النيابة المصرية لكشف ملابسات «انتحار» صحافي بـ«الأهرام»

نقابة الصحافيين دعت إلى «تجنب التأويلات»

عماد الفقي (متداولة على صفحات الصحافيين بـ«فيسبوك»)
عماد الفقي (متداولة على صفحات الصحافيين بـ«فيسبوك»)
TT

النيابة المصرية لكشف ملابسات «انتحار» صحافي بـ«الأهرام»

عماد الفقي (متداولة على صفحات الصحافيين بـ«فيسبوك»)
عماد الفقي (متداولة على صفحات الصحافيين بـ«فيسبوك»)

بدأت النيابة العامة المصرية التحقيق في ملابسات انتحار صحافي مصري، داخل مكتبه بمؤسسة «الأهرام» الرسمية في البلاد، وهي الحادثة التي فجرت موجة حزن بين الجماعة الصحافية بمصر. فيما نعت نقابة الصحافيين المصرية الراحل، داعية الجميع إلى «احترام حرمة مصاب الموت، وحق الراحل وأسرته في (تجنب طرح تأويلات) للحادث، وأسبابه دون تحقق وثبوت بالأدلة».
يشار إلى أنه لا توجد حتى الآن بيانات رسمية توضح أسباب وملابسات الحادث؛ لكن وفقاً لبيانات متداولة فإن «الصحافي عماد الفقي (54 عاماً) وصل إلى مبنى مؤسسة الأهرام في الرابعة فجر الخميس الماضي، وبعد حديث مع الزملاء، دخل مكتبه، وربط حبلاً بين مكتبين، وعلقه في رأسه، وقفز من شباك مكتبه بالدور الرابع، لتكتشف الحادثة صباح الخميس، بعد أن عثر عامل بكنيسة مجاورة لمبنى الأهرام على رأس الراحل مفصولاً عن جسده في الشارع». واختلطت عبارات النعي والحزن على الصحافي الراحل، بعبارات الأسى على الحال الذي وصلت إليه مهنة الصحافة، والتي يرى بعض الصحافيون أنها «كانت دافعاً للانتحار»، مشيرين إلى أن «الراحل أراد توجيه رسالة عن حال المهنة باختيار الانتحار من مكتبه».
وتطورت أحداث الواقعة خلال الساعات الماضية، إلى حد توجيه الاتهامات، حيث أشار عضو مجلس نقابة الصحافيين المصرية، محمود كامل، في منشور له على حسابه بـ«فيسبوك»، إلى «تعرض الراحل لما وصفه بـ(اضطهاد) في عمله خلال السنوات الأخيرة». وبحسب كامل فإنه «تم خصم الحوافز المالية من الراحل، ومنعه من ممارسة عمله الصحافي بشكل غير رسمي»، وهو ما نفاه رئيس تحرير «الأهرام»، علاء ثابت، عبر حسابه الشخصي بـ«فيسبوك»، واصفاً ذلك بأنه «افتراء»، مؤكدا أنه «لم يتم إطلاقاً خصم أي من حوافز مالية من الراحل، وليس للزميل أي شكاوى في سجلات (الأهرام) أو نقابة الصحافيين أو مجالس الإعلام»، معلناً «عزمه على التقدم ببلاغ للنيابة، وشكوى رسمية موثقة للهيئة الوطنية للصحافة، وشكوى نقابية لنقابة الصحافيين، ضد عضو مجلس النقابة».
ونعى الصحافي بـ«الأهرام»، مؤسس مؤسسة «ميدياتوبيا»، محمد سعيد محفوظ، صديقه الراحل، بقوله «لم أرك إلا مبتسما، هادئا، حكيما، فلماذا اخترت (الأهرام) لتغادرها منتحرا... وأنت تعلم أن هذه رسالة». وأضاف محفوظ لـ«الشرق الأوسط»، أن «جيل عماد شهدوا آخر العصر الذهبي للمهنة، والآن يعانون وينتظرون الإصلاح – على حد قوله -، في وقت تزيد الضغوط الأسرية والمادية كل يوم». وقال رئيس تحرير «الأهرام ويكلي»، عزت إبراهيم، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، إن «الراحل محرر حوادث ومحرر قضائي نشط ومتدفق، وكانت روحه المرحة ونقاء قلبه أكثر ما جذب كثيرين إليه».
في السياق نفسه، دعت نقابة الصحافيين إلى «انتظار نتيجة تحقيقات النيابة العامة التي تباشر مهامها»، مؤكدة في بيان لها مساء أول من أمس، أن «النيابة هي صاحبة الحق دون غيرها في توصيف الواقعة، وكشف ملابساتها وأسبابها».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.