بيلوسي تؤكد من كييف التزام أميركا تكثيف المساعدات

زيلينسكي رحب بـ«الإشارات المهمة» الصادرة من واشنطن

زيلينسكي لدى استقباله بيلوسي ووفداً من المشرعين الأميركيين بكييف أمس (د.ب.أ)
زيلينسكي لدى استقباله بيلوسي ووفداً من المشرعين الأميركيين بكييف أمس (د.ب.أ)
TT

بيلوسي تؤكد من كييف التزام أميركا تكثيف المساعدات

زيلينسكي لدى استقباله بيلوسي ووفداً من المشرعين الأميركيين بكييف أمس (د.ب.أ)
زيلينسكي لدى استقباله بيلوسي ووفداً من المشرعين الأميركيين بكييف أمس (د.ب.أ)

أكدت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أمس الأحد، التزام الولايات المتحدة بمساعدة أوكرانيا، وإرسال مساعدات إضافية بهدف الوقوف في وجه «العدوان الروسي». وقامت بيلوسي مع وفد من المشرعين الأميركيين، بزيارة مفاجئة وغير معلنة إلى العاصمة الأوكرانية، التقت خلالها الرئيس فولوديمير زيلينسكي. واستمر اجتماع وفد الكونغرس مع الرئيس الأوكراني وفريقه لمدة ثلاث ساعات لمناقشة العقوبات على روسيا، وكيفية تعزيزها، فضلاً عن إمدادات الأسلحة الأميركية والمساعدات الاقتصادية والغذائية والإنسانية.
وقال الوفد الأميركي الذي توجه بعد كييف إلى جنوب شرقي بولندا ووارسو، في بيان، إنه زار كييف لتوجيه «رسالة مدوية لا لبس فيها» إلى العالم بأسره، ومفادها أن الولايات المتحدة تقف بجانب أوكرانيا.
وشدد البرلمانيون الأميركيون على أن «دعماً أميركياً إضافياً في طريقه» إلى أوكرانيا. وأوضحت بيلوسي أن النقاشات مع زيلينسكي تطرقت إلى الحاجة الواضحة لاستمرار المساعدات من الولايات المتحدة لمواجهة الخسائر البشرية المدمرة التي لحقت بالشعب الأوكراني. وأضافت: «لقد نقل الوفد رسالة مفادها بأن المساعدات الأميركية الإضافية في الطريق، وأننا نعمل على الاستجابة لطلب الرئيس (جو بايدن) بتمرير حزمة تشريعية تتطلب هذا التمويل البالغ 33 مليار دولار».
وضم وفد الكونغرس النواب الديمقراطيين جيم ماكغفرن، وغريغوري ميكس، وآدم شيف، وباربرا لي، وبيل كيتنغ، وجيسون كرو.
وكتب الرئيس الأوكراني في تغريدة صباح أمس: «شكراً للولايات المتحدة للمساهمة في حماية سيادة دولتنا ووحدة أراضيها»، وأرفق التغريدة بفيديو يظهر فيه محاطاً بحراس مسلحين لدى استقباله بيلوسي ووفداً من الكونغرس أمام مقر الرئاسة في كييف. وأكد زيلينسكي أن «الولايات المتحدة هي من الأطراف الداعمة الرئيسية لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي». ورحب الرئيس الأوكراني بـ«الإشارات المهمة جداً» التي ترسلها الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن وبرنامجه «Lend – Lease» لمساعدة أوكرانيا، على غرار البرنامج الذي صممته الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية بهدف تزويد الدول الصديقة عتاداً حربياً من دون التدخل بشكل مباشر في النزاع. وقال زيلينسكي في بيان صادر عن الرئاسة الأوكرانية، «إنها تطورات جديدة مهمة متعلقة بالدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، بالإضافة إلى القرار المتعلق بـ(Lend – Lease)، نحن ممتنون لذلك».
من جانبه، قال النائب الديمقراطي آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، إن «الصراع بين روسيا وأوكرانيا هو صراع من أجل الحرية ضد قوى الاستبداد، وللعالم كله مصلحة في ضمان انتصار أوكرانيا في هذه الحرب، ونحن مصممون على بذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك». وقال النائب الديمقراطي غريغوري ميكس، «هذا هو الوقت الذي ندافع فيه عن الديمقراطية، ولن نسمح للديكتاتورية بأن تحكم اليوم»، فيما أشار النائب جيسون كرو إلى أنه جاء إلى أوكرانيا لمناقشة ثلاثة موضوعات، هي «الأسلحة ثم الأسلحة ثم الأسلحة». وقال: «علينا التأكد من أن الأوكرانيين لديهم ما يحتاجون إليه لتحقيق الفوز، وما رأيناه في الشهرين الماضيين هو قدرتهم العالية على القتال وتحقيق الفوز إذا حصلوا على الدعم للقيام بذلك».
وهذه هي ثاني زيارة لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوي لكييف في غضون أيام. فالأسبوع الماضي، التقى وزيرا الخارجية والدفاع، أنتوني بلينكن ولويد أوستن، بزيلينسكي في كييف، وقدموا وعوداً بتوفير الدعم العسكري والدبلوماسي. وتعهدت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية بإرسال مجموعة متنوعة من الأسلحة الدفاعية، فيما تصاعد الخطاب من الكرملين وموسكو ضد زيادة الإمدادات العسكرية.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».