توقيع «إطار التعاون للتنمية المستدامة» بين لبنان والأمم المتحدة

ميقاتي: الإصلاحات مطلب لبناني قبل أن يكون دولياً

ميقاتي ومنسقة الأمم المتحدة يوقعان «إطار التعاون» (الوكالة الوطنية)
ميقاتي ومنسقة الأمم المتحدة يوقعان «إطار التعاون» (الوكالة الوطنية)
TT

توقيع «إطار التعاون للتنمية المستدامة» بين لبنان والأمم المتحدة

ميقاتي ومنسقة الأمم المتحدة يوقعان «إطار التعاون» (الوكالة الوطنية)
ميقاتي ومنسقة الأمم المتحدة يوقعان «إطار التعاون» (الوكالة الوطنية)

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن الإصلاحات مطلب لبناني ملحّ، قبل أن تكون مطلباً دولياً، وإنجازها يتطلب التعاون الكامل مع مجلس النواب وكل الهيئات الحكومية والرسمية والخاصة، فيما شددت منسقة الأمم المتحدة، نجاة رشدي، على حاجة لبنان إلى حلول مستَدامة لمعالجة الأسباب الجوهرية وراء الأزمات المتراكمة، وهو الأمر الذي يتطلب نهجاً تنموياً استثنائياً، وجاءت هذه التصريحات أمس خلال توقيع «إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة» في لبنان للفترة الممتدة بين 2022 و2025.
ولفت ميقاتي إلى أن الاتفاق هو ثمرة جهود بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة لوضع نهج جديد لبرنامج الشراكة بين لبنان والأمم المتحدة، موضحاً: «إطار العمل الاستراتيجي الجديد الذي سيمتد على مدى السنوات الثلاث المقبلة يهدف إلى تعزيز الحوكمة مع معالجة قضايا التنمية المتعددة الأبعاد الملائمة للتحديات الجديدة التي تواجه لبنان، في ضوء الأزمة غير المسبوقة التي يعاني منها».
وعبّر عن فخره «بالشراكة الدائمة مع الأمم المتحدة التي تدعم لبنان على المستويات كافة سياسياً وخدماتياً، ونتطلع في إطار التعاون الجديد للعمل على التنمية وتطوير المهارات البشرية لفترات طويلة»، شاكراً «الدول المانحة على دعمها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
وأوضح أن «برامج الطوارئ للأمم المتحدة تُشكل مرحلة ضرورية لمواجهة التحديات الأساسية بالنظر للأوضاع في لبنان»، مؤكداً: «نحن بأقصى حاجة إلى التنمية المستدامة إنمائياً وبشرياً. وآمل أن تكون الأمور ميسرة وننجز الإصلاحات المطلوبة بالتعاون الكامل مع مجلس النواب وكل الهيئات الحكومية والرسمية والخاصة، وهذه الإصلاحات تشكل مطلباً لبنانياً ملحاً، ونحن بحاجة إليها، قبل أن تكون مطلباً دولياً».
من جهتها، قدّمت رشدي التعازي بضحايا زورق المهاجرين شمال لبنان، مثنية على دور الجيش اللبناني. وقالت: «عنوان لقائنا اليوم هو العمل على وضع لبنان من جديد على سِكَّة التنمية... ولكن لا يمكِننا الاستمرار في إيجادِ الحلول القصيرة الأمد لإنهاء الاحتياجات الإنسانية، بل نحتاج إلى حُلول مُستَدامَة تعالِج الأسباب الجَوهَرية الكامِنَة وراءَ الأَزَمات المُتراكِمَة التي يرزح تحت وَطأَتها لُبنان. وهذا يَتَطَلَّبُ نَهْجاً تنموياً استثنائياً».
وتحدثت عن «تنمية طارئة» كمرحلة انتقالية لتحقيق التنمية المستدامة، تساعد على وضع حد للاحتياجات الإنسانية، وتشكل حافزاً ممكناً لنمو البلاد وضمان ازدهاره. وأكدت أن الإصلاحات تبقى مفتاح تحقيق هذه الأولويات، وأساس نجاح عملية تنفيذ إطار التعاون، وفي صميم الدعم الذي نتطلع إليه. وجددت الدعوة إلى ضرورة تبني الإصلاحات في أسرع وقت ممكن خدمة للشعب وتسريعاً لعجلة التنمية في البلاد.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».