تراجع أسعار النفط بفعل مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني

تراجعت أسعار النفط بعد نشر الصين بيانات أظهرت انكماش نشاط المصانع للشهر الثاني (رويترز)
تراجعت أسعار النفط بعد نشر الصين بيانات أظهرت انكماش نشاط المصانع للشهر الثاني (رويترز)
TT

تراجع أسعار النفط بفعل مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني

تراجعت أسعار النفط بعد نشر الصين بيانات أظهرت انكماش نشاط المصانع للشهر الثاني (رويترز)
تراجعت أسعار النفط بعد نشر الصين بيانات أظهرت انكماش نشاط المصانع للشهر الثاني (رويترز)

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الاثنين، بعد أن طغت المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، على مخاوف من تعطل محتمل للإمدادات جراء حظر الاتحاد الأوروبي الذي يلوح في الأفق على النفط الخام الروسي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 2.5 في المائة إلى 103.24 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:36 بتوقيت غرينتش، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.3 في المائة إلى 102.21 دولار للبرميل. وأُغلقت الأسواق في اليابان وبريطانيا والهند وجنوب شرقي آسيا في عطلات رسمية أمس الاثنين.
وتراجعت الأسعار بعد نشر الصين بيانات يوم السبت أظهرت انكماش نشاط المصانع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم للشهر الثاني إلى أدنى مستوياته منذ فبراير (شباط) 2020 بسبب عمليات الإغلاق لمكافحة كوفيد - 19.
وعلى صعيد الإمدادات، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في بيان يوم الأحد أنها رفعت «مؤقتاً» حالة القوة القاهرة واستأنفت العمليات في ميناء الزويتينة النفطي من أجل تقليص المخزونات و«تفريغ الخزانات». وحذرت شركة النفط الحكومية يوم السبت من «كارثة بيئية قد تحدث» في الميناء.
وكانت المؤسسة قد أعلنت في أواخر أبريل (نيسان) حالة القوة القاهرة في الميناء وحذرت من أن «موجة مؤلمة من الإغلاقات» قد بدأت تضرب منشآتها بسبب المواجهة السياسية.
في غضون ذلك، خلص مسح أجرته «رويترز» إلى أن ارتفاع إنتاج أوبك النفطي في أبريل جاء أقل من الزيادة المقررة بموجب اتفاق مع حلفاء المنظمة، إذ بددت الانخفاضات في ليبيا ونيجيريا تأثير زيادة الإمدادات من جانب السعودية وغيرها من كبار المنتجين. ووجد المسح أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ضخت 28.58 مليون برميل يومياً في أبريل بزيادة 40 ألف برميل يوميا عن الشهر السابق وأقل من 254 ألف برميل يوميا المنصوص عليها في اتفاق الإمدادات.
وتقلص أوبك وحلفاؤها، المعروفون باسم أوبك بلس، تدريجيا تخفيضات الإنتاج المتفق عليها في عام 2020 مع تعافي الطلب من جائحة كورونا.
وتجتمع أوبك بلس يوم الخميس، حيث من المتوقع أن تؤكد زيادة الإنتاج المتفق عليها مسبقا رغم ارتفاع أسعار النفط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال ممثل في أوبك عن اجتماع يوم الخميس «من المحتمل أن يكون الرأي هو الإبقاء على الخطة».
وينص الاتفاق على زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميا في أبريل من جميع أعضاء أوبك+، منها نحو 254 ألف برميل يومياً يتقاسمها منتجو أوبك العشرة الذين يشملهم الاتفاق.
ووفقاً لمسوح لـ«رويترز» يقل الإنتاج عن الزيادات التي تم التعهد بها من أكتوبر (تشرين الأول) إلى مارس (آذار)، مع استثناء فبراير، إذ يفتقر العديد من المنتجين إلى القدرة على ضخ المزيد من الخام بسبب نقص الاستثمارات وهو اتجاه تفاقم بسبب الجائحة.
نتيجة لذلك، يضخ أعضاء أوبك العشرة أقل بكثير مما نص عليه الاتفاق. ووجد المسح أن امتثال أوبك للتخفيضات التي تعهدت بها بلغ 164 في المائة مقابل 151 في المائة في مارس.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
TT

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إنها خفضت النظرة المستقبلية لتصنيفات 7 كيانات تابعة لمجموعة «أداني» إلى «سلبي» من «مستقر»، بعد ساعات على إعلان وكالة «فيتش» وضعها بعض سندات «أداني» تحت المراقبة لاحتمال خفض تصنيفها. في حين وضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني.

وكانت واشنطن قد اتهمت رئيس مجلس إدارة مجموعة «أداني»، غوتام أداني، وآخرين بتهم الرشوة المزعومة، وهو ما يثير قلقاً حول قدرة المجموعة على الحصول على التمويل ويزيد من تكاليف رأس المال.

وثبَّتت «موديز» التصنيفات على جميع الكيانات السبعة، التي منها: مواني أداني للمواني، والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحدودة، ومجموعتين محدودتين مقيدتين من «أداني للطاقة الخضراء».

«فيتش» تراقب التحقيق الأميركي

كما وضعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني بعض سندات مجموعة «أداني» تحت المراقبة لاحتمال تخفيض تصنيفها، مشيرةً إلى لائحة الاتهام.

وقالت «فيتش» في بيان لها، إن سندات «أداني لحلول الطاقة المحدودة» و«أداني للكهرباء» في مومباي وبعض سندات «أداني للمواني والمنطقة الاقتصادية الخاصة» بالروبية والدولار، أصبحت الآن تحت «مراقبة سلبية».

وأوضحت أنه تم تخفيض التصنيف الائتماني لأربعة سندات دولارية غير مضمونة لـ«أداني» من مستقرة إلى سلبية.

وفتحت أسهم «أداني» على انخفاضٍ إضافي، يوم الثلاثاء. ومن بين 10 شركات مدرجة، خسرت نحو 33 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ صدور لائحة الاتهام، كانت شركة «أداني للطاقة الخضراء» هي الأكثر تضرراً، إذ خسرت نحو 9.7 مليار دولار.

وانخفض السهم بنسبة 7.5 في المائة، يوم الثلاثاء.

وتشير مراقبة التصنيفات السلبية إلى زيادة احتمالية خفض التصنيف الائتماني الذي قد يؤثر في تسعير ديون «أداني» التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات.

وقالت «فيتش» في بيانها إنها ستراقب التحقيق الأميركي بحثاً عن أي تأثير على المركز المالي لشركة «أداني». وقالت على وجه التحديد، إنها ستراقب «أي تدهور مادي في الوصول إلى التمويل على المدى القريب إلى المتوسط، بما في ذلك قدرتها على تجديد خطوط الائتمان الحالية أو الوصول إلى تسهيلات جديدة، بالإضافة إلى هوامش ائتمانية أعلى محتملة».

ووضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني بسبب لوائح الاتهام الأميركية.

وتأتي ردود الفعل من الحكومة السريلانكية ووكالة «فيتش» بعد يوم واحد من إعلان شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» الفرنسية أنها ستوقف مساهماتها المالية في استثمارات مجموعة «أداني» بعد لائحة الاتهام التي صدرت الأسبوع الماضي.

ورداً على ذلك، قالت «أداني للطاقة الخضراء» يوم الثلاثاء، إنه لا يوجد أي التزام مالي جديد قيد المناقشة مع «توتال إنرجيز»، وأن قرار الشركة الفرنسية لن يكون له أي تأثير جوهري على عمليات الشركة أو خطط نموها.

ومع ذلك، تلقت المجموعة الهندية دعماً من أحد الداعمين الرئيسيين لها، وهي شركة GQG Partners. ولم ترَ شركة الاستثمار المدرجة في أستراليا أن لوائح الاتهام سيكون لها تأثير مادي على أعمال «أداني»، حسبما أخبرت عملاءها في مذكرة.

سريلانكا

هذا وتنظر سريلانكا في اتهامات الرشوة الأميركية ضد مجموعة «أداني».

وتمتلك «أداني للمواني»، وهي أكبر مشغل خاص للمواني في الهند، 51 في المائة من مشروع محطة حاويات جديدة من المتوقع أن تبدأ عملياتها العام المقبل في مدينة كولومبو السريلانكية المجاورة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الوزراء السريلانكي ناليندا جاياتيسا، للصحافيين، إن وزارتَي المالية والخارجية في سريلانكا تراجعان هذه الاتهامات، مضيفةً أن الحكومة ستنظر في جميع جوانب مشاريع المجموعة في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.

ورفضت جاياتيسا الإفصاح عن المدة التي سيستغرقها تقييم التقارير الوزارية.

جاءت هذه التصريحات بعد أيام من إعلان وكالة أميركية كانت قد وافقت على إقراض أكثر من 550 مليون دولار لتطوير الميناء السريلانكي أنها تراجع تأثير اتهامات الرشوة الموجَّهة إلى بعض المسؤولين التنفيذيين الرئيسيين في «أداني».