مقتل 6 أشخاص وجرح آخرين بتفجير إرهابي في الصومال

نجاة رئيس الشرطة من هجوم تبنته «حركة الشباب»

مظهر الدمار الذي خلفه انفجار بأحد المطاعم على شاطئ مقديشو أمس (أ.ب)
مظهر الدمار الذي خلفه انفجار بأحد المطاعم على شاطئ مقديشو أمس (أ.ب)
TT

مقتل 6 أشخاص وجرح آخرين بتفجير إرهابي في الصومال

مظهر الدمار الذي خلفه انفجار بأحد المطاعم على شاطئ مقديشو أمس (أ.ب)
مظهر الدمار الذي خلفه انفجار بأحد المطاعم على شاطئ مقديشو أمس (أ.ب)

تبنت حركة «الشباب» الصومالية المتطرفة مسؤولية أحدث تفجير انتحاري من نوعه في العاصمة مقديشيو، استهدف مطعماً على شاطئ البحر في العاصمة مقديشيو، مساء أول من أمس، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة سبعة آخرين، وفقاً لمصادر طبية وأمنية.
وأكد ناطق باسم «العمليات العسكرية» للحركة مسؤوليتها، ونقلت عنه وكالة «رويترز» أنهم كانوا يستهدفون «ضباط أمن وساسة الحكومة المرتدة». وجاء الهجوم رغم انتشار القوات الحكومية وتشديد الإجراءات الأمنية المكثفة التي تشهدها العاصمة مقديشيو، حيث أغلقت بعض طرقها الرئيسية، خصوصاً المؤدية إلى مقر البرلمان والرئاسة.
وأدان الرئيس الصومالي محمد فرماجو، بشدة، ما وصفه بـ«الهجوم الإرهابي الجبان» الذي نجا منه مفوض الشرطة الصومالية اللواء عبدي حجار، خلال اجتماعه مع نواب ومسؤولين أمنيين. وندد محمد حسين روبلي رئيس الحكومة بالهجوم، واعتبره في بيان «دليلاً على عدم احترام الإرهابيين لدماء المسلمين، خصوصاً في هذا الوقت من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك». وكتب محمد إبراهيم الناطق باسم الحكومة، في بيان مقتضب على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أكد لي قائد الشرطة الذي كان في مكان الانفجار، وتحدثت إليه، أنه بخير، وأيضاً المشرعون بأمان». وبينما قال المتحدث باسم الشرطة عبد الفتاح حسن، إن الانفجار الذي نفذه انتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً أثناء الإفطار أدى إلى قتل ثلاثة من بينهم جنود حكوميون وإصابة ثمانية أشخاص، فقد أعلن عبد القادر عبد الرحمن مدير هيئة الإسعاف، أنها «نقلت ستة مدنيين قتلى وسبعة آخرين مصابين».
وقال محمد على الضابط في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الانفجار الذي استهدف المطعم نجم على الأرجح عن تفجير انتحاري، لافتاً إلى أن قائد الشرطة كان موجوداً وقت وقوع الانفجار لكنه سليم معافى، وكذلك عدد من المسؤولين المنتخبين الذين كانوا موجودين أيضاً. وحسب شاهد عيان يدعى فرح ضاهر كان في مطعم آخر مجاور، فقد أعقب الانفجار إطلاق نار متقطع.
واعتاد مسؤولون أمنيون وحكوميون التردد على مطعم «بيسكاتور» للمأكولات البحرية الذي تم افتتاحه في الآونة الأخيرة في شاطئ ليدو بجنوب مقديشيو.
ويأتي التفجير بعد أيام من سقوط قذائف هاون قرب مبنى البرلمان في مجمع شديد التحصين في العاصمة، ما أدى إلى إصابة أشخاص، بينما كان المشرعون يحددون مواعيد الاقتراع البرلماني لاختيار رئيسي مجلسي النواب والشيوخ، وهي المرحلة التالية في عملية متعثرة لانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وتتبع الانتخابات في الصومال نموذجاً معقداً غير مباشر تختار بموجبه الهيئات التشريعية في الولايات ومندوبو العشائر، المشرعين في البرلمان الوطني الذين يختارون بدورهم رئيس الدولة.
وأدى مئات من النواب الصوماليين اليمين الدستورية أخيراً في الأسبوع الماضي مما مهد الطريق أمامهم لاختيار الزعيم الجديد للبلاد، وهي العملية التي تأجلت لعدة أشهر بسبب صراع على السلطة بين الرئيس الحالي فرماجو ورئيس حكومته روبلي.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».