تركيا تراجع احتياطي البنوك للسيطرة على نمو القروض

البنك المركزي التركي (الشرق الأوسط)
البنك المركزي التركي (الشرق الأوسط)
TT

تركيا تراجع احتياطي البنوك للسيطرة على نمو القروض

البنك المركزي التركي (الشرق الأوسط)
البنك المركزي التركي (الشرق الأوسط)

راجع البنك المركزي التركي بعض القواعد الخاصة بمتطلبات الاحتياطي للبنوك، في محاولة لإبقاء القروض تحت السيطرة، والتشجيع على تحويل العملات الأجنبية إلى العملة المحلية وفقاً لما نقلته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس.
وقال البنك إن الإقراض النقدي التجاري من البنوك المقومة بالعملة المحلية، مع استبعاد الإقراض للمشروعات الصغيرة ومتوسطة الحجم، والقروض للتصدير وللقطاع الزراعي، سوف يكون خاضعاً للمتطلبات الخاصة بالاحتياطي.
وقال البنك المركزي، في بيان، أمس، إن القروض التجارية التي جرى تمديدها في فترات أربعة أسابيع منذ الأول من أبريل (نيسان)، سوف تكون خاضعة للمتطلبات الخاصة بالاحتياطي بنسبة 10 في المائة. وزاد البنك أيضاً المتطلبات الخاصة بالاحتياطي بالنسبة للحسابات الشخصية في البنوك، التي لا تفي بهدف تحويل الحسابات المقومة بالعملة الأجنبية لليرة.
وزادت السلطة النقدية معدل الودائع بالعملة الأجنبية بواقع 500 نقطة أساس للمصارف التي تبلغ نسبة التحويل فيها أقل من 5 في المائة، وإلى 300 نقطة أساس للبنوك التي تبلغ نسبة التحويل فيها ما بين 5 في المائة و10 في المائة.
وقال البنك إن التغييرات سوف تصبح سارية من تاريخ المحاسبة وهو 27 مايو (أيار) المقبل، وتبدأ فترة الاحتفاظ بالاحتياطي في العاشر من يونيو (حزيران) التالي.
وجاءت مراجعة متطلبات الاحتياطي بعدما أبقى البنك المركزي سعر الفائدة الأساسي عند 14 في المائة للشهر الرابع على التوالي، رغم أن التضخم تجاوز 60 في المائة.
وكان البنك المركزي التركي كشف عن احتياطيات بمقدار 2.3 مليار دولار إلى 112.2 مليار دولار، حيث ارتفع إجمالي احتياطي البنك المركزي من النقد الأجنبي اعتباراً من 15 أبريل الجاري بمقدار 1.3 مليار دولار ليبلغ 69.3 مليار دولار، بينما كان قد بلغ إجمالي الاحتياطيات من النقد الأجنبي مستوى 67.7 مليار دولار في الـ8 من أبريل الجاري.
وفي الفترة المذكورة، زاد احتياطي الذهب بمقدار 1.65 مليار دولار من 42.1 مليار دولار إلى 43.2 مليار دولار. وبذلك ارتفع إجمالي احتياطيات البنك المركزي بمقدار 2.3 مليار دولار في الـ15 من أبريل مقارنة بالأسبوع السابق، وتحديداً من 109.9 مليار دولار إلى 112.2 مليار دولار.



اليابان تناشد بايدن الموافقة على صفقة «نيبون - يو إس ستيل»

رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

اليابان تناشد بايدن الموافقة على صفقة «نيبون - يو إس ستيل»

رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

أرسل رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، رسالةً إلى الرئيس الأميركي جو بايدن يطلب منه الموافقة على استحواذ «نيبون ستيل» على «يو إس ستيل»؛ لتجنب إفساد الجهود الأخيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين، وفقاً لمصدرَين مطلعَين على الأمر.

وانضم بايدن إلى نقابة عمالية أميركية قوية في معارضة استحواذ أكبر شركة يابانية لصناعة الصلب على الشركة الأميركية العريقة مقابل 15 مليار دولار، وأحال الأمر إلى لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وهي لجنة حكومية سرية تراجع الاستثمارات الأجنبية؛ بحثاً عن مخاطر الأمن القومي. والموعد النهائي لمراجعة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة هو الشهر المقبل، قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترمب - الذي تعهَّد بعرقلة الصفقة - منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).

وقد توافق لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة على الصفقة، ربما مع اتخاذ تدابير لمعالجة المخاوف المتعلقة بالأمن القومي، أو توصي الرئيس بعرقلتها. وقد تُمدِّد المراجعة أيضاً.

وقال إيشيبا في الرسالة، وفقاً لنسخة من النص اطلعت عليها «رويترز»: «تقف اليابان بوصفها أكبر مستثمر في الولايات المتحدة، حيث تظهر استثماراتها اتجاهاً تصاعدياً ثابتاً. إن استمرار هذا الاتجاه التصاعدي للاستثمار الياباني في الولايات المتحدة يعود بالنفع على بلدَينا، ويبرز قوة التحالف الياباني - الأميركي للعالم». وأكدت المصادر أنه تم إرسالها إلى بايدن في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وتابع إيشيبا: «في ظل رئاستك، وصل هذا التحالف إلى قوة غير مسبوقة. نطلب باحترام من الحكومة الأميركية الموافقة على الاستحواذ المخطط له من قبل شركة (نيبون ستيل) حتى لا نلقي بظلالنا على الإنجازات التي تحقَّقت على مدى السنوات الأربع الماضية»، كما جاء في الرسالة.

ورفضت السفارة الأميركية في اليابان التعليق. وأحال مكتب إيشيبا الأسئلة إلى وزارة الخارجية التي لم يكن لديها تعليق فوري. ورفضت شركة «نيبون ستيل» التعليق، ولم ترد شركة «يو إس ستيل» على الفور على طلب التعليق خارج ساعات العمل في الولايات المتحدة.

ويبدو أن نهج إيشيبا المباشر يمثل تحولاً في موقف الحكومة اليابانية بشأن الصفقة، التي أصبحت قضيةً سياسيةً ساخنةً، في ولاية أميركية متأرجحة رئيسة في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر.

وكان سلف إيشيبا، فوميو كيشيدا، قد سعى إلى إبعاد إدارته عن عملية الاستحواذ المثيرة للجدل، ووصفها بأنها مسألة تجارية خاصة حتى مع تصاعد المعارضة السياسية في الولايات المتحدة.

وبدا أن عملية الاستحواذ على وشك أن تُعرقَل عندما زعمت لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة في رسالة أرسلتها إلى الشركات في 31 أغسطس (آب) أن الصفقة تُشكِّل خطراً على الأمن القومي من خلال تهديد سلسلة توريد الصلب للصناعات الأميركية الحيوية.

ولكن تم تمديد عملية المراجعة في النهاية إلى ما بعد الانتخابات؛ لإعطاء اللجنة مزيداً من الوقت لفهم تأثير الصفقة على الأمن القومي والتواصل مع الأطراف، وفقاً لما قاله شخص مطلع على الأمر.

وقبل تولي إيشيبا منصبه في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، قال إن أي تحرك أميركي لمنع الصفقة لأسباب تتعلق بالأمن القومي سيكون «مقلقاً للغاية» نظراً للعلاقات الوثيقة بين الحلفاء.

والتقى إيشيبا وبايدن لأول مرة بصفتهما زعيمَين، على هامش قمة دولية في بيرو في وقت سابق من هذا الشهر. وقال إيشيبا في خطابه إن الرجلين لم يتمكّنا من الخوض في مناقشات بشأن العلاقة الاقتصادية في ذلك الاجتماع؛ بسبب قيود الوقت، وإنه يريد متابعة الأمر لجذب انتباهه إلى الصفقة في «منعطف حرج».

وقدَّمت شركة «نيبون ستيل» ضمانات وتعهدات استثمارية مختلفة من أجل الفوز بالموافقة. وأكد إيشيبا في خطابه إلى بايدن أن الصفقة ستفيد كلا البلدين، وقال: «إن شركة (نيبون ستيل) ملتزمة بشدة بحماية عمال الصلب في الولايات المتحدة، وفتح مستقبل مزدهر مع شركة الصلب الأميركية وعمالها. وستُمكِّن عملية الاستحواذ المقترحة شركات الصلب اليابانية والأميركية من الجمع بين التقنيات المتقدمة وزيادة القدرة التنافسية، وستسهم في تعزيز قدرة إنتاج الصلب وتشغيل العمالة في الولايات المتحدة»... ولم يتضح ما إذا كان بايدن قد ردَّ على الرسالة.