مانشستر يونايتد «الحالي» يمثل العجز والإحباط والخوف

هل يستطيع تن هاغ إعادة بناء أسوأ فريق للنادي منذ أواخر الثمانينات؟

هل يستعيد مانشستر يونايتد أمجاده بعد انتكاسة دامت طويلاً؟ (رويترز)
هل يستعيد مانشستر يونايتد أمجاده بعد انتكاسة دامت طويلاً؟ (رويترز)
TT
20

مانشستر يونايتد «الحالي» يمثل العجز والإحباط والخوف

هل يستعيد مانشستر يونايتد أمجاده بعد انتكاسة دامت طويلاً؟ (رويترز)
هل يستعيد مانشستر يونايتد أمجاده بعد انتكاسة دامت طويلاً؟ (رويترز)

عندما تولى السير أليكس فيرغسون القيادة الفنية لمانشستر يونايتد من رون أتكينسون في نوفمبر (تشرين الثاني) 1986، كان النادي يحتل المركز الرابع من أسفل جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى (الشكل القديم للدوري الإنجليزي الممتاز)، وكانت الثقافة كلها خاطئة، لا سيما داخل صفوف الفريق، ولم يكن هناك ما يكفي من الإنجازات والبطولات. والآن، لا شك في أن المدير الفني الهولندي إيريك تن هاغ الذي سيتولى قيادة الفريق، والذي سيبدأ العمل خلال الصيف بمجرد انتهاء الموسم مع أياكس، تنتظره مهمة شاقة هو أيضاً، نظراً لأنه منذ تقاعد فيرغسون لم يتوَلَّ أي مدير فني قيادة النادي، وهو في مثل هذا المستوى السيئ.
لا يتعلق الأمر بالمركز الذي يحتله الفريق في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد تولى ديفيد مويز قيادة الفريق وهو يحمل لقب الدوري تحت قيادة فيرغسون في عام 2013؛ لكن لويس فان غال وجوزيه مورينيو تولى كل منهما المسؤولية، بينما كان النادي في الموسم السابق قد احتل المركزين السابع والخامس على التوالي. وتولى أولي غونار سولسكاير - الذي عُين في البداية مديراً فنياً مؤقتاً - المسؤولية عندما كان الفريق في المركز السادس.
والآن، يحتل مانشستر يونايتد المركز السادس مرة أخرى تحت قيادة المدير الفني المؤقت رالف رانغنيك، على الرغم من أن الإحصائيات والأرقام تُظهر أن الفريق لديه أقل عدد من النقاط في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد 35 مباراة من الموسم.

راشفورد وحديث عن قرب الاستغناء عنه (إ.ب.أ)

لكن أبرز ما تتسم به المرحلة الحالية هو الشعور بالعجز والإحباط في المدرجات وغرفة خلع الملابس، وهو الأمر الذي يزداد سوءاً بالنظر إلى ما يقدمه المنافسون الآخرون. عندما تولى فيرغسون قيادة مانشستر يونايتد، كان التحدي الأكبر بالنسبة له هو إزاحة ليفربول من على عرش كرة القدم الإنجليزية؛ لكن ليفربول عاد الآن إلى القمة مرة أخرى، والأسوأ من ذلك أن مانشستر سيتي يقف جنباً إلى جنب مع «الريدز» حالياً في القمة.
وستكون الأسابيع المقبلة قاسية للغاية على جماهير مانشستر يونايتد، التي سترى واحداً من الغريمين التقليدين (ليفربول، أو مانشستر سيتي) وهو يفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز؛ بل وربما دوري أبطال أوروبا. لقد احتج مشجعو مانشستر يونايتد بشدة مؤخراً على ملكية عائلة غليزر الأميركية للنادي؛ لكن ربما يكون أكثر شيء مثير للقلق هو الكيفية التي انقلبت بها الجماهير مؤخراً على لاعبين معينين في «أولد ترافورد». لقد هتفت جماهير مانشستر يونايتد بسخرية ضد قائد الفريق هاري ماغواير، أثناء استبداله أمام أتلتيكو مدريد، وتكرر الأمر نفسه ضد بول بوغبا، عندما خرج أمام نوريتش سيتي. وحتى ماركوس راشفورد، البطل المحلي والكنز القومي، قد سمع صرخات غاضبة من الجماهير.
هذا أمر غير معتاد تماماً في مانشستر يونايتد، وسط سلسلة محبطة من الأداء والنتائج. وقال رانغنيك بعد الخسارة برباعية نظيفة أمام ليفربول في مباراة مؤجلة من المرحلة الثلاثين: «لم نجرؤ على الهجوم»، في إشارة أساسية إلى الشوط الأول، مضيفاً: «لقد بدا الأمر كأن اللاعبين خائفون من تفوق المنافس عليهم».
ويشعر رانغنيك أيضاً بقلق شديد من قائمة الإصابات في النادي، لدرجة أنه يريد إجراء تحقيق في سبب غياب اللاعبين عن الملاعب لمدة طويلة بسبب الإصابات؛ لكن أسوأ شيء - والمحصلة النهائية لكل ما يحدث - هو غياب الهوية.
وتحت قيادة سولسكاير، كان مانشستر يونايتد على الأقل يلعب بطريقة معينة: الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، وهو الأمر الذي كان يخلق بعض الإثارة؛ خصوصاً أن ذلك كان مصحوباً برغبة كبيرة في القتال حتى الرمق الأخير، وعدم الاستسلام على الإطلاق، حتى إن كان الفريق يفتقد إلى العمق اللازم بالشكل الذي كان يكشف عيوبه ونقاط ضعفه في بعض الأحيان. لكن الأمر أصبح مختلفاً تماماً الآن تحت قيادة رانغنيك الذي يريد من لاعبيه أن يلعبوا بقوة وشراسة، وأن يركضوا من دون كرة، وأن يضغطوا على حامل الكرة باستمرار؛ لكنه لم يجد نوعية اللاعبين القادرين على القيام بمثل هذه الأمور.
وكانت المحصلة النهائية هي الفشل في السيطرة على مقاليد الأمور، والظهور بشكل مفكك أمام الفرق المنافسة التي تتفوق تماماً على مانشستر يونايتد. وباستثناء حارس المرمى ديفيد دي خيا، هل يقدم أي لاعب آخر مستواه المعروف أو أعلى منه؟ ربما يكون اللاعب الوحيد الذي يقوم بذلك هو لاعب خط الوسط البرازيلي فريد.
ربما تكون أرقام كريستيانو رونالدو جيدة؛ لكنها لا تعكس القصة بأكملها. وبالتالي، يمكن القول إن هذا هو أسوأ فريق لمانشستر يونايتد منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي. وحتى تفوق دي خيا يحمل تحذيراً خطيراً: يجب ألا يكون أفضل لاعب في مانشستر يونايتد هو حارس المرمى!
فهل يستطيع تن هاغ أن يخرج الفريق من هذه الدائرة المفرغة من المستويات والنتائج السيئة؛ خصوصاً أنه مدير فني جيد جداً، ويعرف ما يريد القيام به وكيفية تنفيذه؟ إنه يعتمد على التمرير السريع من لمسة واحدة، والتحرك من دون كرة، والضغط العالي على الفريق المنافس، وهي الرؤية التي تقترب إلى حد ما من رؤية رانغنيك. وعلى الرغم من اعتماده على طريقة 4 - 3 - 3 الكلاسيكية مع أياكس - وهي الطريقة الأساسية هناك - فإن تن هاغ يتميز بالمرونة، وقبل كل شيء يسعى دائماً لتحقيق الفوز.
وتتمثل وجهة النظر المتفائلة في أن تن هاغ الذي يعتقد أنه قادر على تحقيق الكثير بهذا الفريق، يمكنه اتخاذ خطوات تدريجية وثابتة للأمام، وقيادة النادي لاستعادة هويته المعروفة، مع تدعيم صفوف الفريق بلاعبين جيدين على المدى القصير والمدى البعيد. وبفضل جاذبية مانشستر يونايتد وقوته المالية، فمن الممكن إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، إذا تم اتخاذ القرارات بشكل سليم ومتسق.
ومن المتوقع أن تكون إعادة البناء في الصيف ضخمة؛ حيث أكد رانغنيك أنه «سيكون هناك - لا أعرف - 6 أو 7 أو 8، وربما 10 لاعبين جدد». ومن المتوقع أن يرحل بوغبا ونيمانيا ماتيتش وجيسي لينغارد وخوان ماتا وإدينسون كافاني، بعد انتهاء عقودهم بنهاية الموسم الجاري، كما يُفضل حارس المرمى دين هندرسون الانتقال إلى نادٍ آخر من أجل المشاركة في عدد أكبر من الدقائق والمباريات. وعلاوة على ذلك، هناك شكوك أيضاً حول مستقبل فيل جونز وإريك بايلي وأنتوني مارسيال المعار إلى إشبيلية.
لكن وجهة النظر المتشائمة ترى أن هناك حاجة إلى كثير من العمل الهائل، وأن ليفربول ومانشستر سيتي يتفوقان على مانشستر يونايتد بفارق كبير جداً، وأن تن هاغ سيفشل في مهمته بسبب الضغوط الهائلة التي سيتعرض لها. ولن يتعلق الأمر بالأمور التقنية والفنية فقط؛ لأن هذا هو نادي مانشستر يونايتد، وهناك سياسة معينة وعلاقات دولية وشباك تذاكر. فهل سيكون تن هاغ مستعداً ليكون المتحدث الفعلي باسم النادي في كل شيء تقريباً، وأن يكون الصوت الوحيد الذي يُسمع بانتظام؟
وفي النهاية، يجب التأكيد على أن تن هاغ سيكون بحاجة إلى دعم الجميع في مانشستر يونايتد، لا سيما من المسؤولين عن لجنة التعاقدات بالنادي. وهناك شيء واحد واضح الآن، وهو أنه يتعين على المدير الفني الهولندي أن يثبت أنه على قدر هذه المسؤولية الكبيرة.


مقالات ذات صلة

كيف تراجع مستوى رحيم سترلينغ بشكل مذهل فجأة؟

رياضة عالمية عندما كان سترلينغ يتألق ويشارك أساسياً مع منتخب إنجلترا (غيتي)

كيف تراجع مستوى رحيم سترلينغ بشكل مذهل فجأة؟

تحول سترلينغ في غضون 18 شهراً فقط من النجم الأول لمنتخب بلاده إلى لاعب مستبعد لا ينضم إلى القائمة من الأساس.

رياضة عالمية كشفت شركة «فوستر+بارتنرز» يوم الثلاثاء الماضي عن مجسمات رقمية ونماذج مصغرة (مانشستر يونايتد)

مانشستر يونايتد يكشف عن أفضل ملعب في العالم بسعة 100 ألف متفرج

يعتزم مانشستر يونايتد بناء ملعب جديد بسعة 100 ألف متفرج بدلاً من إعادة تطوير ملعبه الحالي في «أولد ترافورد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية إيدي هاو (رويترز)

هاو: الفوز على وست هام منح نيوكاسل دفعة حقيقية قبل النهائي

قال إيدي هاو مدرب نيوكاسل يونايتد إن فريقه سيخوض المباراة أمام ليفربول في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية لكرة القدم بمعنويات عالية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (رويترز)

أموريم يشيد بأداء غارناتشو «المتكامل» أمام آرسنال

أبدى روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد إعجابه بأداء أليخاندرو جارناتشو خلال التعادل 1-1 مع آرسنال في أولد ترافورد بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أمس الأحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نونو إسبيريتو سانتو (أ.ف.ب)

سانتو مدرب فورست للاعبيه: استمتعوا بفريقكم... فخور بمستوياتكم

عبر نونو إسبيريتو سانتو مدرب نوتنغهام فورست عن فخره بلاعبيه بعد الفوز 1 - صفر على مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أمس (السبت).

«الشرق الأوسط» (لندن)

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
TT
20

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)

ستكون الأنظار شاخصة نحو طهران، حين يفتتح نادي النصر السعودي مشواره في دور الـ16 لدوري أبطال النخبة الآسيوي، بمواجهة الاستقلال الإيراني، في حين أكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، مواجهة شنغهاي بورت منافسه يوكوهاما مارينوس بعد تأهل الفريق الصيني إلى أدوار خروج المغلوب.

وخسر بورت صفر - 2 في مباراته الأخيرة لمنطقة الشرق أمام النادي الياباني، أمس (الأربعاء) في شنغهاي، لكنه تقدَّم في البطولة نتيجة انسحاب مواطنه شاندونغ تايشان.

وتم تأكيد تأهل شنغهاي إلى الدور المقبل بعد أن نشر الاتحاد الآسيوي الجدول الرسمي لمباريات دور الـ16.

ويحلُّ مارينوس، الذي تصدَّر ترتيب منطقة الشرق، ضيفاً على بورت ذهاباً في الرابع من مارس (آذار). ويستضيف بوريرام يونايتد التايلاندي فريق جوهور دار التعظيم الماليزي في اليوم ذاته، على أن تقام مباريات الإياب بعد أسبوع.

ويستضيف شنغهاي شينهوا فريق كاواساكي الياباني، كما يستضيف حامل لقب الدوري الياباني فيسل كوبي، فريق غوانجغو الكوري الجنوبي ذهاباً في الخامس من مارس، على أن تقام مباراة الإياب في 12 مارس.

ويتأهل الفائزون في المواجهات الـ4 إلى دور الـ8 برفقة الفرق الـ4 المتأهلة من منطقة الغرب. وستُقام نهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة في جدة بالسعودية من 25 أبريل (نيسان) إلى الثالث من مايو (أيار).

وفي الجانب الآخر من القرعة، سيواجه النصر بقيادة كريستيانو رونالدو فريق الاستقلال الإيراني، في حين يلتقي السد القطري الوصل الإماراتي في 3 و10 مارس المقبل.

ويواجه الهلال، بطل آسيا 4 مرات، فريق باختاكور الأوزبكي، بينما يلعب مواطنه الأهلي السعودي مع الريان القطري يومَي 4 و11 مارس.

وانسحب شاندونغ من لقاء، أمس (الأربعاء)، مع أولسان الكوري الجنوبي؛ بسبب إجهاد شديد للاعبيه.

وبموجب لوائح البطولة، يواجه شاندونغ غرامة قدرها 50 ألف دولار على الأقل، وإيقافه عن المشاركة في مسابقات الاتحاد الآسيوي لمدة موسم واحد على الأقل.

وقد يُطلب من النادي أيضاً دفع تعويضات لتغطية الخسائر التي تكبدتها الأندية المنافسة وشركات الرعاية. ومن المقرر أن تصدر لجنة الانضباط قرارها بهذا الصدد قريباً.