خفاش يسجل رقماً قياسياً للهجرة بـ2400 كيلومتر

TT

خفاش يسجل رقماً قياسياً للهجرة بـ2400 كيلومتر

حطم خفاش من نوعية «ناثوسيوس بيبيستريل»، رقماً قياساً لطول رحلة الهجرة، وذلك بعد قطعه رحلة طويلة من محمية داروين الطبيعية في «فولوغدا أوبلاست» في روسيا، ليُعثر على جثته بعد 63 يوماً في قرية لولي بالقرب من جبال الألب الفرنسية.
ووفقاً للأدلة التي كُشف عنها في دراسة نشرتها دورية «الثدييات»، أول من أمس، فإن هذه الهجرة لخفاش صغير بحجم إبهام الإنسان، لمسافة تقدر بـ2400 كيلومتر، تفوقت على الرحلة القياسية السابقة، من لاتفيا إلى إسبانيا، والتي تقدر بـنحو 2260 كم.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور دينيس فاسينكوف من معهد سيفيرتسوف للبيئة والتطور بالأكاديمية الروسية للعلوم في تقرير نشرته أول من أمس دار نشر «ديجروتر» التي تصدر دورية «الثدييات»، «اعتقدنا أن خفافيشنا كانت تهاجر إلى دول في جنوب شرقي أوروبا ودول مجاورة أخرى، وليس إلى فرنسا». ويعتقد فاسينكوف، ورفاقه من المشاركين في البحث، أن الخفاش ربما يكون قد أبحر باستخدام ساحل بحر البلطيق، حيث توجد الخفافيش الأخرى بشكل شائع على طول هذا الساحل خلال موسم الهجرة.
وفي أوروبا، نادراً ما تحلق الخفافيش لمسافة تزيد على 1000 كيلومتر، وحتى في المناخات الاستوائية، تهاجر بعض الخفافيش لمسافة تصل إلى 2000 كيلومتر فقط، ولا يعرف لماذا اتخذ الخفاش مثل هذه الطريق الطويلة، ويخمن فاسينكوف ورفاقه أنه ربما يكون قد ضاع أثناء طريق الهجرة المعتاد، أو ربما تكون الهجرات الطويلة أكثر شيوعاً مما كان يعتقد سابقاً.
ويعتزم الفريق البحثي مواصلة عملهم للحصول على مزيد من المعلومات حول طرق الهجرة، وكيف تتجه الخفافيش أثناء الهجرة، وهو اهتمام بحثي متصاعد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث تواصل أوروبا بناء المزيد من مزارع الرياح، والتي من المعروف أنها تسبب مئات الوفيات من الخفافيش كل عام.
ويقول فاسينكوف، إن فهم طرق هجرة الخفافيش سيكون مهماً عند التخطيط لمزارع رياح جديدة للتأكد من تقليل هذه الوفيات.



البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
TT

البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)

تعُدّ محيطات الأرض، في بعض جوانبها، غريبة علينا مثلها في ذلك مثل الأقمار البعيدة داخل نظامنا الشمسي، حسب موقع «سي إن إن».
وتغطي المسطحات المائية الشاسعة أكثر عن 70 في المائة من سطح كوكب الأرض، وتشمل مناطق غامضة مثل «منطقة الشفق»، حيث يزدهر عدد استثنائي من الأنواع التي تعيش بمنأى عن متناول ضوء الشمس. وقد غامر عدد قليل من الباحثين بخوض غمار مثل هذه المناطق المبهمة.
عندما غاص العلماء في منطقة الشفق والمنطقة القائمة فوقها مباشرة في السنوات الأخيرة، عثروا على أسماك ملونة.
واليوم، تساعد ابتكارات تكنولوجية جديدة العلماء على كشف اللثام عن هذا النظام البيئي الصغير الذي جرى استكشافه في أعماق البحار في خضم عالم سريع التغير.
ويأمل الباحثون في تسليط الضوء على الحياة البحرية الخفية من خلال مشروع طموح يسمى «إحصاء المحيطات».
وتسعى المبادرة العالمية للعثور على 100.000 نوع غير معروف من الأحياء على امتداد السنوات العشر المقبلة. وفي الوقت الذي يعتقد علماء أن 2.2 مليون نوع بحري موجود في محيطات الأرض، فإن تقديراتهم تشير إلى عثورهم على 240.000 نوع فقط، حسب «إحصاء المحيطات».
من ناحية أخرى، من شأن تحديد الأنواع الجديدة تمكين أنصار الحفاظ على البيئة من إيجاد طرق لحمايتها، في خضم التغييرات التي تطرأ على الأرض بسبب أزمة المناخ.
ويحذر العلماء من أن أزمة المناخ ربما تقلل الأنواع الحية داخل «منطقة الشفق» بما يتراوح بين 20 في المائة و40 في المائة قبل نهاية القرن. وإذا لم تفلح جهود كبح جماح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن التعافي قد يستغرق آلاف السنوات.
ومن ناحيتها، تنقلنا الصور والأفلام الوثائقية إلى عالم مذهل بصرياً لمملكة الحيوانات. ومع ذلك، فإن الأصوات مثل نقيق الطيور تشكل المفتاح لفهمنا لكيفية عيش الكائنات المختلفة.
جدير بالذكر أن أول تسجيل منشور لحيوان صدر عام 1910 من جانب شركة «غراموفون المحدودة»، الأمر الذي سمح للناس بالاستماع إلى شدو طائر عندليب في المنزل.
ويعد هذا التسجيل واحداً من أكثر من 250.000 قطعة أثرية ضمن مجموعة الحياة البرية بحوزة المكتبة البريطانية بلندن، التي تقيم معرضاً جديداً بعنوان «الحيوانات: الفن والعلم والصوت».