مرشحون يشتكون غياب «الثقافة الانتخابية» لدى الناخبين

وزير الداخلية بسام مولوي مترئساً السبت اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي استعداداً للانتخابات (الوكالة الوطنية)
وزير الداخلية بسام مولوي مترئساً السبت اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي استعداداً للانتخابات (الوكالة الوطنية)
TT

مرشحون يشتكون غياب «الثقافة الانتخابية» لدى الناخبين

وزير الداخلية بسام مولوي مترئساً السبت اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي استعداداً للانتخابات (الوكالة الوطنية)
وزير الداخلية بسام مولوي مترئساً السبت اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي استعداداً للانتخابات (الوكالة الوطنية)

يشكو كثير من المرشحين للانتخابات النيابية اللبنانية، سواء الحزبيين أو المستقلين، من غياب «الثقافة الانتخابية» لدى عدد كبير من الناخبين؛ إذ يُعدّ قانون الانتخاب الذي أجريت على أساسه الانتخابات السابقة، معقداً لكثيرين، خاصة لجهة اعتماده النظام النسبي والصوت التفضيلي.
وتتحدث جمعيات تراقب عن كثب الاستعدادات للانتخابات، عن تقصير من قبل الجهات المعنية بـ«التثقيف الانتخابي» وعلى رأسها وزارة الداخلية، في حين تعمل الماكينات الحزبية والمرشحون على إعداد فيديوهات توضح كيفية التصويت على أساس القانون النسبي، كما على تنظيم حلقات ضيقة لشرح كيفية الانتخاب وكيفية احتساب الأصوات.
ويقسّم القانون الذي ستجري على أساسه الانتخابات للمرة الثانية لبنان إلى 15 دائرة انتخابية، ويلحظ ما يُعرف بـ«الصوت التفضيلي»، وهو صوت ترتيبي بحيث يكون للمقترع الحق بالتصويت لمرشح في اللائحة المختارة، يكون حصراً من دائرته الصغرى.
وتنص المادة الأولى من القانون على أن مجلس النواب يتألف من 128 عضواً تكون مدة ولايتهم أربع سنوات، ينتخبون على أساس النظام النسبي، ويكون الاقتراع عاماً وسرياً، وفي دورة واحدة. وقانون النسبية يتم فيه توزيع المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية على القوائم المختلفة، حسب نسبة الأصوات التي حصلت عليها كل قائمة في الانتخابات.
ويعتمد القانون الانتخابي الحالي التصويت بواسطة أوراق اقتراع رسمية مطبوعة سلفاً تضعها وزارة الداخلية والبلديات تتضمن أسماء اللوائح وأعضائها.
وتشتكي المرشحة المستقلة للانتخابات النيابية عن دائرة الشمال الثالثة بريجيت خير من أن «كثيراً من الناخبين لا يفهمون أبداً قانون الانتخاب، وهي مسؤولية تقع على الحكومة التي أقرت هذا القانون الغريب العجيب غير المفهوم وغير المنطقي، والتي لم تبذل جهداً يُذكر في شرحه للناس وتثقيفهم حوله». وتشير خير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه كلما كانت والمرشحون الآخرون على لائحتها يلتقون ناخبين جدداً أيقنوا أن «هناك كثيرين وخصوصاً من كبار السن لا يفهمون ما هو الصوت التفضيلي، في حين يستعد البعض لعملية تشطيب أسماء أو لوضع ورقة بيضاء، وهي كلها أمور تؤدي لضياع الصوت الانتخابي». وتضيف «هناك فيديوهات تثقيفية تنتشر اليوم على مستوى ضيق، وبخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي لشرح كيفية التصويت، لكن يفترض أن تقوم وسائل الإعلام بهذه العملية وبخاصة التلفزيونات المحلية من خلال عرض فيديوهات قصيرة تشرح كيف تحصل عملية الاقتراع».
وتشدد خير على أن «التثقيف الانتخابي» مسؤولية وزارة الإعلام بالتنسيق مع وزارة الداخلية، «ويمكن هنا الحديث عن تقصير من قبلهما بهذه العملية التي لا تحتاج لا وقتاً ولا اعتمادات مالية»، منبهة إلى أن «اللغط الحاصل سيؤدي إلى إلغاء الكثير من الأصوات وقد تكون قوى السلطة تسعى لذلك باعتبارها تثقف مناصريها حول كيفية الانتخاب وتترك باقي الناخبين وبخاصة أولئك الذين لن يعطوها أصواتهم لمصيرهم».
ويبدو أن ما يعاني منه المرشحون المستقلون، تعاني منه الأحزاب الكبيرة أيضاً. إذ يوضح مسؤول الماكينة الانتخابية في حزب «القوات اللبنانية» وسام راجي، أن «الماكينات الحزبية عادة ما تتعاطى عادة مع أرضيتها الحزبية والناس القريبين من الحزب، وهؤلاء يخضعون دائماً للتوعية على قانون الانتخاب وتفاصيله، لكن الانطباع العام يؤكد أن الناس غير المقربين من إحدى الماكينات الحزبية وجزء كبير من الرأي العام لديه إشكالية كبيرة في فهم قانون الانتخاب ولعبة الحاصل الصوت التفضيلي وكيفية تأثيره».
ويتحدث راجي لـ«الشرق الأوسط» عن «لغط أساسي في فهم الحاصل الأول الذي يفترض أن تؤمّنه اللائحة وإلا بات الصوت الانتخابي خارج اللعبة. لذلك؛ ترانا ننادي دائماً وفي هذه المرحلة بالتحديد، بأنه إذا كان هناك ناخبون يشاركوننا بفكرنا السياسي لكن على المستوى التكتيكي يعتبرون أن حزبنا لا يمثلهم، أن ينضووا وراء الأحزاب الكبرى التي تساهم بالحفاظ على صوتهم فلا يتم تشتيته على لوائح غير قادرة على تأمين الحاصل ما تستفيد منه قوى السلطة». ويشير راجي إلى أنه «في الانتخابات الماضية كان هناك عدد كبير من الأوراق الملغاة في معظم الدوائر نتيجة التشطيب ووضع أكثر من صوت تفضيلي، كما إضافة أسماء غير مطبوعة».
وبلغ مجموع الأوراق الملغاة على مستوى لبنان في الانتخابات الماضية 38909 أوراق ما نسبته 2.16 في المائة من مجمل الأوراق.
وتشدد سندريلا عازار، منسقة الإعلام والتواصل في الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات Lade على أن «لتوعية الناخبين والثقافة الانتخابية تأثيراً كبيراً على العملية الانتخابية ككل»، لافتة إلى أن «الناخبين يحتاجون إلى فهم حقوقهم السياسية بموجب قانون الانتخابات الحالي ليمارسوا حقهم بالاقتراع بمسؤولية دون ضغط من أي جهة».
وتضيف عازار «من أهداف توعية الناخبين الإجابة عن جميع الأسئلة التي قد يطرحها الناخب قبل يوم الاقتراع. للأسف، التوعية اليوم عادة غير موجودة وعندما تفتقد نقع في مشكلة كبيرة لأنها أساس لبناء الثقافة الديمقراطية». وتعتبر عازار أنه «من الضروري أن يعرف الناخب أساسيات قانون الانتخاب كدور الورقة البيضاء، كيف تحتسب، ما هو الحاصل، الصوت التفضيلي، العتبة الانتخابية، متى يتم إبطال الصوت الانتخابي وغيرها من الأمور الأساسية»، لافتة إلى أن «عملية التثقيف تقع على عاتق وزارة الداخلية كما هيئة الإشراف على الانتخابات، ويمكن الحديث عن تقصير من قبل الطرفين».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.