات التواصل الاجتماعي؟

البرماوي رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «تخلّي التلفزيون عن كثير من المعايير المهنية ومعاناته من أزمات اقتصادية، دفعا الجمهور للابتعاد عنه؛ بحثاً عن مصادر بديلة، ووجد الجمهور ضالته في منصات التواصل الاجتماعي». وتابع أن «تراجع الثقة في الإعلام أصبح إشكاليةً واضحةً منذ مدة، وإحدى الأزمات التي تواجه الإعلام... لا سيما مع انتشار الأخبار الزائفة والمضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي».