فقدان 3 آلاف مهاجر في البحر بطريقهم إلى أوروبا العام الماضي

مهاجرون يحاولون عبور قناة المانش على متن قارب مطاطي في 15 مارس (آذار) الماضي (أ.ف.ب)
مهاجرون يحاولون عبور قناة المانش على متن قارب مطاطي في 15 مارس (آذار) الماضي (أ.ف.ب)
TT

فقدان 3 آلاف مهاجر في البحر بطريقهم إلى أوروبا العام الماضي

مهاجرون يحاولون عبور قناة المانش على متن قارب مطاطي في 15 مارس (آذار) الماضي (أ.ف.ب)
مهاجرون يحاولون عبور قناة المانش على متن قارب مطاطي في 15 مارس (آذار) الماضي (أ.ف.ب)

أعلنت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، أن أكثر من 3000 شخص لقوا حتفهم، أو فُقد أثرهم أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط والمحيط الأطلسي للوصول إلى أوروبا العام الماضي، في حصيلة تضاعف تلك المسجلة قبل عام.
وطالب التقرير الجديد لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بتحرك عاجل لمنع سقوط مزيد من القتلى في أوساط اللاجئين والمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا. وكشف التقرير أن 3077 شخصاً فقدوا أثناء محاولتهم عبور طريقي المتوسط والأطلسي للوصول إلى القارة، مقارنة بـ1544 عام 2020، وقالت الناطقة باسم المفوضية شابيا مانتو للصحافيين في جنيف، إنه «من المقلق أنه منذ مطلع العام، لقي 478 شخصاً إضافياً حتفهم أو فقدوا في البحر»، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأظهر التقرير أنه بالنسبة للعام 2021، أُعلن عن وفاة أو فقدان أثر 1924 شخصاً في وسط المتوسط وغربه، بينما قضى 1153 شخصاً إضافياً، أو فُقد أثرهم في الطريق البحري في شمال غربي أفريقيا المؤدي إلى جزر الكناري. ولفتت مانتو إلى أن «معظم عمليات العبور بحراً تمت بواسطة قوارب مطاطية مكتظة وغير مناسبة لارتياد البحر، انقلب العديد منها أو انكمش ما تسبب بوفيات».
وأشارت إلى أن الرحلة بحراً من بلدان على سواحل غرب أفريقيا مثل موريتانيا والسنغال إلى جزر الكناري، التي قد تستغرق عشرة أيام، كانت محفوفة بالمخاطر على وجه الخصوص، وقالت: «خرجت العديد من القوارب عن مسارها أو فقدت من دون أثر في هذه المياه».
وحذر تقرير المفوضية من أن طرق الهجرة البرية تُعد أيضاً «خطيرة للغاية». وأفادت مانتو بأن «عدداً أكبر قد يكون لقي حتفه خلال رحلات عبر الصحراء الكبرى والمناطق الحدودية النائية أو في مراكز اعتقال أو أثناء احتجازهم من قبل مهربين». وحذرت المفوضية من أن وباء «كوفيد» وتدابير إغلاق الحدود المرتبطة به عقدا الحركة أكثر، ودفعا العديد من اللاجئين والمهاجرين اليائسين للجوء إلى المهربين لمساعدتهم في الرحلة. كما حذرت الوكالة الأممية من أن انعدام الاستقرار السياسي والنزاعات، إضافة إلى التغير المناخي، قد يزيد حركة النزوح عبر طرق خطيرة. وقالت مانتو، «تناشد المفوضية للحصول على الدعم من أجل المساعدة في تقديم بدائل ذات معنى لهذه الرحلات الخطيرة، ومنع تحول الناس إلى ضحايا التهريب».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.