"الاختيار 3": مرسي ألمح لعلاقة قيادي إسلامي بإيران

خيرت الشاطر في أحداث المسلسل ويجسد دوره الفنان خالد الصاوي «مقطع من المسلسل»
خيرت الشاطر في أحداث المسلسل ويجسد دوره الفنان خالد الصاوي «مقطع من المسلسل»
TT

"الاختيار 3": مرسي ألمح لعلاقة قيادي إسلامي بإيران

خيرت الشاطر في أحداث المسلسل ويجسد دوره الفنان خالد الصاوي «مقطع من المسلسل»
خيرت الشاطر في أحداث المسلسل ويجسد دوره الفنان خالد الصاوي «مقطع من المسلسل»

أظهر مقطع وثائقي مصور أذيع ضمن حلقات المسلسل المصري «الاختيار 3»، انتقادات لاذعة من خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد «الإخوان»، لعصام سلطان، نائب رئيس حزب «الوسط» (وهو حزب ذات مرجعية دينية). كما لوّح الرئيس الأسبق محمد مرسي خلال المقطع بعلاقة سلطان مع إيران. في حين قال الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية بمصر، خالد الزعفراني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قيادات (الإخوان) كانت دائمة الهجوم على عصام سلطان قبل عام 2011، وكان هناك تلاسن علني بين هذه القيادات وسلطان».
ووفق ما أظهر المشهد الذي بُث في حلقة مساء أول من أمس لمسلسل «الاختيار 3»، فإن الشاطر قال في تسجيل صوتي ظهر فيه مرسي، متحدثاً عن سلطان: «عصام (أي عصام سلطان) مش عاقل أصلاً في عداوته... مش عاقل، طبيعة شخصيته كدة». وأضاف الشاطر: «عصام سلطان كان رئيس اتحاد الطلبة، وعامل إنه (زعيم)، وإحنا إشكاليتنا الرئيسية معاه، بس منقدرش نعلنها صراحة، إنه كانت لدينا أدلة بيدي... (في إشارة لوقائع فساد مالي)، فما ينفعش يتفق معانا سياسياً، إنك تتعامل معاه تحت أي ظرف، واللي زي ده ما ينفعش تقول عليه (إخوان)».
ورد مرسي على الشاطر: «هو خد فلوس منين؟»، فتابع الشاطر: «كان عنده انحرافات قوية، بس إحنا مش أسلوبنا نقعد نتكلم». وأضاف مرسي: «خد فلوس لما سافر إيران، وبعدين ده واحد جايبلي الوصل اللي غير بيه الفلوس حتى في مكتب من المكاتب». ولم يحمل المقطع أي توقيت لهذا الحديث.
من جهته، أكد الزعفراني أن «حديث مرسي عن تلقي سلطان أموالاً من إيران، يكشف عن علاقة سلطان، وهو قيادي بارز في حزب (الوسط) بإيران»، لافتاً إلى أن «كثيراً من الموالين لتنظيم (الإخوان) كانوا يحصلون على أموال من إيران، وكانوا يعلنون ذلك صراحة».
وحول العلاقة بين «الإخوان» وحزب «الوسط»، قال الزعفراني إن «(الإخوان) كانوا يستعينون بحزب (الوسط)، لأنهم كانوا يدركون علاقات الحزب بالغرب، لذا فـ(الإخوان) كانوا يستغلون حزب (الوسط) لتجميل صورتهم في الخارج».
وفي عام 1996، قررت «لجنة شؤون الأحزاب» في مصر رفض تأسيس حزب «الوسط»، وطعنت قيادات الحزب ضد القرار، إلا أن المحكمة حكمت برفض تأسيس الحزب في 1998، حتى صدر حكم في فبراير (شباط) 2011 بالموافقة على تأسيس حزب «الوسط الجديد».
وتأسست الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، وتشكل معظمها بموجب قانون الأحزاب، الذي عدل منتصف 2011. ووفق مراقبين، فإن «هناك أحزاباً رسمية يصنفها البعض بأنها على أساس ديني، من بينها (البناء والتنمية/ المنحل، والوسط، والأصالة، والفضيلة، ومصر القوية)»... و«كما أن هناك أحزاباً غير رسمية، من بينها (السلامة، والوطن، والراية)». ونصت المادة الرابعة من قانون الأحزاب السياسية في مصر على «عدم قيام الحزب باختيار قياداته أو أعضائه على أساس ديني أو طائفي، وعدم انطواء وسائل الحزب على إقامة أي نوع من التشكيلات العسكرية أو شبه العسكرية»... ويشار إلى أنه تم توقيف عصام سلطان في يوليو (تموز) عام 2013، عقب عزل «الإخوان» عن الحكم، في اتهامات تتعلق بـ«التحريض على القتل».


مقالات ذات صلة

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

أوروبا العلم الألماني في العاصمة برلين (أ.ب)

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

صادرت الشرطة الألمانية أجهزة كومبيوتر محمولة وأموالاً، خلال عمليات مداهمة استهدفت جمعية إسلامية تم حظرها حديثاً، ويقع مقرّها خارج برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي في مطار أنقرة في إسطنبول (من البث المباشر لوصول الرئيس المصري) play-circle 00:39

السيسي وصل إلى أنقرة في أول زيارة لتركيا

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها لتركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوات من الأمن بميدان التحرير في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر: توقيف المتهم بـ«فيديو فيصل» وحملة مضادة تستعرض «جرائم الإخوان»

أعلنت «الداخلية المصرية»، الثلاثاء، القبض على المتهم ببث «فيديو فيصل» الذي شغل الرأي العام، مؤكدة «اعترافه» بارتكاب الواقعة، بـ«تحريض» من عناصر «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الإعلامي بقناة «الشرق» الإخوانية عماد البحيري تم توقيفه بسبب التهرب الضريبي (من حسابه على  «فيسبوك»)

تركيا توقف إعلامياً في قناة إخوانية لتهربه من الضرائب

أحالت السلطات التركية، (الخميس)، المذيع بقناة «الشرق» المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، عماد البحيري، إلى أحد مراكز التوقيف بدائرة الهجرة في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر: فصيل «الإخوان» يرشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

أعلنت حركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، الجمعة، عن ترشيحها الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 7 سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
TT

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)

يواجه آلاف المرضى بالسرطان في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) خطر الموت نتيجة غياب الرعاية الصحية والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وغياب الدعم، في ظل اتهامات لقادة الجماعة الحوثية بالمتاجرة بالأدوية وتعطيل مراكز علاج ودعم الحالات المصابة بالمرض.

وأرجعت مصادر طبية في المحافظة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي كانت تقدم مجاناً من منظمات دولية وجهات خيرية، إلى مساعي الجماعة الحوثية للاستفادة من التمويل الموجه للمرضى، والحصول على إيرادات مالية من الأدوية والتدخل الدائم في العمل الإغاثي الطبي، وفرض قرارتها على الجهات الممولة، وإدارة شؤون المستشفيات والمراكز الصحية.

ووجّه فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب نداء استغاثة جديداً، هو الثالث خلال الأشهر القليلة الماضية، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع لها، ومدّه بالأدوية والمستلزمات التي يحتاجون إليها لعلاج المرضى.

أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

وأعلن فرع مؤسسة مكافحة السرطان، في بيان له، تسجيل 753 حالة إصابة جديدة بمرض السرطان في إب خلال العام الحالي، موضحاً أن معظم المرضى الذين يتوافدون حالياً على مركز الأمل لعلاج الأورام، وهم من الأسر الفقيرة والأشد فقراً، لا يتحصلون على الرعاية الطبية؛ بسبب شح الإمكانات.

زيادة في المصابين

واشتكى فرع المؤسسة في بيانه من أن التزايد المستمر في أعداد المصابين بالمرض يُحمّل المؤسسة ومركز الأورام تبعات كثيرة في الوقت الذي يعانيان قلة الإيرادات والافتقار للدعم الثابت؛ ما يجعلهما غير قادرين على توفير، ولو الحد الأدنى من الخدمات التشخيصية والصحية للمرضى.

وناشد البيان الجهات ذات العلاقة والمنظمات ورجال الأعمال، بإسنادهم بالدعم من أجل الاستمرار بتقديم الخدمات الصحية التشخيصية والعلاجية للمرضى.

مبنى فرع مؤسسة مكافحة السرطان في إب (فيسبوك)

وذكرت مصادر طبية في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن المحافظة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، شهدت مئات الإصابات الجديدة بالمرض، بالتزامن مع معاناة كبيرة لأكثر من 6 آلاف مصاب من مختلف الأعمار.

موارد محدودة

اشتكى عدد من المرضى من انعدام العلاج وانقطاع الخدمات الطبية، لافتين إلى أنهم يواجهون خطر الموت جراء فشل الجماعة الحوثية في إدارة المرافق الصحية وعبث قادة الجماعة بالموارد والمساعدات والإتجار بها في السوق السوداء.

وبيَّنوا لـ«الشرق الأوسط»، أنهم لا يزالون يعانون مضاعفات كبيرة وظروفاً حرجة في ظل سياسات حوثية خاطئة تستهدف جميع مؤسسات ومراكز مكافحة السرطان في المحافظة وأثرت سلباً على تلقيهم الرعاية الطبية.

يقول عبد الله، وهو شاب من مدينة العدين غرب المحافظة، وقدِم إلى فرع مؤسسة مكافحة السرطان لعلاج والدته التي تعاني سرطاناً في الحلق، إنه تردد على فرع المؤسسة لأكثر من 3 أيام؛ أملاً في الحصول على الرعاية الطبية لوالدته، لكن دون جدوى.

قادة حوثيون يفرضون وجودهم في افتتاح مركز لمعالجة الأورام في إب اليمنية بتمويل من فاعلي خير (إعلام حوثي)

ويعبّر عبد الله لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالحزن والأسى وهو يرى والدته تصارع المرض، بينما يعجز حتى اللحظة عن تأمين جرعة العلاج الكيماوي لها وبعض الأدوية الأخرى؛ بسبب انعدامها في فرع المؤسسة، وارتفاع تكلفتها في العيادات الخارجية والصيدليات التي تتبع أغلبها قيادات حوثية.

ويشير عاملون في فرع المؤسسة المعنية بمكافحة السرطان في إب خلال أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن مركز الأمل لعلاج الأورام التابع لمؤسسة مكافحة السرطان، لا يزال يُقدم كل ما يمكن من خدمات مجانية للمرضى، رغم تكرار الاستهداف الحوثي له ومنتسبيه، معتمداً على القليل جداً من التبرعات المقدمة من بعض الجهات وفاعلي الخير.

وطالب العاملون المنظمات الدولية والمعنيين بسرعة إنقاذ مرضى السرطان الذين يواجهون خطر الموت ويتجمعون يومياً بالعشرات أمام المراكز والمؤسسات والمستشفيات في المحافظة، أملاً في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.

القطاع الصحي في اليمن يعيش وضعاً متردياً تحت سيطرة الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

وأقرَّت الجماعة الحوثية سابقاً بارتفاع عدد مرضى السرطان بعموم مناطق سيطرتها إلى نحو 80 ألف مريض.

وأطلق فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، نداء استغاثة، بعد بلوغ أعداد المرضى المسجلين لدى فرع المؤسسة بالمحافظة وقتها 6060 حالة.

وقبل ذلك بأشهر أطلق الفرع نداء استغاثة مماثلاً، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع له، والذي يواجه الإغلاق الوشيك نتيجة نقص الدعم وغياب التمويل.