القائد الأعلى لـ«طالبان» يحث العالم على الاعتراف بالحكومة الأفغانية

صورة وزعتها «طالبان» بتاريخ 25 مايو 2016 تظهر هبة الله أخوند زاده (أ.ف.ب)
صورة وزعتها «طالبان» بتاريخ 25 مايو 2016 تظهر هبة الله أخوند زاده (أ.ف.ب)
TT

القائد الأعلى لـ«طالبان» يحث العالم على الاعتراف بالحكومة الأفغانية

صورة وزعتها «طالبان» بتاريخ 25 مايو 2016 تظهر هبة الله أخوند زاده (أ.ف.ب)
صورة وزعتها «طالبان» بتاريخ 25 مايو 2016 تظهر هبة الله أخوند زاده (أ.ف.ب)

طالب القائد الأعلى لأفغانستان هبة الله أخوند زاده، مجدداً، أمس (الجمعة)، المجتمع الدولي، بالاعتراف بحكومة «طالبان»، قائلاً إن العالم تحول إلى «قرية صغيرة»، ومن شأن إقامة علاقات دبلوماسية مناسبة أن يساهم في حل مشكلات البلاد. ولم تعترف أي دولة رسمياً بالنظام الذي أسسته «طالبان» بعدما استولت على السلطة في أغسطس (آب)، وأعادت فرض حكم متشدد يستبعد النساء بشكل متزايد عن الحياة العامة. وفي رسالة مكتوبة قبيل عطلة عيد الفطر، لم يأت أخوند زاده على ذكر المسائل العالقة التي تثير التوتر مع المجتمع الدولي، بما في ذلك إعادة فتح المدارس الثانوية أمام الفتيات. وبدلاً من ذلك، قال إن على الاعتراف أن يأتي أولاً «ليكون بإمكاننا التعامل مع مشكلاتنا رسمياً، وضمن الأعراف والمبادئ الدبلوماسية». وأفاد أخوند زاده، الذي لم يظهر إلى العلن منذ سنوات ويعيش في عزلة في قندهار، التي تعد معقل «طالبان» الروحي، «لا شك في أن العالم تحول إلى قرية صغيرة». وأضاف: «لأفغانستان دورها في السلم والاستقرار العالمي. بناءً على هذه الحاجة، يتعين على العالم الاعتراف بإمارة أفغانستان». وتأتي رسالته في وقت هزت البلاد سلسلة انفجارات تبنى تنظيم «داعش» بعضها واستهدفت أقلية الهزارة. ولم يتطرق أخوند زاده إلى مسألة انعدام الأمن، لكنه شدد على أن أفغانستان نجحت في بناء «جيش إسلامي ووطني قوي»، إضافة إلى «منظمة استخباراتية قوية».
وخسرت عشرات آلاف النساء وظائفهن الحكومية بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، كما منعن من مغادرة البلاد أو حتى السفر بين المدن ما لم يكن بصحبة محرم.
وفي مارس (آذار)، أثارت «طالبان» غضباً دولياً عبر إغلاق كل المدارس الثانوية المخصصة للفتيات بعد ساعات من السماح بإعادة فتحها لأول مرة منذ استيلائها على السلطة. وأفاد عدد من مسؤولي «طالبان»، بأن أخوند زاده أصدر القرار شخصياً. ولم يذكر أخوند زاده في رسالته قضية مدارس الفتيات، لكنه قال إن السلطات ستفتح مراكز جديدة ومدارس «للتعليم الديني والتعليم الحديث على حد سواء».
وقال، «نحن نحترم وملتزمون حيال كل الحقوق التي تكفلها الشريعة للرجال والنساء في أفغانستان... لا تستخدموا هذه القضية الإنسانية والعاطفية أداةً لتحقيق أهداف سياسية». لكنه لفت إلى أن على الناس أن يتبنوا بإرادتهم قيم «طالبان»، لا أن تفرض عليهم. وتابع: «على السلطات المعنية أن تدعو الناس إلى التزام الشريعة بحكمة وتجنب التطرف في هذا الصدد». وشدد على أن الحكومة ملتزمة حرية التعبير وفق «القيم الإسلامية»، رغم أنه تم إغلاق مئات المنصات الإعلامية وحظر بث الموسيقى والأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تظهر فيها النساء. ويعد أخوند زاده الذي يُعتقد أنه في السبعينات من العمر، الزعيم الروحي للحركة الأصولية منذ عام 2016، لكنه بقي في الظل رغم تمتع «طالبان» بالسلطة بلا منازع تقريباً. وأثار غيابه عن الحياة العامة تكهنات بأنه لربما ميت، وبأن لجنة تضع القرارات الصادرة باسمه. لكن في أكتوبر (تشرين الأول)، نشرت «طالبان» تسجيلاً صوتياً قالت إنه خطاب ألقاه في مدرسة إسلامية بقندهار.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.