قتلى في هجوم جديد لـ«داعش» شمال شرقي سوريا

انسداد «المصالحة الكردية» شرق الفرات

مدرعة برادلي أميركية أثناء دورية لها على أطراف مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
مدرعة برادلي أميركية أثناء دورية لها على أطراف مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
TT

قتلى في هجوم جديد لـ«داعش» شمال شرقي سوريا

مدرعة برادلي أميركية أثناء دورية لها على أطراف مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
مدرعة برادلي أميركية أثناء دورية لها على أطراف مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)

تبنى تنظيم «داعش» الإرهابي الهجوم الدموي على قرية فنيجين التابعة لبلدة أبو خشب بريف دير الزور الشرقي شمال شرقي سوريا، الذي راح ضحيته 7 مدنيين بينهم مسؤول في «مجلس دير الزور المدني».
وذكر قيادي بارز في «مجلس دير الزور العسكري» أن ثمانية مسلحين ملثمين يستقلون سيارة جيب ودراجتين ناريتين اقتحموا أمس (الخميس) منزل نوري الحميش والذي كان يشغل رئيس مكتب العلاقات العامة في المجلس المدني، على أطراف قرية فنيجين، ليسفر الهجوم عن مقتل سبعة عاملين في مؤسسات الإدارة بينهم الحميش ومختار القرية، وإصابة أربعة آخرين كانوا متواجدين في المنزل لتناول مأدبة الإفطار.
وقال المصدر إن المصابين نقلوا إلى مشافي الرقة المجاورة وتتراوح حالاتهم بين درجة الخطورة القصوى إلى ما بين الحرجة والمتوسطة، وفرضت «قوات قسد» وقوى الأمن الداخلي طوقاً أمنياً وحاصرت جميع مداخل ومخارج المنطقة، وأعلنت حظر تجوال كاملا عليها وعلى البلدات المجاورة، لملاحقة المهاجمين وسط توتر وحالة غضب كبيرة بين سكان المنطقة ويمثل هذا الهجوم انتكاسة جديدة للمناطق الخاضعة لقوات «قسد» المدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
وبعد الهجوم الدموي بساعات نشرت حسابات وصفحات موالية لـ«داعش» بياناً رسمياً لوكالة «أعماق» الذراع الإعلامية للتنظيم، تبنت العملية وقالت إنها جاءت ضمن «غزوة الثأر للشيخين»، حيث شهدت المناطق الخاضعة لقوات «قسد» ارتفاعاً حادا في الهجمات الإرهابية على المدنيين والمقاتلين العسكريين وبلغت نحو 17 هجوما وعملية راح ضحيتها أكثر من 40 قتيلا وجريحا، شملت مناطق ريف دير الزور الشرقي ومحافظتي الرقة والحسكة وريف حلب، بطرق وأساليب مختلفة بينها هجمات مسلحة أو استهدفت حواجز ودوريات إضافة إلى عمليات الاغتيال أو زرعت عبوات ناسفة ومتفجرة.
على صعيد سياسي؛ تتجه محادثات الأحزاب الكردية في سوريا إلى انسداد، رغم الجهود الأميركية لاستئنافها وتحريك اللقاءات بين طرفي الحركة السياسية المتوقفة منذ 18 شهراً. وأصدرت الأمانة العامة لـ«المجلس الوطني الكردي» المعارض بياناً تطرق لأسباب تدهور العلاقات الحزبية، جراء ما وصفتها بالأعمال الإرهابية التي يمارسها «حزب الاتحاد الديمقراطي»، وناشد قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة اتخاذ الموقف المناسب ووضع حد للانتهاكات بحق «المجلس» ومحاسبة مرتكبيها.
وأكد بيان المجلس المنشور (الثلاثاء) الماضي على موقعه الرسمي أنه «في هذا الوقت، يقوم (حزب الاتحاد) وأجهزته الأمنية وأدواته القمعية بتصعيد خطير... من خلال استهدافه لـ(المجلس الكردي) بأعمال ترهيبية»، واتهم البيان «حزب الاتحاد» بالاعتداء على مقار «المجلس الكردي» ومكاتب العديد من الأحزاب السياسية «عبر حرقها، وإتلاف محتوياتها، وحرق أقدس مقدسات شعبنا وهو العلم الكردستاني والإساءة إلى رموزه، تحشيد مسيرات تحريضية تحت شعارات ورموز (حزب العمال الكردستاني)».
وقد تعرضت 8 مقار ومكاتب تتبع «المجلس الكردي» وأحزاباً سياسية كردية، منتصف الشهر الحالي، للحرق والاعتداء وإلقاء قنابل يدوية وزجاجات حارقة، بينها مكاتب «الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا»، و«حزب يكيتي الكردستاني»، في مدن وبلدات القامشلي والحسكة والمالكية وتل تمر وعين العرب (كوباني).
ودعا بيان «المجلس» قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية، بحكم وجودها في المنطقة وعلاقاتها الوثيقة مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ورعايتها المفاوضات الكردية، إلى «إجراء ما يلزم لردعها وتوفير مناخ الأمن والاستقرار وحماية الحياة السياسية والعمل السياسي، بما يتوافق مع مثل الحرية والديمقراطية ورفض الاستبداد».
وفي حديث إلى جريدة «الشرق الأوسط»، وتعليقاً على استعصاء الحوارات الكردية وموقف «المجلس»، قال محمد إسماعيل، عضو الأمانة العامة لـ«المجلس» والمسؤول الإداري لـ«الحزب الكردستاني» أحد أبرز أحزابها السياسية: «إنهم يختطفون القصر ويهددون عوائل (بيشمركة روج) ويطلقون حملات دعائية مغرضة بحق قادة (المجلس)، ويستمرون بالاعتقالات لأنصار المجلس والإعلاميين بشكل غير مبرر وبذرائع لا تمت إلى الحقيقة والواقع بصلة».
وأشار أسماعيل إلى أن هذا التصعيد هدفه عرقلة وإجهاض اللقاءات التي جرت مؤخراً بين الأحزاب الكردية، حيث عقد السفير الأميركي، ماتيو بيرل، نائب المبعوث الأميركي الخاص لسوريا، بداية الشهر الحالي، اجتماعات ضمت قادة «المجلس الوطني الكردي» ومظلوم عبدي قائد «قسد»، كما عقد اجتماعات منفصلة مع رؤساء «أحزاب الوحدة الوطنية الكردية» بقيادة «حزب الاتحاد الديمقراطي»، بهدف إحياء المحادثات الكردية.
وتابع إسماعيل أن التصعيد هو «لنسف المساعي التي بذلها الجانب الأميركي مؤخراً لتوفير مناخ إيجابي يساعد على تجاوز العراقيل التي تسببت في تعطيل الحوارات الكردية وصولاً لإنهاء الحياة السياسية»، وأكد أن «المجلس» وأحزابه السياسية ملتزمون بالنهج القومي والوطني الذي يحترم خصوصية الشعب الكردي وقضيته في سوريا، مضيفاً: «نؤكد حرصنا على بذل المساعي والجهود لبناء وحدة الموقف والصف الكردي» وأن هذه الممارسات التي ينتهجها حزب الاتحاد «لن تخدم بأي حال قضية شعبنا القومية، كما لن تحمي مصالحه بقدر الإضرار بها».


مقالات ذات صلة

5 نزاعات منسية خلال عام 2024

أفريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 نزاعات منسية خلال عام 2024

إلى جانب الحربين اللتين تصدَّرتا عناوين الأخبار خلال عام 2024، في الشرق الأوسط وأوكرانيا، تستمر نزاعات لا تحظى بالقدر نفسه من التغطية الإعلامية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

شركات طيران تعلق رحلاتها للشرق الأوسط مع تفاقم التوتر

طائرة تقلع من مطار بيروت يوم 7 أكتوبر 2024 (رويترز)
طائرة تقلع من مطار بيروت يوم 7 أكتوبر 2024 (رويترز)
TT

شركات طيران تعلق رحلاتها للشرق الأوسط مع تفاقم التوتر

طائرة تقلع من مطار بيروت يوم 7 أكتوبر 2024 (رويترز)
طائرة تقلع من مطار بيروت يوم 7 أكتوبر 2024 (رويترز)

دفعت المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط شركات طيران عالمية إلى تعليق رحلاتها إلى المنطقة أو تجنب المجالات الجوية التي تنطوي على مخاطر.

فيما يلي بعض شركات الطيران التي عدلت خدماتها من المنطقة وإليها، وفقا لوكالة «رويترز»:

شركة خطوط إيجة الجوية اليونانية

ألغت شركة الطيران اليونانية رحلاتها من وإلى بيروت حتى 29 مارس (آذار)، ومن وإلى تل أبيب حتى 15 يناير (كانون الثاني).

الخطوط الجوية الجزائرية

علَقت الشركة رحلاتها من وإلى لبنان حتى إشعار آخر.

إير بالتيك (طيران البلطيق)

ألغت شركة إير بالتيك المملوكة لحكومة لاتفيا رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى 21 ديسمبر (كانون الأول).

مجموعة إير فرانس - «كيه إل إم»

مددت إير فرانس تعليق رحلاتها بين باريس وتل أبيب حتى 31 ديسمبر (كانون الأول)، ورحلاتها بين باريس وبيروت حتى الخامس من يناير (كانون الثاني).ومددت «كيه إل إم» تعليق الرحلات إلى تل أبيب حتى نهاية هذا العام على الأقل.

وألغت وحدة ترانسافيا للطيران منخفض التكلفة التابعة للمجموعة الفرنسية الهولندية الرحلات من وإلى تل أبيب وعمّان وبيروت حتى نهاية مارس (آذار).

إير إنديا

علَقت شركة الطيران الهندية رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى إشعار آخر.

بلغاريا إير

ألغت شركة الطيران البلغارية رحلاتها من وإلى إسرائيل حتى 23 ديسمبر (كانون الأول).

كاثاي باسيفيك

ألغت الشركة التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا، رحلاتها إلى تل أبيب حتى 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2025.

كوريندون إيرلاينز

ألغت شركة الطيران التركية رحلاتها الجوية من وإلى تل أبيب حتى يناير (كانون الثاني) 2025.

دلتا إيرلاينز

أوقفت شركة الطيران الأمريكية رحلاتها بين نيويورك وتل أبيب حتى مارس (آذار) 2025.

إيزي جت

قال الرئيس التنفيذي الجديد لشركة الخطوط الجوية البريطانية، الأربعاء، إن الشركة لن تتعجل استئناف رحلاتها إلى تل أبيب بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و «حزب الله» حيز التنفيذ. وكانت شركة الطيران الاقتصادي البريطانية قد علقت في السابق رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى مارس (آذار).

مصر للطيران

علقت شركة الطيران المصرية في سبتمبر (أيلول) رحلاتها الجوية إلى بيروت حتى «يستقر الوضع».

طيران الإمارات

ألغت الشركة المملوكة للدولة في الإمارات الرحلات إلى بيروت حتى 31 ديسمبر (كانون الأول)، وإلى بغداد حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني).

الخطوط الجوية الإثيوبية

قالت شركة الطيران الإثيوبية، في منشور على منصة «فيسبوك»، في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) إنها علقت رحلاتها إلى بيروت حتى إشعار آخر.

فلاي دبي

قال متحدث باسم شركة الطيران الإماراتية في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) إن الرحلات الجوية إلى بيروت لا تزال معلقة.

مجموعة الخطوط الجوية الدولية (آي إيه جي)

ألغت الخطوط الجوية البريطانية المملوكة لمجموعة الخطوط الجوية الدولية (آي إيه جي) رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى نهاية مارس (آذار) 2025.

وألغت شركة «إيبيريا إكسبريس» للطيران منخفض التكلفة التابعة لمجموعة الخطوط الجوية الدولية (آي إيه جي) رحلاتها إلى تل أبيب حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما ألغت شركة فيولينج رحلاتها إلى تل أبيب حتى 12 يناير (كانون الثاني) 2025 مع إلغاء الرحلات الجوية إلى عمّان حتى إشعار آخر.

إيران إير

ألغت الخطوط الجوية الإيرانية جميع الرحلات من وإلى بيروت حتى إشعار آخر.

الخطوط الجوية العراقية

أوقفت الخطوط الجوية العراقية، الناقل الوطني للبلاد، رحلاتها إلى بيروت حتى إشعار آخر.

إيتا

مددت الخطوط الجوية الإيطالية تعليق رحلاتها مع تل أبيب حتى 12 يناير (كانون الثاني).

لوت

ألغت الخطوط الجوية البولندية رحلاتها إلى تل أبيب حتى التاسع من ديسمبر (كانون الأول)، ومن المقرر أن تنطلق أولى رحلاتها المجدولة إلى بيروت في أول أبريل (نيسان) 2025.

مجموعة لوفتهانزا

علقت المجموعة الألمانية رحلاتها الجوية إلى تل أبيب حتى 31 ديسمبر (كانون الأول). أما الخطوط الجوية السويسرية (سويس)، وهي جزء من المجموعة، فقالت إنها ستلغي رحلاتها إلى تل أبيب حتى 15 ديسمبر (كانون الأول).

وألغت المجموعة الألمانية رحلاتها إلى طهران حتى 31 يناير (كانون الثاني) 2025، وإلى بيروت حتى 28 فبراير (شباط). وألغت «سويس» رحلاتها إلى بيروت حتى 18 يناير (كانون الثاني).

وعلقت شركة «صن إكسبرس»، وهي مشروع مشترك بين الخطوط التركية ولوفتهانزا، رحلاتها إلى بيروت حتى 17 ديسمبر (كانون الأول).

بيغاسوس

ألغت شركة الطيران التركية رحلاتها إلى بيروت حتى الأول من يناير (كانون الثاني).

الخطوط الجوية القطرية

علقت شركة الطيران القطرية مؤقتا رحلاتها من وإلى إيران ولبنان مؤقتا.

رايان إير

قال متحدث باسم شركة «رايان إير»، أكبر شركة طيران اقتصادي في أوروبا، الأربعاء، إن الشركة لا تعتزم استئناف عملياتها إلى إسرائيل قبل 31 مارس (آذار) على أقرب تقدير، في حين أن قرار استئناف العمليات من وإلى الأردن اعتبارا من ديسمبر (كانون الأول) قيد المناقشة.

زوند إير

ألغت الشركة الألمانية جميع رحلاتها إلى بيروت من برلين حتى 28 فبراير (شباط)، ومن بريمن حتى 26 مارس (آذار)، ومن مطار مونستر - أوسنابروك حتى 29 مارس (آذار).

تاروم

مددت شركة الطيران الرومانية تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى 20 ديسمبر (كانون الأول).

يونايتد إيرلاينز

علقت الشركة ومقرها شيكاغو رحلاتها إلى تل أبيب لفترة غير محددة.

فيرجن أتلانتيك

مددت شركة الطيران البريطانية تعليق رحلاتها إلى تل أبيب حتى نهاية مارس آذار 2025.

ويز إير

علقت شركة الطيران ومقرها المجر رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى 14 يناير (كانون الثاني) 2025.