بايدن يشيد بمادلين أولبرايت خلال تأبينها: قصتها قصة أميركا

بايدن والحضور خلال مراسم تأبين أولبرايت في «كاتدرائية واشنطن الوطنية»... (رويترز)
بايدن والحضور خلال مراسم تأبين أولبرايت في «كاتدرائية واشنطن الوطنية»... (رويترز)
TT

بايدن يشيد بمادلين أولبرايت خلال تأبينها: قصتها قصة أميركا

بايدن والحضور خلال مراسم تأبين أولبرايت في «كاتدرائية واشنطن الوطنية»... (رويترز)
بايدن والحضور خلال مراسم تأبين أولبرايت في «كاتدرائية واشنطن الوطنية»... (رويترز)

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت بأنها «قوة الطبيعة»، في مراسم تأبين، اليوم الأربعاء، حضرها رؤساء سابقون، تكريماً لأول امرأة تقود هذه الوزارة المهمة في الولايات المتحدة.
وتوفيت أولبرايت، وزيرة الخارجية الأميركية منذ 1997 إلى 2001، الشهر الماضي بمرض السرطان. وأشاد بايدن بأولبرايت لإنسانيتها وفكرها، وقال إنها غيرت مسار التاريخ. وقال: «قصتها هي قصة أميركا... لقد أحبت التحدث عن أميركا بوصفها الأمة التي لا غنى عنها... كان الأمر يتعلق بالامتنان لكل ما جعله هذا البلد ممكناً لها. كان ذلك دليلاً على إيمانها بالإمكانات اللانهائية التي لا يمكن إلا لأميركا المساعدة في إطلاقها حول العالم».

حضر مراسم التأبين أيضاً الرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته، وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون. وفرت أولبرايت وعائلتها من النازيين في مسقط رأسها تشيكوسلوفاكيا خلال الحرب العالمية الثانية واستقر بهم المقام في الولايات المتحدة حيث ترعرعت أولبرايت، لتصبح دبلوماسية اشتهرت بحدة بلسانها في بعض الأحيان ومجموعة من الدبابيس التي تضعها لتبعث برسائل سياسية.

وأقيمت مراسم تأبين أولبرايت في «كاتدرائية واشنطن الوطنية»، وكان من المتوقع أن يحضر أكثر من 1400 شخص؛ بحسب المتحدث باسم العائلة، بمن فيهم وزراء خارجية وسفراء وأعضاء من الكونغرس. وطلبت العائلة من الحضور وضع كمامات داخل الكاتدرائية.
يذكر أن واشنطن شهدت ارتفاعاً كبيراً في حالات «كوفيد19» في الأسابيع القليلة الماضية.

وخلافاً لبايدن، أدلى كلينتون وهيلاري وكذلك بنات أولبرايت الثلاث بكلمات قصيرة. وتلت ذلك قراءة وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس آيات من الكتاب المقدس. وحضر أيضاً الرئيس الأسبق باراك أوباما وقرينته ميشيل أوباما، ونائب الرئيس الأسبق آل غور؛ جنباً إلى جنب مع مسؤولي الإدارة الحاليين؛ بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.