الشعور بالوحدة يصعّب من إمكانية العثور على عمل في المستقبل

الوحدة تؤثر على الصحة العقلية وإمكانية العثور على وظيفة (رويترز)
الوحدة تؤثر على الصحة العقلية وإمكانية العثور على وظيفة (رويترز)
TT

الشعور بالوحدة يصعّب من إمكانية العثور على عمل في المستقبل

الوحدة تؤثر على الصحة العقلية وإمكانية العثور على وظيفة (رويترز)
الوحدة تؤثر على الصحة العقلية وإمكانية العثور على وظيفة (رويترز)

كشفت دراسة جديدة، عن أن الشعور بالوحدة يمكن أن يصعّب من إمكانية العثور على عمل في المستقبل، بسبب تأثيره على الصحة العقلية.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد وجدت الأبحاث السابقة أن كونك عاطلاً عن العمل يمكن أن يتسبب في شعورك بالوحدة، وزيادة عزلتك، إلا أن الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من جامعة إكستر في إنجلترا نظرت فيما إذا كان الشعور بالوحدة له أي تأثير على التوظيف في المستقبل.
وأجريت الدراسة على أكثر من 15 ألف بالغ، تمت متابعتهم واستطلاع آرائهم في الفترة ما بين عامي 2017 و2020، مع الأخذ في الاعتبار العمر والجنس والعرق والتعليم والحالة الاجتماعية وتركيب الأسرة وعدد الأطفال والمنطقة التي يعيشون بها.
ووجد الفريق، أن أولئك الذين أبلغوا عن شعورهم بالوحدة في أوقات كثيرة كانوا «أكثر عرضة للمعاناة من البطالة في وقت لاحق من حياتهم»، حتى لو لم يكونوا وحيدين عند التقدم للوظيفة.

ولفت الباحثون إلى أن السبب في ذلك قد يرجع إلى التأثير طويل الأمد للوحدة على الصحة العقلية والذي يؤثر على قدرتهم على العثور على عمل.
وأكد فريق الدراسة، أن هذا التأثير كان أكثر بروزاً بين الرجال، مشيراً إلى أن هذا الأمر «متسق مع النظرة المجتمعية إلى كونهم مصدر الدخل الرئيسي».
وكتب الباحثون في نتائج الدراسة «إن معالجة مشكلة الوحدة لديها القدرة ليس فقط على تقليل عبء الرعاية الصحية، ولكن أيضاً تحسين الازدهار الاقتصادي والتصدي للبطالة».
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، نيا موريش «لقد وجدنا أن التصدي للشعور بالوحدة يمكن أن يخفف من حدة البطالة، وعلى العكس أيضاً، يمكن أن يساعد التوظيف على التخفيف من الشعور بالوحدة».
وأضافت «لقد بدأت دراستنا قبل انتشار (كورونا)، ونحن نشك في أن الوباء ربما جعل هذه المشكلة أكثر إلحاحاً، حيث بقي الكثير من الأشخاص في منازلهم وتعرضوا للعزلة بسبب القلق من الفيروس».
ومن جهته، قال البروفسور أنتونيتا مدينا لارا، الذي شارك أيضاً في إعداد الدراسة، إن هذه النتائج يمكن أن تدفع أصحاب العمل وصانعي السياسات إلى الاهتمام بمعالجة الشعور بالوحدة بهدف القضاء على البطالة.
وتم نشر الدراسة الجديدة في مجلة BMC Public Health.



«مسرح مصر» لإعادة الوهج إلى شارع عماد الدين بالقاهرة

«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
TT

«مسرح مصر» لإعادة الوهج إلى شارع عماد الدين بالقاهرة

«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)

يستعد البيت الفني للمسرح في مصر لضم دار عرض جديدة هي «مسرح مصر»، في خطوة من شأنها المساهمة في إعادة الوهج الفني إلى شارع عماد الدين (وسط القاهرة)، وفق مراقبين، وهو الشارع الذي كان مشهوراً في الماضي بكثير من الأنشطة الفنية ودور العرض السينمائية والمسارح أو «التياترو».

وتفقَّد رئيس البيت الفني للمسرح، المخرج هشام عطوة، الثلاثاء، مسرح مصر الذي يعدّ أحدث دور العرض، ومن المقرر افتتاحها فور الانتهاء من كامل أعمال المشروع، بغرض متابعة المشروع للعمل علي سرعة تشغيله.

ووجه رئيس البيت الفني للمسرح بسرعة الانتهاء من المشروع كاملاً، للتمكن من افتتاحه واستقبال العروض المسرحية الجديدة، وفقاً لخطة عمل ذات طبيعة خاصة تتناسب والمسرح المجهَّز بأحدث التقنيات الفنية، لافتاً إلي تميز موقعه الجغرافي»، وفق بيان للبيت الفني للمسرح.

وأكد عطوة الذي تولى رئاسة البيت الفني للمسرح قبل أيام، أهمية العمل في المستقبل علي دخول مزيد من دور العرض المسرحي الجديدة للخدمة، تنفيذاً لسياسات وزارة الثقافة الهادفة إلي انتشار الخدمة الثقافية.

شارع عماد الدين قديماً (صفحة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)

ويرى أستاذ النقد والدراما بأكاديمية الفنون المصرية، الرئيس الأسبق للمركز القومي للمسرح، الدكتور أسامة أبو طالب، أن «العمل على افتتاح مسرح مصر بشارع عماد الدين أمر في غاية الأهمية للحركة المسرحية المصرية والعربية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى كل التوفيق للفنان هشام عطوة بعد توليه رئاسة البيت الفني للمسرح، وأثق بأنه سيبذل قصارى جهده لتحريك المياه الراكدة، لأن الحالة الحالية للمسرح المصري ليست حالة نهضة وإنما أشبه بالشعلات والومضات المسرحية التي تتوهج وما تلبث أن تنطفئ».

وتضم مصر 41 مسرحاً، وفق تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تضمن وصول متوسط عدد المشاهدين إلى 512 ألف مشاهد، كما بلغ متوسط الإيرادات الإجمالية للمسارح العامة 44 مليون جنيه خلال عام 2022.

وأشار التقرير إلى وصول عدد الفرق المسرحية في مصر إلى 75 فرقة، وبلغ عدد العروض التي قدمتها الفرق 2442 عرضاً، وبلغ عدد مشاهدي الفرق المسرحية 375 ألف مشاهد في العام المشار إليه.

ولفت أستاذ النقد والدراما إلى أن «الثقافة المسرحية التي يغلب عليها طابع المهرجانات تظل موسمية وليست مستدامة»، ودعا إلى إعادة فتح قنوات بين الجمهور والمسرح، موضحاً أن «مسرح مصر هو إضافة، وبالتأكيد هو معدٌّ إعداداً جيداً، ولكن تجب دراسة برنامجه، ومعرفة ما الذي سوف يُقدم في إطار حركة مسرحية شاملة، قوامها جودة ما يقدَّم واختلافه عن المسارح الأخرى، مسارح التسلية».

وشدد على أنه «يجب تقديم مسرح جاد ناهض ممتع وجاذب لكل فئات المجتمع، وانتقاء ما يقدَّم، والاهتمام بالشباب الذين برزوا في أعمال كثيرة».

شارع عماد الدين في وسط القاهرة المعروف قديماً بشارع الفن (إكس)

ويعدّ شارع عماد الدين من الشوارع الرئيسية في وسط القاهرة، وشهد فترة ازدهار فني كبيرة، وكان يُعرف بشارع الفن في بدايات القرن العشرين، وبه كثير من البنايات العتيقة ذات الطراز المعماري المميز، وكان يضم أكثر من 15 مسرحاً و11 دار عرض سينمائية، ومن أشهر مسارحه القديمة «الماجستك» و«نجيب الريحاني»، ومن أشهر دور العرض السينمائي به «كوزموس» و«بيجال»، وأطلق البعض عليه «برودواي مصر»، وعدَّه بعض المؤرخين خصوصاً في المجال الفني يقابل حي «ويست إند» في لندن أو «بوليفار» في باريس، في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، حتى إن الشوارع المتفرعة منه تحمل أسماء فنانين مثل: علي الكسار، ونجيب الريحاني، وزكريا أحمد.

وأكد أبو طالب أن «شارع عماد الدين بداخله كنز اسمه تاريخ السينما والمسرح المصري، فكان بحق شارع الفن، وأتمنى أن يعود إلى سابق دوره، فقد كان هذا الشارع علامة في وسط البلد بدءاً من المقهى الكبير حتى (مقهى بعرة) الذي كان يجتمع عليه السينمائيون، وأتمنى أن يستعيد هذا الشارع رونقه، وتتوهج أضواء المسرح في القاهرة، كما كانت متوهجة خلال سنين طويلة مضت».