قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن إدارة نادي التعاون بدأت في البحث عن أسباب الانتكاسة الكبيرة التي تعرض لها الفريق الكروي الأول في آخر جولتين في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا مما جعله خارج دائرة الأندية المرشحة لدور الـ16 رغم بدايته الجيدة في دور المجموعات الذي انطلق مطلع الشهر الحالي.
وبينت المصادر أن الدكتور سعود الرشودي تجاهل النقاش مع الجهاز الفني واللاعبين بعد المباراة الأخيرة مباشرة التي خسرها الفريق ضد فريق باختاكور الأوزبكي بنتيجة 4 - 5. رغم وجوده على مقاعد البدلاء حيث فضل تأجيل الحديث والنقاش إلى حين الهدوء خشية انعكاس ذلك سلبياً على الفريق الذي تنتظره مباريات حاسمة في بطولة الدوري السعودي للمحترفين.
ومثل خروج التعاون صدمة كبيرة لأنصاره بكونه كان من أقرب الفرق من مجموعته للصعود بعد نهاية جولة الذهاب حيث كانت بدايته موفقة بالفوز على فريق الدحيل القطري أحد أقوى المرشحين للمنافسة على اللقب القارق كما فاز على سباهان الإيراني المتمرس في هذه البطولة، إلا أنه لم ينجح في الفوز على فريق باختاكور الأوزبكي الذي تذيل المجموعة رغم أنه كسب التعاون في المباراتين.
وحظي التعاون بدعم جماهيري كبير بعد أن استضاف جميع المباريات على أرضه ووسط جماهيره على ملعب بريدة، حيث مثل ذلك أكبر حافز له للعبور للدور الثاني في البطولة القارية إلا أنه صدم أنصاره بالخسارتين ضد الدحيل 3 - 4 رغم تقدمه بفارق هدفين في الشوط الأول، فيما خسر من باختاكور بعد أن تلقت شباكه أهدافاً متتالية كشفت حجم المشاكل الفنية التي يعاني منها الفريق وضعف التركيز في المباريات الحاسمة، وخصوصاً في الخطوط الخلفية وحراسة المرمى التي وجد فيها الشاب معتز البقعاوي.
وفي الوقت الذي كان يمتاز التعاون بقوة هجومية بقيادة الكاميروني الدولي توامبا كان خط الدفاع معبراً سهلاً لمهاجمي الفرق المنافسة مما يدق جرس الإنذار قبل خوض الفريق مبارياته الحاسمة في دوري المحترفين حيث بات التعاون ضمن الفرق المهددة بالهبوط لدوري الدرجة الأولى. وسيبدأ التعاون مبارياته الحاسمة في الدوري بمواجهة الاتفاق في بريدة أيضاً، وهي مباراة بمثابة النقاط الست في ظل التقارب النقطي بينهما ورغبة كل منهما لحصد أكبر عدد من النقاط للتقدم نحو مناطق الدفء، خصوصاً أن الضيوف سيأتون من الدمام وهدفهم الابتعاد عن المركز الحالي «15»، الذي بات عليه الاتفاق حالياً وقبل جولة الختام بـ5 مباريات.
ويسعى المدرب جون بروم إلى حلحلة المشكلات الفنية في الفريق خلال التدريبات المقبلة بعد أن يمنح اللاعبون إجازة قصيرة، حيث سيركز على معالجة الأخطاء الدفاعية «الكارثية» التي كانت من أهم أسباب الخروج من المنافسة.
ولم يكن التأهل للدور الثاني من البطولة القارية هدفاً للتعاونيين يفوق أهمية الدوري المحلي، حيث كان الهدف الأول يتمثل في تجهيز الفريق لبقية المباريات لبطولة الدوري من خلال تجهيز عدد من اللاعبين للاستحقاق الأهم ووقوف المدرب على مستوياتهم من خلال نهج التدوير إلا أن البداية القوية جعلتهم يطمحون إلى التأهل القاري ومن ثم المواصلة بنفس القوة على المستوى المحلي.
وتحدث الرشودي رئيس النادي لـ«الشرق الأوسط» قبل المشاركة القارية أن الهدف يتمثل في الاستفادة من هذه المباريات القارية لوقوف المدرب على إمكانيات اللاعبين، خصوصاً أنه حديث عهد معهم وكذلك نهج التدوير من أجل عدم الضغط البدني عليهم، مبيناً أن الاستمرار في خوض المباريات له أهمية في وقت توقف الدوري من أجل عدم الابتعاد عن أجواء المنافسة لما يمثله ذلك من أثر سلبي.
ومع النتائج الإيجابية التي تحققت ارتفع سقف الطموح ووجه الرئيس عدة رسائل تحفيزية للاعبيه وشكر الجماهير، وكذلك قام العضو الذهبي الداعم عبد العزيز الحميد خلال اجتماعه بأفراد الفريق والإدارة خلال المشوار القاري.
ومع إدراكه بحجم الأخطاء الفردية التي كلفت الفريق كثيراً، وخصوصاً في الدفاع وحراسة المرمى إلا أن المدرب بروم اختار أن يتحدث بشكل عام عن الفريق وتراجعه المفاجئ دون توجيه اللوم لأي لاعب أو أي مركز، بل إنه تحدث بشكل عام، وذلك تلافياً لأي ارتداء سلبي لرأيه على أعضاء الفريق قبل خوض جولات الحسم بالدوري، والذي تعاقدت معه إدارة التعاون من أجل الإنقاذ ومن ثم صناعة فريق قادر على المنافسة في الموسم المقبل في حال نجح في البقاء في دوري المحترفين.
حالة من الإحباط والحزن بين لاعبي التعاون عقب أهداف باختاكور الخمسة في شباكهم (تصوير: يزيد السمراني)
واكتفى المدرب بروم في تصريحاته الإعلامية بالحديث عن «الشرود الذهني» وعدم التركيز في بعض أوقات المباريات مما يجعل الفريق يتلقى أهدافاً متتالية كما حصل أمام الدحيل والغرافة حيث تلقى التعاون 9 أهداف في هاتين المباراتين مقابل تسجيل 7 مما يشير إلى الفاعلية الهجومية.
وشدد على أن فريقه لم يوفق في المباريات الحاسمة نتيجة أخطاء مؤثرة.
فيما أكد حسن العمري، مهاجم التعاون أن الفريق كان يطمح إلى العبور للدور الثاني من البطولة القارية وتعويض التراجع الذي مر به هذا الموسم إلا أن الخروج من دوري آسيا جعل من الأهمية طي هذه الصفحة سريعاً والتفكير في مباريات الحسم في بطولة الدوري السعودي للمحترفين، حيث تنتظر الفريق مباريات حاسمة مقدماً الاعتذار لأنصار التعاون على ما حصل وطالبهم بالمواصلة للدعم في بقية المباريات في هذا الموسم.
وقدمت هذه البطولة دروساً عديدة للتعاون أهمها المواصلة في المباريات والقدرة على التعامل مع المباريات المتتالية.
كما أن الحارس الشاب معتز البقعاوي اكتسب ثقة جيدة وإن نتج عن أحد أخطائه هدف في المباراة الحاسمة لكن الحارس وبحسب متابعين كان يمثل مصدر اطمئنان كبيراً في ظل الأحاديث عن رحيل المدرب البرازيلي المخضرم أنجوس نهاية هذا الموسم.
يذكر أن التعاون تبقت له مباريات ضد فرق الاتفاق والباطن والفيحاء والشباب وضمك، حيث يلزم الفوز في أربع مباريات من أجل ضمان البقاء بدوري المحترفين السعودي.