أعلنت إندونيسيا، أكبر دولة منتجة لزيت النخيل في العالم، الجمعة، عن خطط لحظر صادرات أكثر زيت نباتي استعمالا، وذلك في خطوة صادمة يمكن أن تزيد اشتعال تضخم أسعار الأغذية المتصاعد على المستوى العالمي... لكن بعد ساعات من الاضطراب العنيف بالأسواق، أوضحت إندونيسيا الثلاثاء أن القرار يتعلق بتعليق صادرات بعض منتجات زيت النخيل فقط، وليس حظرها كلها كما كان متوقعا على نطاق واسع.
وأعلنت شركة «روتشي صويا إنداستريز»، الهندية الرائدة في مجال صناعة الأغذية، أن صناعة زيوت الطعام في الهند تنفست الصعداء بعدما أوضحت إندونيسيا أنها ستعلق الصادرات جزئيا. وتجدر الإشارة إلى أن الهند هي أكبر مستورد للزيوت النباتية في العالم، وقد تصبح الأكثر تضررا من أي تغييرات في السياسة الإندونيسية.
وكانت إندونيسيا أعلنت يوم الجمعة الماضي عزمها حظر تصدير كافة زيوت الطهي، قبل أن تعود وتوضح بعد أيام أن الحظر سينطبق فقط على زيت النخيل المكرر والمزال منه الرائحة، وليس زيت النخيل الخام.
وقال سانغيف أسثانا، الرئيس التنفيذي للشركة، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ الثلاثاء: «شعرنا بارتياح كبير بعد التوضيح». واستطرد بالقول: «لا أتوقع الكثير من المشاكل في المرحلة القادمة». ويذكر أن هذه الشركة واحدة من أكبر معالجي زيوت الطهي والمحاصيل الزيتية في الهند. وسجلت أسعار الأغذية حول العالم ارتفاعات قياسية، وأصبحت غير قادرة على مواجهة اضطرابات أخرى في الإمدادات الغذائية، وذلك بعد الفوضى الهائلة التي أطلقت شرارتها الحرب في أوكرانيا.
ويمكن أن يتسبب وقف شحنات زيت الطعام ومادته الخام، والذي يستعمل على نطاق واسع في منتجات مثل الكعك ومستحضرات التجميل، في زيادة تكاليف منتجي الأغذية المعبأة على المستوى العالمي وإرغام الحكومات على الاختيار بين استخدام الزيوت النباتية في الأغذية أو الوقود الحيوي. وتنتج إندونيسيا أكثر من نصف إمدادات زيت النخيل العالمية.
وفي كلمة مصورة قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو يوم الجمعة، إنه أراد ضمان توافر منتجات الأغذية في الداخل بعد تصاعد التضخم في أسعار الأغذية على المستوى العالمي إلى ارتفاع قياسي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، إحدى الدول الرئيسية في إنتاج المحاصيل. وأضاف: «سأتابع وأقيم تطبيق هذه السياسة حتى يصبح زيت الطعام وفيرا بالسوق المحلية وفي المتناول».
وقالت وزيرة المالية الإندونيسية سري مولياني إندراواتي، إن حظر تصدير زيت النخيل سيضر بالدول الأخرى، لكنه ضروري لمحاولة خفض سعر زيت الطهي المحلي المرتفع بسبب حرب أوكرانيا. وأضافت أنه مع تجاوز الطلب للمعروض فإن الحظر المعلن يعد «من بين أشد الإجراءات» التي يمكن أن تتخذها الحكومة بعد أن فشلت الإجراءات السابقة في تهدئة الأسعار المحلية.
من جانبه، علق رئيس الهيئة التجارية الهندية رابطة مستخلصي المذيبات أتول تشاتورفيدي، يوم الجمعة، أن هذ الإعلان سيضر المستهلكين سواء في الهند، وهي دولة مشترية كبيرة، أو على المستوى العالمي، مضيفا: «هذه الخطوة مؤسفة بالأحرى وغير متوقعة تماما». وقفزت الأسعار العالمية لخام زيت النخيل، الذي تستخدمه إندونيسيا في الطهي، إلى ارتفاعات قياسية هذا العام وسط طلب متزايد وإنتاج ضعيف من الدولتين المنتجتين الكبيرتين إندونيسيا وماليزيا بالإضافة إلى خطوة إندونيسية لتقييد صادرات زيت النخيل في يناير (كانون الثاني) انتهى العمل بها في مارس (آذار).
إندونيسيا تمتص ذعر صناعة الأغذية العالمية
علقت بعض صادرات زيت النخيل ولم تحظرها
إندونيسيا تمتص ذعر صناعة الأغذية العالمية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة