«حزب الله» يضغط على مرشحين شيعة متحالفين مع «القوات» للانسحاب من الانتخابات

«حزب الله» يضغط على مرشحين شيعة متحالفين مع «القوات» للانسحاب من الانتخابات
TT

«حزب الله» يضغط على مرشحين شيعة متحالفين مع «القوات» للانسحاب من الانتخابات

«حزب الله» يضغط على مرشحين شيعة متحالفين مع «القوات» للانسحاب من الانتخابات

تَرَافق انسحاب المرشح عن دائرة «بعلبك الهرمل» رامز أمهز من التحالف مع حزب «القوات اللبنانية»، مع معلومات أكدتها «القوات» بأن حملة ضغوط تُمارس على مرشحين من خصوم «حزب الله» في البقاع في شرق لبنان، أدت إلى انسحاب المرشح، ويمكن أن تؤدي إلى انسحاب آخرين.
وكان المرشح عن المقعد الشيعي في محافظة بعلبك الهرمل رامز أمهز قد أعلن انسحابه من الاستحقاق الانتخابي في مؤتمر صحافي في منزله في بلدة اللبوة، لمصلحة لائحة «الأمل والوفاء»، التي تضم مرشحي «حزب الله» وحلفائه. وكان أمهز من ضمن «لائحة بناء الدولة» التي يشكلها عباس الجوهري مع حزب «القوات اللبنانية».
وتحدثت مصادر في بعلبك لـ«الشرق الأوسط» عن أن أمهز تعرض لحملة ضغوط من عائلته دفعته للانسحاب، وهو ما لمح إليه أمهز في مؤتمره الصحافي الذي عقده أول من أمس الجمعة وقال فيه إنه اتخذ قراره «بناء لطلب العائلة وقناعتي الشخصية». وقالت المصادر: «هناك معلومات عن احتمال انسحاب مرشح شيعي آخر من اللائحة المدعومة من القوات بسبب ضغوط عائلية مورست على المرشح أيضاً، على خلفية أحداث الطيونة» التي اندلعت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقتل فيها سبعة أشخاص من أنصار «حزب الله» و«حركة أمل» اللذين يتهمان «القوات اللبنانية» بالوقوف وراء الحادثة، وكان من بين الضحايا أفراد يتحدرون من منطقة البقاع في شرق لبنان.
وقال أمهز في خطاب انسحابه: «أنا مرشح على لائحة بناء الدولة وكنا ترشحنا تحت شعار الإنماء، ولم نترشح للتشهير بسلاح المقاومة»، في إشارة إلى سلاح «حزب الله» الذي يعارضه حزب «القوات اللبنانية»، ويطالب أن يكون السلاح بعهدة الجيش اللبناني والقوات الشرعية وحدها. وقال أمهز: «تبين لنا في النهاية أن هذه اللائحة مدعومة من جهات معادية للمقاومة وتطالب بنزع سلاحها». وأضاف «نحن شاركنا في معارك تحرير جرود عرسال من الإرهابيين ومقاومة إسرائيل وقدمنا كعائلة أمهز مئات الشهداء في هذا الخط». وأعلن تأييده لـ«لائحة الأمل والوفاء في بعلبك الهرمل بناء لطلب العائلة وقناعتي الشخصية».
وبدا أن «حزب الله» استعان بالعائلات للضغط على المرشحين. وشدد النائب أنطوان حبشي المرشح على لائحة «بناء الدولة» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على احترام أمهز وقراره، واحترامه لكل الناس والمرشحين «الذين كانوا على لوائح منافسة أو مخاصمة، أو على لوائحنا»، وأضاف حبشي: «أحترم رأي الذي لا يستطيع أن يتحمل»، موضحاً: «حصل ضغط واضطر أمهز أن ينسحب، مع التأكيد أن الضغط بدأ منذ أول لحظة، كما بدأ التشنج والتخوين منذ انطلاق المعركة الانتخابية»، مضيفاً أن «هذا التشنج والتخوين بدأ من أعلى المسؤولين على المرشحين». وأكد حبشي أن «الكلام التصنيفي والتخويني غير مقبول»، مشيراً إلى أن «أي مواطن في بعلبك الهرمل، سواء أكان مؤيداً لي أو لسواي، لا يحق تصنيفه، ولا يحق لأحد تصنيف الناس»، مضيفاً: «يقولون عن لائحة بناء الدولة إنهم عملاء للأميركيين، فيما المنازل دون كهرباء»، وسأل: «هل هو عميل من يحاول تأمين الكهرباء لبعلبك الهرمل؟».
وأكد حبشي أن «التصنيف ممنوع»، مضيفاً «هناك نسيج اجتماعي علينا احترامه، والأحرى أن نقوم بمنافسة طبيعية، لأنهم يشحنون النفوس في ظل غياب دولة لا تستطيع أن تراقب الانتخابات». وإذ كرر احترامه لآراء كل الناس، قال إن «من لا يستطيعون تحمل الوضع انسحبوا عن اللائحة».
وتوجه إلى مسؤولي «حزب الله» بالقول: «في الانتخابات، هذه الأفعال لن تعطي نتيجة، فالنتائج ستكون سلبية لكم، وعكس ما يتوقعون»، مضيفاً «أقول لهم إن ما حصل في الانتخابات السابقة لجهة النتائج، سيتكرر في الأيام المقبلة، وسيكون أكبر». وتابع حبشي: «التصنيف والبحث عن أحادية القرار في بعلبك الهرمل، لا يعني أن يحول البعض مسألة انتخابية إلى مسألة وجودية بإلغاء فئات بأمها وأبيها، ومعروف من يمثلها»، مشدداً على أن ذلك يسمونه «إلغاء».
وردا على سؤال حول معلومات عن انسحابات متوقعة من لائحة «بناء الدولة»، قال حبشي: «لدينا معلومات بأن الضغوطات مستمرة، وكانت لدينا معلومات عن مسؤولين من مستويات رفيعة اتصلوا بالمرشح رامز امهز، ولدينا معلومات أن هناك ضغوطات على آخرين كي ينسحبوا من اللائحة». وقال حبشي: «إنهم يمارسون الإكراه في السياسة».
في غضون ذلك، أصدر شبان من آل رعد في مدينة بعلبك، بياناً قالوا فيه إن العائلة تتبرأ من المرشح حسين رعد عن المقعد الشيعي في اللائحة المدعومة من «القوات». ونفى رعد في تصريح أن تكون العائلة تبرأت منه، وقال إن العائلة منقسمة بين دعم المرشحين، وهذا أمر طبيعي في العائلات، وهناك من رفض هذا البيان في العائلة. وقال إن لائحة «بناء الدولة» التي كان يترشح فيها «ليست لائحة القوات اللبنانية، بل لائحة شكلتها شخصيات شيعية برئاسة عباس الجوهري المعارض لـ(حزب الله)، وانضم إليها مرشح القوات اللبنانية الذي لا يتحدث كمحازب للقوات، بل كإنسان يقوم بإنماء المنطقة».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.