مانشستر سيتي يواجه ريال مدريد في صراع الحاضر مع التاريخ

غوارديولا مسلح بكتيبة من المهاجمين المتنوعين... وأنشيلوتي يعتمد على بنزيمة في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال

خيسوس المتألق (في المقدمة) استعاد توهجه ليدعم ترسانة سيتي الهجومية (أ.ب)
خيسوس المتألق (في المقدمة) استعاد توهجه ليدعم ترسانة سيتي الهجومية (أ.ب)
TT

مانشستر سيتي يواجه ريال مدريد في صراع الحاضر مع التاريخ

خيسوس المتألق (في المقدمة) استعاد توهجه ليدعم ترسانة سيتي الهجومية (أ.ب)
خيسوس المتألق (في المقدمة) استعاد توهجه ليدعم ترسانة سيتي الهجومية (أ.ب)

ستكون المواجهة المرتقبة اليوم (الثلاثاء) في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين مانشستر سيتي الإنجليزي وضيفه ريال مدريد الإسباني صراعاً بين التاريخ والحاضر في عالم كرة القدم الأوروبية.
عندما انتقلت ملكية سيتي في صيف 2008 لمجموعة أبوظبي المتحدة للاستثمار كان الفوز بلقب دوري الأبطال الهدف الأسمى، وكان الفريق قريباً جداً من تحقيق الحلم الموسم الماضي قبل أن يسقط في العقبة الأخيرة أمام مواطنه تشيلسي. والآن، يصطدم حلم سيتي بمواجهة مع فريق يعتبر «ملك» دوري الأبطال مع ألقابه الـ13 القياسية، أولها يعود إلى عام 1956 في طريقه لاحتكاره لخمسة مواسم متتالية، وآخرها عام 2018 حين توج به ثلاث مرات متتالية وأربع مرات في خمسة مواسم.


بنزيمة سلاح الريال الفتاك يتوسط لاعبي الريال خلال التدريبات قبل مواجهة سيتي (أ.ب)

قبل الموسم الماضي، كانت أفضل نتيجة لسيتي في دوري الأبطال وصوله إلى نصف النهائي عام 2016 حين توقف مشواره على يد ريال مدريد بالذات، قبل أن يحقق الفريق الإنجليزي ثأره في موسم 2019 - 2020 بإقصائه النادي الملكي من ثمن النهائي بالفوز عليه ذهاباً وإياباً. أما ريال، فيخوض الدور نصف النهائي للمرة الثلاثين في تاريخه، ما يظهر حجم الهوة بين الفريقين على صعيد التاريخ والعراقة.
لكن الكلمة الآن للحاضر، وقد أظهر سيتي بقيادة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا أنه أحد أفضل الفرق في القارة العجوز وأثبت ذلك في الدور السابق بإقصائه قطب العاصمة الإسبانية الآخر أتلتيكو مدريد بالفوز عليه ذهاباً 1 - صفر والتعادل معه إياباً صفر - صفر.
وقال غوارديولا، الفائز باللقب مرتين كمدرب لبرشلونة عامي 2009 و2011 عن مواجهة فريق من عيار الريال: «إنها المرة الثالثة التي نخوض فيها الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا وسنواجه فريقاً يملك العديد من كؤوس دوري الأبطال في خزائنه. من المتوقع أن تكون أمسية مميزة للاستمتاع بها. يجب أن نقدم كل ما نملكه وبعدها سنرى ما سيحصل».
في زيارته الأخيرة إلى إنجلترا، عاد ريال مدريد بانتصار على تشيلسي حامل اللقب 3 - 1 في ذهاب ربع النهائي، إلا أنه كان قاب قوسين أو أدنى من توديع مسابقته المفضلة بتخلفه إياباً على أرضه بثلاثية نظيفة قبل أن يسجل هدفاً في الدقيقة 80 قاده لخوض التمديد الذي فرض فيه الفرنسي كريم بنزيمة نفسه بطلاً بتسجيله هدف تقليص الفارق 2 - 3 فكان ذلك كافياً للنادي الملكي من أجل مواصلة مشواره.
وسبق لفريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أن عاش أيضاً أوقاتاً عصيبة في الدور الذي سبقه حين خسر ذهاباً أمام باريس سان جيرمان الفرنسي صفر - 1، ثم تخلف إياباً بهدف قبل أن يضرب بنزيمة بثلاثية رائعة منحت فريقه الفوز 3 - 1.
وخلافاً لسيتي الذي يواجه منافسة شرسة على لقب الدوري الممتاز من ليفربول مع فارق النقطة الفاصل بينهما، بات ريال بحاجة إلى نقطة فقط من مباراته السبت في المرحلة الرابعة والثلاثين ضد إسبانيول لكي يحسم لقب «الليغا» بعد خسارة برشلونة في مباراته المؤجلة مع ضيفه رايو فايكانو صفر - 1 الأحد.
وبعد الفوز على أوساسونا خارج الديار 3 - 1 الأربعاء في لقاء أضاع خلاله بنزيمة ركلتي جزاء في غضون 7 دقائق، قال أنشيلوتي: «لا أفكر في موعد فوزنا بلقب الليغا. نركز بشكل كلي حالياً على نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ونستعد للمواجهة بكل ما لدينا».
وتابع: «بعد المباراة ضد مانشستر سيتي سنفكر في هذه المباريات. نخطط للاستعداد بشكل جيد لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا وبعد ذلك سنرى ما سيحدث وما إذا كنا بحاجة للفوز على إسبانيول. نحن نركز فقط على دوري الأبطال ونتحضر بشكل جيد. نحن ملتزمون ومتحمسون».
ويمني أنشيلوتي النفس بدخول التاريخ كأول مدرب يحرز لقب المسابقة القارية الأم أربع مرات، بعدما سبق له أن أحرزها ثلاث مرات مع ميلان عامي 2003 و2007 وريال عام 2014.
وأنشيلوتي هو المدرب الوحيد الذي أحرز اللقب ثلاث مرات ووصل إلى النهائي في مناسبة أخرى عام 2005 حين خسر ميلان أمام ليفربول الإنجليزي بركلات الترجيح بعد التعادل 3 - 3 في الوقتين الأصلي من مباراة تاريخية عالقة في الأذهان تقدم خلالها الفريق الإيطالي بثلاثية نظيفة قبل أن يعود ستيفن جيرارد ورفاقه من بعيد ليعدلوا النتيجة ثم الفوز بركلات الترجيح.
وقد يجدد أنشيلوتي الموعد مع ليفربول في النهائي في حال تخطى سيتي ونجح فريق المدرب الألماني يورغن كلوب في حسم المواجهة الإنجليزية - الإسبانية الأخرى ضد فياريال الذي يحل ضيفاً على «أنفيلد» الأربعاء.
ويمني المدرب الإيطالي الفذ النفس بأن يفك عقدة الريال في ملعب سيتي حيث لم يحقق الفوز في زيارتيه الماضيتين عام 2012 في دور المجموعات 1 - 1 حين وضعه بنزيمة في المقدمة قبل أن يرد الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، وفي ذهاب ثمن نهائي 2019 - 2020 حين تقدم بهدف إيسكو قبل أن يخسر 1 - 2 بعد هدفين من البرازيلي غابريال خيسوس والبلجيكي كيفن دي بروين.
وبعد ثلاثيته ضد كل من باريس سان جيرمان وتشيلسي، وهدفه الحاسم ضد الأخير في إياب ربع النهائي الذي سمح لريال مدريد بتجريد النادي الإنجليزي من اللقب، ستكون الأنظار على بنزيمة السلاح الفتاك للنادي الملكي في مواجهة ترسانة سيتي الهجومية المتنوعة.
والحديث عن غياب المهاجم رقم 9 حقيقي في سيتي يبدو غريباً بعد الرباعية والتمريرة الحاسمة لخيسوس ضد واتفورد (5 - 1) السبت.
أسلوب اللعب الذي يعتمد هجومياً على «رقم 9 وهمي» أصبح من العلامات الفارقة لغوارديولا أينما ذهب، سواء استخدمه بشكل متقطع أو منتظم.
ورغم أن التنوع الهجومي من دون الاعتماد على رأس حربة صريح قاد هذا الأسلوب سيتي إلى الفوز بلقب الدوري الممتاز والوصول لأول مرة في تاريخه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الفائت. وسعى سيتي الصيف الماضي لضم قائد وهداف توتنهام هاري كين لأجل حل مشكلة المهاجم الصريح لكنه لم يوفق في مسعاه.
واعتقد الكثيرون أن فشل الإدارة الإماراتية في الحصول على خدمات كين ستجعل سيتي في وضع لا يحسد عليه هجوميا هذا الموسم، لكن غوارديولا أظهر أن فريقه يمتلك ما يصل إلى ستة وسبعة لاعبين قادرين على التسجيل بشكل منتظم. ويضم سيتي العديد من لاعبي الهجوم أمثال فيل فودن، رحيم ستيرلينغ، الجزائري رياض محرز أو جاك غريليش، لكن الخطر يأتي من كل مكان. فاللاعب الأكثر تسديداً على المرمى في الفريق في منافسات الدوري هو الظهير البرتغالي جواو كانسيلو (66 تسديدة)، كما أن لاعب خط الوسط البلجيكي كيفن دي بروين وزميله البرتغالي برناردو سيلفا وحتى الألماني إيلكاي غوندوغان يجيدون في التقدم لملء مركز المهاجم رقم (9). وسيكون على بنزيمة الذي سجل 12 من أهداف ريال مدريد الـ22 في المسابقة القارية هذا الموسم، مواجهة هذه الكتيبة الهجومية.
قال بنزيمة عن اعتماد الريال عليه: «كلا. ريال فاز سابقاً من دوني والريال سيستمر في تحقيق الانتصارات دوماً». لكن الأرقام والسيناريوهات تخبر قصة مختلفة، فالريال دون المهاجم الفرنسي افتقد فعلا للفاعلية ومعه أصبح في الصدارة. وتناغمه مع كل من الجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور وصانع الألعاب المخضرم الكرواتي لوكا مودريتش يسر الوصول إلى الشباك بسلاسة.
وعنه قال مدربه أنشيلوتي: «بنزيمة يضع اللمسة الأخيرة على عمل الفريق، ولكنه يمثل أيضاً القدرة على قراءة المواقف المختلفة للمباراة، للمساعدة في الاستحواذ... وصفه بالمهاجم أمر مبسط. إنه كامل جداً».



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.