تنسيق حول الأماكن المقدسة بين إسرائيل والأردن والسلطة بطلب أميركي

عمان ورام الله تطلبان وتل أبيب ترفض منع المستوطنين عن الأقصى

مصلون فلسطينيون في باحة الأقصى ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
مصلون فلسطينيون في باحة الأقصى ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تنسيق حول الأماكن المقدسة بين إسرائيل والأردن والسلطة بطلب أميركي

مصلون فلسطينيون في باحة الأقصى ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
مصلون فلسطينيون في باحة الأقصى ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)

بناء على طلب مباشر من الإدارة الأميركية إلى الحكومات الأردنية والفلسطينية والإسرائيلية، باشرت الأطراف الثلاثة البحث في تشكيل لجنة تنسيق حول الترتيبات لزيارة الأماكن المقدسة، الإسلامية والمسيحية. وذكرت مصادر سياسية في تل أبيب، أن عدة لقاءات أولية جرت في الموضوع على مختلف المستويات. لكن هناك خلافات عميقة في الرؤية تبين صعوبة التوصل إلى تفاهمات.
وقالت هذه المصادر إن الأميركيين طرحوا المطلب قبيل شهر رمضان، إلا أن الجهود «لم تصل إلى المستوى المطلوب، ما أدى إلى الفشل في منع التصعيد الذي كان متوقعاً»، الأمر الذي دفع واشنطن إلى إرسال وفد رفيع من وزارة الخارجية بقيادة نائبة مساعد الوزير لشؤون الشرق الأدنى، يائيل لمبرت، ونائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية – الفلسطينية، هادي عمرو، أجرى لقاءات طيلة سبعة أيام مع مسؤولين أردنيين وإسرائيليين وفلسطينيين، الأسبوع الماضي. وطلب الأميركيون من الأطراف الثلاثة «العمل بشكل حثيث وطارئ لتخفيف حدة التوتر ومنع حوادث العنف، خصوصاً في المسجد الأقصى».
ومع أن الطرفين الإسرائيلي والأردني، اتفقا على عقد اجتماع عاجل للجنة شؤون القدس المشتركة بين الجانبين، بعد عيد الفطر، فإن الأميركيين طلبوا التعاون على تمضية صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في الحرم القدسي بسلام. وفي ضوء ذلك، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، مساء الأربعاء، إلى مداولات أمنية لتقييم الأوضاع في القدس والسعي لتخفيف الاحتكاكات. وأكد أن لدى حكومته «رغبة شديدة في الحفاظ على حالة من الهدوء والاستقرار في المسجد الأقصى»، بدافع من القناعة بأن المواجهات العنيفة التي تندلع بين المصلين وقوات الاحتلال في باحات الأقصى، قد تتحول إلى مواجهات واسعة في الضفة وقطاع غزة، وتؤدي إلى أزمة في العلاقات الإسرائيلية الأردنية التي تشهد تحسناً تدريجياً منذ نحو تسعة أشهر، في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، وتخدم جهات متطرفة في المنطقة بأسرها».
واتضح خلال المداولات الأولية بين الأطراف، وجود هوة عميقة في وجهات النظر، بين إسرائيل من جهة والأردن والسلطة الفلسطينية من جهة ثانية، حيث اعتبر الجانب العربي دخول المستوطنين اليهود إلى الأقصى سبباً أساسياً في التوتر، خصوصاً أن قسماً كبيراً من المستوطنين يؤدون الصلوات اليهودية المحظورة هناك ويطرحون أفكاراً تمس بقدسية الأماكن المقدسة، مثل «الوعد بإقامة الهيكل اليهودي في مكانه»، وهم يعتقدون أن مسجد قبة الصخرة مبني على ركام الهيكل، ولذلك فإن إعادة بنائه في المكان تعني هدم المسجد. وراح عدد المستوطنين الذين يسمح لهم بدخول الأقصى، يزيد، وقد بلغ أكثر من 33 ألف شخص في سنة 2021، لكن إسرائيل رفضت بشكل قاطع منع دخول المستوطنين.
واحتج الأردن والسلطة الفلسطينية على زيادة عمليات اقتحام الأقصى من رجال الشرطة الإسرائيلية، وقمع المصلين بشراسة وعنف واعتقال المئات منهم وإطلاق قنابل الغاز داخل المسجد والتنكيل بموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية، الذين يعتبرون موظفين في الحكومة الأردنية. وأكدا أن تعزيز دور مجلس الأوقاف وزيادة عدد حراس المسجد الأقصى، من شأنه أن يساعد على حفظ الهدوء أكثر من وجود القوات الإسرائيلية، وأن يمنع ما تدعيه إسرائيل من «أعمال الشغب» في الأقصى وباحاته. وهنا زعمت إسرائيل أن دخول الحرم جاء بعد أن قام مصلون بقذف حجارة على المصلين اليهود في حائط المبكى (البراق)، لكنها وعدت بتقليل الاقتحامات، وأشارت إلى أنها تحاول تفريق المظاهرات السياسية داخل الحرم بأدوات قمع من بعيد (تطلقها عبر طائرات مسيرة أو من خلال قناصة يرابطون على أسطح المباني المحيطة). كما أعلنت إسرائيل موافقتها على الطلب الأردني بزيادة عدد حراس المسجد الأقصى التابعين لمجلس الأوقاف.
يذكر أن القوات الإسرائيلية ترفض «الاختفاء من محيط الحرم وغيره من الأماكن المقدسة»، لأن ذلك يعني تنازلها عن السيادة. وتصر على الظهور وسط استعراض للقوة. وفي ساعات الفجر من يوم أمس (الخميس)، اعتدت قواتها على بعض المصلين والمعتكفين، في المسجد الأقصى المبارك، في ليلة القدر، بإطلاقها قنابل الصوت والغاز. وكان نحو ربع مليون مصلٍّ، قد احتشدوا في الأقصى، جاءوا من مدينة القدس ومن أراضي 48، وممن تمكنوا من الوصول من الضفة، ليلة القدر. وبالمقابل نشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 3 آلاف عنصر في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.