موجة حر غير مسبوقة منذ 60 عاماً تضرب باكستان والهند

أشخاص يبردون أجسامهم في قناة للمياه بمدينة لاهور الباكستانية في ظل موجة حر شديدة (أ.ف.ب)
أشخاص يبردون أجسامهم في قناة للمياه بمدينة لاهور الباكستانية في ظل موجة حر شديدة (أ.ف.ب)
TT

موجة حر غير مسبوقة منذ 60 عاماً تضرب باكستان والهند

أشخاص يبردون أجسامهم في قناة للمياه بمدينة لاهور الباكستانية في ظل موجة حر شديدة (أ.ف.ب)
أشخاص يبردون أجسامهم في قناة للمياه بمدينة لاهور الباكستانية في ظل موجة حر شديدة (أ.ف.ب)

قال مسؤولون إن باكستان أصدرت تحذيرا من الحرارة المرتفعة بعد أن شهدت درجات حرارة لا مثيل لها في شهر مارس (آذار) منذ 61 عاما. وفي الهند المجاورة أغلقت المدارس وخلت الشوارع من المارة في بعض المناطق مع غياب أي مؤشر على تراجع موجة الحر القائظ اليوم الجمعة.
وحثت شيري رحمن، الوزيرة الباكستانية المسؤولة عن مكافحة تغير المناخ، الحكومة الاتحادية وحكومات الأقاليم على اتخاذ إجراءات احترازية من الموجة الحارة الشديدة والتي وصلت فيها درجات الحرارة في بعض مناطق البلاد إلى 47 درجة مئوية.
وقالت في بيان «هناك توقعات بأن درجات الحرارة في باكستان قد ترتفع بمقدار يتراوح بين ست وثماني درجات مئوية عن المتوسط. ووفق لتقارير الأرصاد فمارس هو الأشد حرارة منذ 1961».
وحذر علماء من أن أكثر من مليار شخص يواجهون خطر التأثيرات المرتبطة بالحرارة في المنطقة وربطوا البداية المبكرة للصيف القائظ بالتغير المناخي.
وقالت رحمن إن البلاد انتقلت للمرة الأولى إلى طقس فصل الصيف من الشتاء دون أن تمر بفصل الربيع. وقال مكتب الطقس في نيودلهي إن الأحوال الجوية ستبقى كما هي على مدى الأيام الثلاثة المقبلة.

وقال أطباء في الهند إن عدد من يمرضون بسبب التعرض للحرارة المرتفعة يتزايد مما جعل ضربة الشمس تشكل قلقا أكبر من تفشي موجة رابعة من كوفيد - 19.
وكانت الطرق مهجورة في بوبانيشوار بولاية أوديشا الشرقية حيث تم إغلاق المدارس، بينما قدمت ولاية البنغال الغربية المجاورة عطلة الصيف المدرسية بضعة أيام.
وقال عالم كبير في إدارة الأرصاد الهندية الجمعة إن ارتفاع درجات الحرارة سيستمر على الأقل على مدى الأيام الثلاثة المقبلة لكنه قد ينحسر قليلا مع بدء موسم الأمطار المتوقع في بعض المناطق بحلول مايو (أيار).


مقالات ذات صلة

موسم الحج يودع الصيف... والعودة بعد 25 عاماً

الخليج الحجاج يستخدمون المظلات في تنقلاتهم داخل المشاعر المقدسة للوقاية من ضربات الشمس (تصوير: بشير صالح) play-circle 01:22

موسم الحج يودع الصيف... والعودة بعد 25 عاماً

كشف المركز السعودي للأرصاد أن موسم حج هذا العام يمثل نهاية ارتباط الحج بفصل الصيف، على أن يعود مجدداً بعد 25 عاماً.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
صحتك 7 حقائق تهمك حول التعامل مع ارتفاع درجات حرارة الطقس

7 حقائق تهمك حول التعامل مع ارتفاع درجات حرارة الطقس

موضوع الساعة صحياً وكذلك موسمياً، الذي لا غنى لنا عن الاهتمام به، هو كيفية المحافظة على سلامة صحتنا مع ارتفاع درجات الحرارة والتعرّض لأشعة الشمس.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
شمال افريقيا جانب من عمليات رفع مياه الأمطار في الإسكندرية (محافظة الإسكندرية)

لماذا باغتت «عاصفة الإسكندرية» المواطنين و«الأرصاد الجوية»؟

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر تداول العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي توضح كثرة المياه بشوارع الإسكندرية.

هشام المياني (القاهرة )
شمال افريقيا فرق الهلال الأحمر المصري تتابع تداعيات العاصفة التي ضربت مدينة الإسكندرية (الهلال الأحمر المصري)

مصر لاحتواء آثار «عاصفة الإسكندرية»

في أعقاب الظروف الجوية المفاجئة التي شهدتها الإسكندرية (شمال مصر) ومدن ساحلية، باشرت السلطات المصرية، على الفور، بتنفيذ إجراءات عاجلة لاحتواء الأزمة.

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا وقوع لافتات نتيجة الأمطار الرعدية في أحد شوارع الإسكندرية (إكس)

عاصفة غير مسبوقة تضرب محافظة الإسكندرية بمصر (صور وفيديو)

شهدت محافظة الإسكندرية هطول أمطار رعدية مصحوبة بعواصف شديدة ما أثار حالة من القلق بين المواطنين.

يسرا سلامة (القاهرة)

ما معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؟

صورة توضيحية ملتقطة في 16 يونيو 2025 تظهر العلمين الإيراني والإسرائيلي خلف رمز الذرة وعبارة «البرنامج النووي» (رويترز)
صورة توضيحية ملتقطة في 16 يونيو 2025 تظهر العلمين الإيراني والإسرائيلي خلف رمز الذرة وعبارة «البرنامج النووي» (رويترز)
TT

ما معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؟

صورة توضيحية ملتقطة في 16 يونيو 2025 تظهر العلمين الإيراني والإسرائيلي خلف رمز الذرة وعبارة «البرنامج النووي» (رويترز)
صورة توضيحية ملتقطة في 16 يونيو 2025 تظهر العلمين الإيراني والإسرائيلي خلف رمز الذرة وعبارة «البرنامج النووي» (رويترز)

قالت إيران، اليوم الاثنين، إن برلمانها يُعِدّ مشروع قانون قد يدفعها نحو الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وبدأت إسرائيل في تنفيذ ضربات عسكرية على إيران في 13 يونيو (حزيران)، وعزت سبب ذلك إلى مخاوف بشأن برنامج طهران النووي.

جاء ذلك بعد يوم واحد من إعلان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران تخالف التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وتنفي إيران السعي لتطوير أسلحة نووية وأطلقت صواريخ على إسرائيل رداً على الضربات.

فيما يلي بعض الحقائق الرئيسية حول المعاهدة:

الغرض من المعاهدة

هدف المعاهدة، التي دخلت حيّز التنفيذ في 1970، هو وقف انتشار القدرة على صنع الأسلحة النووية وضمان حق جميع الدول الموقعة في تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية وتخلّص القوى النووية الخمس من ترسانتها من تلك الأسلحة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وتُعرّف المعاهدة الدول المسلحة نووياً بأنها تلك التي صنعت وفجّرت سلاحاً نووياً أو جهازاً نووياً آخر قبل الأول من يناير (كانون الثاني) 1967. وتلك الدول هي الولايات المتحد وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا التي ورثت حقوق والتزامات الاتحاد السوفياتي السابق. وهذه هي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

علم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمام مقر الوكالة المعنية بمراقبة استخدام الطاقة النووية... فيينا 16 يونيو 2025 (رويترز)

الموقعون

بلغ عدد الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية 191 دولة. وتوافق الدول الحائزة للأسلحة النووية على عدم نقل هذه الأسلحة أو مساعدة الدول غير المسلحة نووياً في الحصول عليها.

غير الموقعين

طوّرت دولتان لم توقعا على المعاهدة وهما الهند وباكستان أسلحة نووية. كما يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية، لكنها لم تؤكد ذلك أو تنفه علناً.

ووقّعت كوريا الشمالية على المعاهدة في 1985، لكنها أعلنت انسحابها في 2003 بعد أن واجهها مسؤولون أميركيون بأدلة قالوا إنها تشير إلى برنامج تخصيب سري. وبعد فترة من التقارب، طردت كوريا الشمالية مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجدداً في 2009 ولم يعودوا منذ ذلك الحين.

بند الانسحاب

تنقسم المعاهدة إلى 11 بنداً، منها بند يمكن الدولة من الانسحاب «إذا رأت أن أحداثاً استثنائية... قد عرّضت المصالح العليا لبلادها للخطر». ويتعيّن على الدولة إخطار الدول الأعضاء الأخرى في المعاهدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل ثلاثة أشهر من الانسحاب.

مراجعة المعاهدة

تجتمع الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لمراجعتها كل خمس سنوات. ومن المقرر عقد مؤتمر المراجعة القادم في 2026.

صورة من محطة بوشهر النووية الإيرانية (رويترز - أرشيفية)

إيران

وقّعت إيران، وهي من الدول غير الحائزة للأسلحة النووية، على معاهدة حظر الانتشار النووي منذ عام 1970، ولديها برنامج لتخصيب اليورانيوم تقول إنه لأغراض سلمية وليس لتطوير أسلحة، لكن قوى غربية وإسرائيل تشتبه في أنها تعتزم تطوير وسائل لصنع القنابل الذرية.

كان إعلان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يضم 35 دولة، في 12 يونيو بأن إيران تنتهك التزاماتها في مجال منع الانتشار النووي بمثابة أول قرار من نوعه منذ ما يقرب من عشرين عاماً. وأعلن المجلس ذلك بعد تقرير يدين إيران أرسلته الوكالة إلى الدول الأعضاء في 31 مايو (أيار).

وأشار القرار الذي اعتمده المجلس إلى «العديد من الإخفاقات من جانب طهران منذ 2019 في الوفاء بالتزاماتها بتوفير التعاون الكامل وفي الوقت المناسب للوكالة فيما يتعلق بالمواد والأنشطة النووية غير المعلنة في مواقع متعددة غير معلنة في إيران».

قضايا مثيرة للقلق

من القضايا المحورية المثيرة للقلق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تقديم طهران تفسيرات مقبولة لكيفية وصول آثار اليورانيوم المكتشفة في مواقع غير معلنة في إيران إلى تلك المواقع رغم تحقيق الوكالة في المسألة لسنوات. وتعتقد الوكالة أن هذه الآثار تشير في الغالب إلى أنشطة نُفّذت قبل أكثر من عشرين عاماً.

وردّت وزارة الخارجية الإيرانية وهيئة الطاقة الذرية على ذلك بأن إيران أوفت دائماً بالتزاماتها المتعلقة بالضمانات. ووصفت الجهتان النتائج التي خلصت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها ذات دوافع سياسية وتفتقر إلى أي أساس فني أو قانوني.

ولدى سؤاله في مؤتمر صحافي حول احتمال انسحاب طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، جدد متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية موقف طهران الرسمي الرافض لتطوير الأسلحة النووية، لكنه قال: «في ضوء التطورات الأخيرة، سنتخذ القرار المناسب. على الحكومة إنفاذ مشاريع القوانين البرلمانية، لكن هذا الاقتراح قيد الإعداد، وسننسق مع البرلمان في المراحل اللاحقة».

عقوبات بسبب البرنامج النووي

فُرضت عقوبات على إيران في 2006 بسبب عدم الامتثال لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي طالب بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم.

ثم وافقت إيران على كبح برنامجها النووي، مع الاستمرار في التخصيب إلى مستوى منخفض، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع ست قوى كبرى في 2015، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض العقوبات الأميركية.

ردت إيران على ذلك بتسريع وتيرة برنامجها النووي، متخلية عن القيود المفروضة بموجب الاتفاق. وتجري إيران والولايات المتحدة محادثات غير مباشرة منذ أبريل (نيسان) سعياً لفرض قيود جديدة على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات.