واشنطن ودول حليفة ترفد أوكرانيا بالمدفعية لإضعاف القوة النارية الروسية

دبابة أوكرانية في شرق البلاد (أ.ف.ب)
دبابة أوكرانية في شرق البلاد (أ.ف.ب)
TT

واشنطن ودول حليفة ترفد أوكرانيا بالمدفعية لإضعاف القوة النارية الروسية

دبابة أوكرانية في شرق البلاد (أ.ف.ب)
دبابة أوكرانية في شرق البلاد (أ.ف.ب)

يهدف إرسال أعداد كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا إلى إضعاف القوات الروسية، ليس على أرض المعركة فحسب، لكن أيضًا على المدى الطويل، بحسب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وخبراء عسكريين.
زودت الولايات المتحدة وفرنسا وجمهورية تشيكيا وحلفاء آخرون كييف بمئات من قطع المدفعية البعيدة المدى للمساعدة في التصدي للهجوم الروسي على دونباس. ويأملون في أن يتمكن الجيش الأوكراني من تدمير القوة النارية الروسية في المواجهة المقبلة بفضل دفاعاته المضادة للطائرات والطائرات المسيرة الهجومية والمعلومات الاستخباراتية التي يزوده بها الغرب.
وقال أوستن من بولندا بعد زيارته كييف حيث التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن روسيا «فقدت بالفعل الكثير من قدراتها العسكرية والكثير من قواتها، بصراحة. ونريد أن نراهم عاجزين عن إعادة بناء تلك القدرات بسرعة». وأضاف «نريد أن نرى روسيا ضعيفة لدرجة أنها لم تعد قادرة على القيام بالأشياء التي فعلتها من خلال غزو أوكرانيا».
وقد حدث تغيير كبير في موقف واشنطن التي سعت في البداية إلى منع موسكو من الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية والإطاحة بالحكومة.

لكن القوات الأوكرانية أجبرت، بمساعدة الصواريخ المضادة للطائرات والدروع التي قدمتها الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون، الجيش الروسي على التراجع إلى شمال أوكرانيا، بعد ستة أسابيع من الغزو الذي بدأ في 24 فبراير (شباط).
تسيطر موسكو مع ذلك على أجزاء كبيرة من شرق وجنوب البلاد، ويبدو أنها تريد التقدم نحو الوسط من خلال إرسال المزيد من الجنود والمعدات.
للقيام بذلك، يخطط الجيش الروسي، بحسب خبراء، لصد الجزء الأكبر من القوات الأوكرانية عبر قصف بعيد المدى على أن يرسل بعد ذلك جنوده ودباباته لاحتلال الأرض.
ولمواجهة هذه الاستراتيجية، سترد أوكرانيا بالمدفعية المتفوقة المدعومة جوا لتقليل القوة النارية الروسية. في هذا السياق قال اختصاصي المدفعية مايك جاكوبسون إن التطورات ستؤدي إلى «حرب استنزاف»، حيث يمكن لأوكرانيا إيقاف الروس بفضل المعدات الأكثر دقة والأطول مدى التي يوفرها حلفاؤها.
وصرح جاكوبسون لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعتقد أن مدفعية أقوى ستقلل قدرة الروس على مواصلة هذه المواجهة».
تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تسليم شحناتها بسرعة إلى أوكرانيا للاستفادة من بطء إعادة انتشار الجيش الروسي بعد الانتكاسات التي شهدها في شمال البلاد.
خلال الأسبوعين الماضيين، تسلم الجيش الأوكراني ما لا يقل عن 18 مدفع هاوتزر من أصل 90 تعهدت واشنطن بتقديمها له، ويتم إرسال المزيد، وفقًا لمسؤول في البنتاغون.
كذلك، ترسل باريس مدافع «قيصر» الذاتية الدفع الاكثر حداثة، وبراغ قذائف من طراز أقدم لكنها ذاتية الدفع كذلك.

وشحنت كندا مدافع بالإضافة إلى قذائفها الموجهة من طراز «إكسكاليبور» التي يمكنها التحليق لأكثر من 40 كيلومترًا قبل إصابة هدفها بدقة.
وقال مسؤول رفيع في البنتاغون إن «القتال في دونباس سيعتمد كثيرا على القصف البعيد المدى وخاصة المدفعية. لذلك نركز على تزويدهم بالمدفعية والطائرات المسيرة التكتيكية»، في إشارة إلى طائرات التفجير «الانتحارية» المحملة بمواد متفجرة والتي يمكن أن تطير لساعات قبل أن تصيب الهدف الروسي.
ومع ذلك، لا يمكن أحداً أن يؤكد أن عمليات التسليم هذه ستسمح لأوكرانيا بطرد الروس تمامًا. ويعتبر جاكوبسون أنه إذا فازت كييف في معركة المدفعية فإنها «ستجبر (روسيا) في النهاية إما على تصعيد النزاع أو التفاوض بواقعية»، مشيراً إلى أن «روسيا ستغضب لكنها لن تهزم».


مقالات ذات صلة

ستارمر: على أوروبا تحمّل «العبء الأكبر» في أوكرانيا وتحتاج لـ«دعم» أميركي

أوروبا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحافي عقب اجتماع قادة أوروبيين بلندن (أ.ف.ب)

ستارمر: على أوروبا تحمّل «العبء الأكبر» في أوكرانيا وتحتاج لـ«دعم» أميركي

عَدَّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن على «أوروبا تحمُّل العبء الأكبر» لضمان السلام في أوكرانيا، لكنه أشار إلى الحاجة للدعم الأميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا جانب من اجتماع رئيس الوزراء البريطاني مع قادة دول أوروبية وكندا والأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي» في لندن الأحد (د.ب.أ)

اجتماع لحلفاء كييف لـ«رد الاعتبار» بعد مشادة المكتب البيضاوي

أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الأحد، أن أوروبا تمر بـ«لحظة لا تتكرر إلا مرة في كل جيل بالنسبة إلى أمنها»، وذلك في مستهل اجتماع لنحو 15 حليفاً لكييف،…

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)

روسيا تشيد بمواقف ترمب وتَحمِل على أوروبا

أشاد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأحد، بهدف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، «المنطقي» لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه حَمَل على القوى الأوروبية التي…

«الشرق الأوسط» (موسكو)
مايك والتز مستشار الأمن القومي الأميركي خلال كلمته في مؤتمر «العمل السياسي المحافظ» (إ.ب.أ) play-circle

مستشار الأمن القومي الأميركي: اجتماع ترمب وزيلينسكي «لم يكن كميناً»

قال مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأميركي، اليوم الأحد، إن واشنطن تسعى لنهاية دائمة لحرب أوكرانيا، مع ضمانات أمنية تقودها أوروبا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال لقائها مع نظيرها البريطاني كير ستارمر (أ.ف.ب) play-circle

ميلوني: من المهم للغاية تجنب خطر انقسام الغرب

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، الأحد، إنه «من المهم للغاية تجنب خطر انقسام» الغرب، لدى وصولها إلى داونينغ ستريت لإجراء محادثات مع نظيرها البريطاني.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
TT

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.

وتعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترمب بضم كندا. وقال ترودو في لندن يوم الأحد إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين وأضاف «لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة». ويعتبر تشارلز هو رأس دولة كندا، التي هي عضو في الكومنولث البريطاني.

وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترمب أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة. وكان الملك، الذي التقى يوم الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترمب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة. وقال المحامي الدستوري لايل سكينر في منشور على «إكس»، «خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا».

وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، فإن العديد منهم كان لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها. يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور. وهذا مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، بالنظر إلى كيف تم تصميمه بعناية ليوحد أمة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.