السيسي يطلق مبادرة «حوار سياسي» مع الأحزاب والشباب

أعلن توسعة لجنة «العفو» وإلزام الحكومة بخفض الدَّين

الرئيس المصري السيسي خلال «إفطار الأسرة المصرية» في القاهرة اليوم (التلفزيون المصري)
الرئيس المصري السيسي خلال «إفطار الأسرة المصرية» في القاهرة اليوم (التلفزيون المصري)
TT

السيسي يطلق مبادرة «حوار سياسي» مع الأحزاب والشباب

الرئيس المصري السيسي خلال «إفطار الأسرة المصرية» في القاهرة اليوم (التلفزيون المصري)
الرئيس المصري السيسي خلال «إفطار الأسرة المصرية» في القاهرة اليوم (التلفزيون المصري)

في خطوة قال، إنها تستهدف المناقشة «حول أولويات العمل الوطني في المرحلة الراهنة»، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تكليف «إدارة المؤتمر الوطني للشباب»، بـ«التنسيق مع التيارات السياسية والحزبية والشبابية كافة لإدارة حوار سياسي».
وجاءت تصريحات السيسي خلال فعالية سنوية تحت شعار «إفطار الأسرة المصرية»، أقيمت في القاهرة، اليوم (الاثنين)، بحضور كبار مسؤولي الحكومة، وعدد من السياسيين والحزبيين وأسر «شهداء الجيش والشرطة».
وجاء اللقاء بعد أقل من أسبوع على تمهيد السيسي لرغبته في الدعوة إلى «حوار سياسي» في البلاد، وأعلن اليوم، عن «إعادة تفعيل (لجنة العفو الرئاسي) وتوسعة قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدني».
وطالبت فعاليات سياسية وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني محلية ودولية، خلال السنوات الماضية، السلطات المصرية بالإفراج عن نشطاء وحقوقيين متهمين في قضايا عدة، لكن القاهرة ترد دائماً بأن المحبوسين يخضعون للحبس بموجب اتهامات.
وقبل يومين تم الإفراج عن عدد من النشطاء والحقوقيين، وقال برلمانيون، إن تلك الخطوة ستتلوها إجراءات مشابهة قريباً.
وبدا لافتاً حضور سياسيين مصريين ممن غابوا عن المحافل الرسمية خلال الفترة الماضية، ومن بينهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والناشط السياسي الذي أفرج عنه قبل أشهر خالد داود.
وحظي الملف الاقتصادي بجانب كبير من كلمة السيسي، وقال، إنه «كلف الحكومة وكافة الأجهزة بعقد مؤتمر صحافي عالمي لإعلان خطة الدولة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية»، لكنه وجّه في الوقت نفسه بـ«استمرار تقديم السلع الأساسية كافة للمواطنين بأسعار مدعمة حتى نهاية العام الحالي».
وفي رد ضمني على تعليقات بشأن المخاوف من زيادة الديون المصرية، وسط مساعٍ مصرية للاقتراض مجدداً من «صندوق النقد الدولي»، قال السيسي، إنه «كلف الحكومة بإعلان خطة واضحة يتم الالتزام بها لخفض الدين العام كنسبة من الناتج القومي».
وخاطب المستثمرين، وقال، إنه سيتم تقديم «دعم مضاعف للقطاع الخاص للاضطلاع بدوره في تنمية الاقتصاد ووضع الإمكانيات الممكنة كافة لتوفير البيئة اللازمة لتحقيق ذلك»، مضيفاً أنه سيتم «إطلاق مباردة لدعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي من خلال تعزيز دور القطاع الخاص في توسيع القاعدة الصناعية للصناعات الكبرى والمتوسطة».
كما حدد السيسي الفترة التي تسبق نهاية العام الحالي موعداً لـ«طرح شركات مملوكة للقوات المسلحة في البورصة المصرية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.