حملات جباية حوثية تستهدف 3 قطاعات تجارية

TT

حملات جباية حوثية تستهدف 3 قطاعات تجارية

شنت الميليشيات الحوثية في الأيام الثلاثة الأخيرة حملات جباية جديدة هي الأوسع منذ مطلع رمضان المبارك استهدفت محال زينة سيارات وتجار محطات توليد الطاقة الكهربائية ومراكز تجارية عدة بمناطق متفرقة من العاصمة المحتلة صنعاء وريفها، وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».
وكشفت المصادر عن أن حملات الاستهداف الحوثية تلك نُفذت بإشراف مباشر من قادة الميليشيات المسؤولين عن قطاعات الكهرباء والصناعة والتجارة والإدارة العامة للمرور.وعلى الرغم من مواصلة الجماعة تعطيل ما تبقى من فاعلية الاقتصاد المحلي بمناطق سيطرتها ووضع العراقيل أمام منتسبي القطاع الخاص بغية فرض كامل السيطرة عليه، قالت المصادر إن مسلحين مقنعين يرتدون زي شرطة المرور داهموا محال خاصة ببيع زينة السيارات بعدد من شوارع العاصمة واعتقلوا بعض ملاكها واقتادوهم إلى السجون بحجة بيعهم عواكس زجاجية لأصحاب السيارات والباصات. وكشف عاملون بمحال زينة السيارات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مسلحي الجماعة أغلقوا خلال يومين من انطلاق حملتهم نحو 42 محلا لزينة السيارات واقعة في شوارع تعز والعشرين والزبيري والرباط، وقاموا باعتقال البعض منهم قبل أن يطلقوا سراحهم مقابل دفع إتاوات مالية. ولفتوا إلى أن مسلحي الجماعة برروا أن حملتهم تلك تأتي بناء على تعليمات من القيادي في الجماعة عبد الكريم الحوثي (عم زعيم الجماعة) المعين وزيرا للداخلية بحكومة الانقلابيين غير المعترف بها دوليا.
وبخصوص تجدد استهداف الجماعة لملاك محطات توليد الطاقة الكهربائية غير الموالين لها في صنعاء ضمن حملة منظمة اجتاحت عدداً من القطاعات الحيوية ومختلف الفئات والشرائح اليمنية، أفادت المصادر بأن الميليشيات شنت حملة ابتزاز وجباية ميدانية استهدفت عشرات المحطات بمناطق متفرقة من العاصمة تحت مبررات عدة منها إلغاء الاشتراك الشهري المضاف في الفواتير. وبينما قادت الحملة الحوثية إلى إغلاق البعض من تلك المحطات بذريعة عدم إلغائها الاشتراك والالتزام بالتسعيرة المقررة، عادت الجماعة – حسب المصادر - لتسمح بتشغيل عدد منها، بعد أن فرضت على الملاك دفع مبالغ ضخمة.
وكانت الميليشيات توعدت قبل أيام ملاك المحطات بتنفيذ حملة واسعة ضدهم، في حين اتهم ملاك المحطات الجماعة الحوثية بـ«التمييز والعنصرية والكيل بمكيالين من خلال تعمد استهدافها المنظم لملاك المحطات غير الموالين لها رغم التزام كثير منهم بالتعليمات، وتجاهلها لآخرين رغم مخالفاتهم الكبيرة فقط لأنهم ينتمون إليها».
وشكا مواطنون وسكان في حي السنينة بصنعاء مما قالوا إنها مخالفات بالجملة تمارسها في حقهم كمشتركين «محطة السنينة الخاصة» وتتبع بالشراكة عدة قيادات حوثية بعضها ينحدر من محافظتي عمران، وصعدة (معقل الميليشيات). ولفت السكان بحديثهم مع «الشرق الأوسط»، إلى استمرار تلك المحطة والقائمين عليها حتى اللحظة ببيع الكيلوواط الواحد للمواطنين بتلك المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية بسعر 550 ريالا أمام مرأى ومسمع من سلطات الجماعة التي لم تحرك ساكنا حيالهم، أي ما يعادل دولارا واحدا.
وعلى صعيد فرض «الإتاوات والجبايات» وهو السيف الحوثي المسلط على رقاب اليمنيين، تحدثت المصادر لـ«الشرق الاوسط» عن إغلاق مسلحي الجماعة بشكل تعسفي العشرات من المحال والمراكز التجارية كما اعتقلوا ملاكها بعدد من المناطق في العاصمة وريفها.
وقالت المصادر إن الجماعة أطلقت كعادتها كل مرة عند الشروع بتنفيذ حملات من هذا النوع العنان لأتباعها ومشرفيها لتكثيف حملات النهب والتعسف والإغلاق بحق ما تبقى من تلك القطاعات التجارية بغية جمع مزيد من الأموال تحت أسماء وحجج عدة يتصدرها دعم «المجهود الحربي».
وأوضحت المصادر أن فرقاً حوثية ميدانية مستمرة منذ ثلاثة أيام في حملات البطش والترهيب بحق التجار في العاصمة وريفها وفق ذرائع متعددة لإجبارهم على دفع مبالغ لدعم العمليات العسكرية للجماعة.
ووصف اقتصاديون في صنعاء هذه السلسلة الجديدة من الاستهدافات بالإغلاق والتعسف بحق ما تبقى من النشاط التجاري بأنها تندرج في إطار النهج الحوثي المنظم والواسع للقضاء على ما بقي من القطاعات الحيوية بمناطق سيطرتها، وتمكين موالين لها من الهيمنة التجارية.
وأشاروا إلى أن قادة الجماعة الانقلابية تمكنوا طوال سنوات الانقلاب والحرب التي أشعلوها من جمع ثروات مالية ضخمة جرَّاء الإتاوات والجبايات المفروضة على السكان في المناطق الخاضعة لهم، وهو ما كبَّد اليمنيين أعباءً ومشقات اقتصادية غير مسبوقة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.