على مدى نحو شهر ونصف تبادل عزة إبراهيم الدوري الرجل الثاني في النظام العراقي السابق وأخطر المطلوبين الأحياء من حقبة البعث اختبار القوة مع الجهات العراقية المسؤولة وفي المقدمة منها زعامات الحشد الشعبي التي قالت: إنها تمكنت من قتله ووزارة الصحة العراقية التي لا تزال تبحث عن عناصر مطابقة لجثته لأغراض فحص الحمض النووي.
حزب البعث الذي يقوده الدوري أعلن وعلى لسان المتحدث الرسمي باسمه خضير المرشدي عشية الإعلان عن مقتله وعرض جثته على الفضائيات أن الدوري حي يرزق وسخر من زعيم الجهة التي أعلنت اغتياله من جماعات الحشد الشعبي، مشيرا إلى أن الدوري بصحة جيدة وأنه يتولى قيادة «المقاومة» في العراق على حد قوله. الجثة التي بقيت معلقة لنحو أسبوعين في مكان ما حامت حولها الشبهات قبل أن تعلن وزارة الصحة من جانبها عدم تسلمها لغرض إجراء فحص الحمض النووي عليها. لكن الدوري وفي تسجيل صوتي له تداولته أمس الجمعة مواقع قريبة من حزب البعث تناول قضايا كثيرة من أهمها أحداث النخيب التي وقعت قبل نحو أسبوعين بعد الإعلان عن مقتله بنحو ثلاثة أسابيع الأمر الذي يشير في حال تم التأكد من صحة الشريط أن الدوري لم يقتل وهو ما سبق أن أكده حزب البعث ولو لمرة واحدة فقط.
كما حذر الدوري طبقا للتسجيل مما سماه التغيير الديموغرافي في تلك المنطقة عادا أن الحشد الشعبي عبر النخيب يريد فتح جبهة مع المملكة العربية السعودية. السفارة الأميركية في بغداد التي كانت كل المؤشرات تفيد بأنها تملك البصمة الوراثية لكل قيادات البعث لا سيما القائمة الشهيرة التي تضم 55 قياديا بعثيا بارزا ويحتل الدوري فيها التسلسل السادس بعد صدام حسين وولديه عدي وقصي وابن عمه علي حسن المجيد وسكرتيره الشخصي عبد حمود تركت الباب مواربا حين انسحبت من سباق البحث عن حمضه النووي الذي يثبت إن كانت الجثة التي قتلت تعود للدوري أم لراعي غنم لا تزال عائلته تطالب السلطات العراقية بتسليمها لها.
وزارة حقوق الإنسان العراقية التي أعلن وزيرها محمد مهدي البياتي أن لجانا دولية معنية بمثل هذه الأمور سوف تصل إلى بغداد للمساهمة في الكشف عن الحمض النووي للدوري لغرض مطابقته مع الجثة، قال المتحدث الرسمي باسمها كامل أمين لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارتنا هي من تولت تسلم الجثة من الجهة التي قالت: إنها قتلته من قوات الحشد الشعبي وقمنا بتسليمها إلى وزارة الصحة بمحضر رسمي وبذلك فإن مهمتنا كوزارة انتهت عند هذا الحد فيما بقيت المسألة محصورة بالبصمة الوراثية والحمض النووي». وأضاف أن «المعطيات الواقعية وبعد تنظيف الجثة تشير إلى أن القتيل هو الدوري لكن هذا يبقى مجرد احتمال ما لم تظهر نتائج فحص الحمض النووي».
وزارة الصحة من جهتها أعلنت افتقادها عينات لمقارنتها مع فحص الحمض النووي للتأكد من هوية الجثة التي يشتبه بأنها تعود لعزة الدوري. الوزارة وفي بيان لها قالت: إنه «جرت العادة إجراء الفحوص المختبرية لتحديد الحمض النووي الوراثي (دي إن إيه)، وبالفعل تم استحصالها من العينات المأخوذة من الجثة». وأضافت: «بسبب عدم وجود المحددات الخاصة بالمذكور (في إشارة إلى الدوري) في مختبراتنا ليتم الاستناد إليها لإجراء عملية المطابقة»، فإن ذلك «تسبب في تأخير النتيجة الدقيقة».
من جانبه أعلن المتحدث باسم الحشد الشعبي كريم النوري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المسألة بالنسبة لنا لم تكن بالأهمية التي جرى الحديث عنها وتكبيرها فيما بعد بشأن عزة الدروي حيث إننا سواء قتل الدوري أم لا فإنه بالنسبة لنا قد مات سياسيا ولم يعد يشكل خطرا على العراق سواء بقي أم لم يبق»، مشيرا إلى أنه «لا ينبغي لنا أن نصنع منه قصة مثيرة للجدل لأنه من الناحية الواقعية لا تأثير له في مجرى الأحداث». وأوضح أنه «إذا كان الدوري أو غيره يعول على الدواعش فإن الدواعش لا يشرفون أحدا وباتوا عدوا للجميع وبالتالي فإن الدوري ليس من أولوياتنا ولا يمثل أي شكل من أشكال الاهتمام لدينا». وبشأن الفيديو المنسوب له أمس الجمعة قال النوري إن «هذا الفيديو جزء من الحرب النفسية وبالتالي فإنه من دون ظهور نتائج الحمض النووي فإن التسجيل الصوتي ما لم تتم مطابقته هو الآخر فإن من شأنه التشكيك بالجثة».
{تسجيل} جديد لعزة الدوري يعيد التشكيك في وفاته
جثته المفترضة لا تزال ترقد في الطب العدلي
{تسجيل} جديد لعزة الدوري يعيد التشكيك في وفاته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة