سفرة العيد مع الشيف منال العالم

على مائدة مميزة تجمع الحداثة والأصالة وأطباقاً مغذية وبسيطة

الشيف منال العالم أمام مجموعة من أطباقها
الشيف منال العالم أمام مجموعة من أطباقها
TT

سفرة العيد مع الشيف منال العالم

الشيف منال العالم أمام مجموعة من أطباقها
الشيف منال العالم أمام مجموعة من أطباقها

تحتار ربة المنزل، كيف تختار أطباق سفرة العيد، بحيث ترضي أذواق جميع أفراد عائلتها. فما يهواه جيل الشباب من أكلات لا يتلاءم أحياناً كثيرة، مع الأطعمة التي يحبها أهاليهم. فهم يبحثون دائماً عن التجدد بعيداً عن الأطعمة التقليدية، خصوصاً في مناسبات الأعياد، فيطالبون والدتهم بإعداد أصنافٍ خارجة عن المألوف، تضفي على المائدة رونقاً مميزاً.
الشيف منال العالم، أخذت بعين الاعتبار كل هذه المتطلبات، وزادت عليها تردي الأحوال الاقتصادية، فاقترحت علينا أفكاراً لمائدة عيد الفطر، غنية بأصناف منوعة مغذية وجديدة في آن، حافظت فيها على أطباق تقليدية، كما لونتها بأخرى يمكن أن تتزين بها سفرة العيد في البيت.
وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «أود قبل أن أقترح على ربة المنزل أصنافاً ترضي الجميع، أن ألفت نظر الأمهات إلى أنهن العيد بحد ذاته. فالأم هي التي تضفي روح العيد على أفراد عائلتها. عندما أقول هذا الكلام لا أبالغ، لأنه يكفي أن تتحلى بابتسامة عريضة على ثغرها، وبطاقة إيجابية تنشرها حولها، حتى تجعل هذه المناسبة حاضرة بكل أبعادها بين أهل البيت الواحد».
الشيف منال العالم المشهورة في لبنان والعالم العربي، لديها أكثر من ثلاثة ملايين متابع على صفحة «إنستغرام»، وتملك خبرة كبيرة في عالم الطبخ، وتتميز عن غيرها من زملائها بدقتها في تحضير الأطباق، وكذلك في جمعها فوائد مختلفة في عالم الطبخ.

ولأن سر العيد يكمن عند «ست البيت» كما تقول، فهي تقترح عليها إعداد أطباق غنية وبسيطة معاً، فتتيح لها التوفير في ظل أوضاع مادية متردية من ناحية، وإضفاء التجدد على المائدة من ناحية ثانية.
تتوجه منال العالم إلى المرأة العربية بالقول: «السفرة التي أقترحها عليك يمكنها أن تقدم لأحب الضيوف إلى قلبك، ولأهل بيتك الذين يمنون النفس بمائدة عيد لا تشبه غيرها. هي وصفات بسيطة، أسعارها غير مكلفة.
وعندما نختار إعداد أطباق معينة، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار فوائد كل طبق وخصوصياته.
يمكننا أن نصنع أطيب الأطباق التقليدية ونقدمها في إطار مختلف، كما في استطاعتنا أن نحقق التجدد في أطباق أخرى تلفت النظر بطعمها اللذيذ وطريقة تقديمها».

- طبق حساء البندورة اللذيذ
يمكن أن يشكل طبق حساء البندورة واحداً من الأصناف الأساسية التي يبدأ معها تناول الطعام. فهو يعوض الجسم عن خسارة السوائل طيلة اليوم، ويسمح بإكمال دورة الطعام على المائدة بأسلوب أبطأ، لا يزعج المعدة.
لتحضير هذا الطبق نقوم بشواء البندورة بالفرن، بعد إضافة رشة بهارات شرقية مختلفة عليها مع كمية قليلة من زيت الزيتون، كما نضيف إليه شرائح البصل والثوم المدقوق ومن ثم نضع المكونات في وعاء على النار، ونضيف إليها المياه، ومكعباً من مرق الدجاج. فيكون طبقاً لذيذاً يصلح لبداية جديدة على مائدة العيد.
طبق التبولة سيد المائدة
برأي الشيف منال، أن طبق التبولة يحبه الكبار والصغار معاً، وتحضيره لا يتطلب كلفة مرتفعة ولا وقتاً طويلاً، لذلك تقترحه مدخلاً لغداء العيد، وكي يشعر أفراد البيت بالتغيير، يفضل أن تقدمه ربة المنزل في صحون صغيرة موزعة على المائدة لكل فرد ومزينة بأوراق الخس.

- طبق البرغل مع العدس القديم المتجدد
تقترح الشيف منال إعداد طبق مفيد ومغذٍ على مائدة العيد وكلفته بسيطة جداً، تناسب جميع الطبقات، ألا وهو طبق البرغل مع العدس. «يمكننا أن ندخل عليه البندورة والبهارات الشرقية على أنواعها. فالفوائد الغذائية التي يتمتع بها هذا الطبق كثيرة، وتكمن أهميته بإرساء الشعور بالشبع لمتناوله». وهو يؤكل بارداً أو ساخناً حسب الرغبة وطعمه شهي جداً.

... وللحمص مكانته على مائدة العيد
تنصح الشيف منال العالم، بإعداد أطباق لذيذة من مكون الحمص. الحمص بالطحينة أو «الحمص بليلة» و«فتة الحمص»، هي أطباق يحبها جميع أفراد العائلة، وفي إمكانها أن تزين مائدة العيد من حيث أسلوب تقديمها. تنصح الشيف منال، في حال اختارت ربة المنزل طبق الحمص بالطحينة: «تقديمه في صحون منمنمة، أو دهنه على قطع خبز محمصة، تزينه حبيبات البندورة الكرزية أو شرائح من البندورة العادية».

- طبق البطاطا المحمرة
يعد هذا الطبق من أصناف الطعام التي يحبها الكبار والصغار معاً. ولتحضيره يجب إفراغ حبة البطاطا من جوفها من دون تقشيرها وبعد غسلها جيداً. نقطعها إلى قسمين ونحشوها بالخضار حسب الرغبة، ونفرغ عليها بعضاً من عصير الليمون الحامض ونضعها بالفرن كما يمكننا قليها. تقدم ساخنة ويكون منظرها جميلاً على مائدة العيد.
السمك مع البطاطا المهروسة

- في الفرن طبق رئيسي
أصناف كثيرة تقترحها الشيف منال العالم، في مجال إعداد الطبق الرئيسي لمائدة العيد. وتقول: «أطباق تقليدية عديدة يمكن لـ(ست البيت) إعدادها حسب ميزانيتها المادية. فكما طبق الضلع المحشي بالأرز يمكنها أن تحضر طبق المغربية بالدجاج أو ورق العنب مع قطع اللحم الكستلاتة. ولكنني اليوم أرغب في إجراء بعض التغيير، ولذلك انتقيت إعداد طبق يتألف من السمك».
نختار نوعاً من السمك الكبير الحجم ونفرغه من سلسلة الحسك الرئيسية في وسطه. نقطع السمكة إلى قطع متوازية بالعرض محافظين على شكلها الخارجي من رأسها وصولاً إلى ذيلها. نضيف البهارات عليها مع عشبة الشبت ويعرف شعبياً بالشومر، أو مع الكزبراء الخضراء، ونشويها بالفرن مع إضافة القليل من زيت الزيتون عليها إلى حين نضوجها. في هذا الوقت نحضر البطاطا المهروسة (بيريه بطاطا). وعند التقديم نضع طبقة من البطاطا المهروسة ومن فوقها طبقة السمك، ويمكن تكرار طبقة ثانية من البطاطا والسمك. وسر نكهة ها الطبق يكمن في طريقة شيه في الفرن بحيث يزوده بمذاق شهي. ويمكن تقديم هذا الطبق مع خضار منوع مشوي أيضاً إلى جانبه.

- في الحلويات المعمول أولاً ومن ثم كيك التمر
تؤكد الشيف منال العالم على ضرورة وجود حلو العيد على المائدة. وهي تعتبر المعمول صنفاً رئيسياً يجب أن يزينها لأنه طبق تقليدي يرمز إلى المناسبة.
وبالتوازي تقدم وصفة «الكيك بالتمر» الذي يستلزم تحضيره 200 غرام من التمر المقطع ونصف ملعقة صغيرة من الهيل ومثلها من الزعفران وبيكربونات الصودا. إضافة إلى بيضتين وكوب سكر وكوبين ونصف من الدقيق ونصف كوب زبدة لينة وملعقة صغيرة من الفانيلا السائلة. سخني الفرن 180، ادهني قالب بالزبدة ثم رشيه بالدقيق. في طبق عميق ضعي التمر، الماء، البيكربونات، الهيل، الزعفران، قلبي ليذوب التمر. في وعاء الخلاط ضعي السكر، الزبدة، اخفقي بالمضرب الشبكي ليصبح هشاً. ضيفي البيض والفانيليا، اخفقي ليختلط، ضيفي خليط الدقيق والتمر، اخفقي ليختلط. صبيه في القالب. اخبزي 35 - 40 دقيقة. ويمكن أن تقدمي إلى جانبه صلصة «التوفي» المؤلفة من الزبدة والكريما والسكر.


مقالات ذات صلة

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».