الإساءة للأطفال قد تزيد خطر إصابتهم بأمراض القلب

TT

الإساءة للأطفال قد تزيد خطر إصابتهم بأمراض القلب

وجدت دراسة جديدة أن عوامل الخطر التي تمهد للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، كانت أعلى بين البالغين الذين قالوا إنهم تعرضوا لإساءة المعاملة في مرحلة الطفولة، وذلك وفقاً لدراسة نشرتها أمس مجلة جمعية القلب الأميركية.
وأمراض القلب والسكتة الدماغية، هي أكثر شيوعاً بين كبار السن، ولكن الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من جامعة إيموري في أتلانتا بأميركا، تشير إلى أن المخاطر غالباً ما تبدأ في وقت مبكر جداً من الحياة، وتشمل التعرض في سن مبكرة للإيذاء الجسدي والنفسي والتجارب السلبية الأخرى في الطفولة، حيث يزيد ذلك من خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، والتي بدورها تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
وخلال الدراسة، فحص الباحثون المعلومات المستمدة من دراسة تطور مخاطر الشريان التاجي لدى الشباب الأميركي، وهي دراسة مستمرة وطويلة الأجل بين 5 آلاف و115 من البالغين المسجلين في الفترة من 1985 - 1986 إلى 2015 - 2016.
وكان أكثر من نصف المشاركين في الدراسة من النساء، وكانوا يبلغون من العمر 25 عاماً في المتوسط، وتلقى جميعهم فحوصات سريرية أولية وثمانية فحوصات إضافية كل بضع سنوات لتقييم مخاطر القلب والأوعية الدموية على مدى 30 عاماً. وفي سن 33 إلى 45 عاماً، أكمل المشاركون مسحاً للأسئلة لتقييم مجالات حياتهم الأسرية أثناء الطفولة، حيث أبلغ ما يقرب من 30 في المائة من المشاركين عن تعرضهم «لإساءة عرضية ومتكررة»، والتي تضمنت أولئك الذين أجابوا «أحياناً أو متوسط الوقت» أو «معظم أو كل الوقت» على الأسئلة المتعلقة بالإساءة.
وأفاد نحو 20 في المائة من المشاركين أنهم تعرضوا للإساءة «في بعض الأوقات أو قليلاً»، والتي تم تصنيفها على أنها «إساءة معاملة منخفضة»، وأبلغ نحو نصف المشاركين عن عدم وجود إساءة معاملة في مرحلة الطفولة وقالوا إنهم تلقوا رعاية جيدة وكانت الأسرة تدار بشكل جيد.
ومن خلال المقارنة بين تحليل الإجابات والمؤشرات الصحية، وجد الباحثون أن البالغين الذين أبلغوا عن تعرضهم لسوء المعاملة أثناء الطفولة، كان لديهم خطر الإصابة بالسكري من النوع 2 وارتفاع الكوليسترول، وهو ما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».