محكمة إسرائيلية تلغي القيود على الصلاة في كنيسة القيامة

TT

محكمة إسرائيلية تلغي القيود على الصلاة في كنيسة القيامة

قررت المحكمة العليا الإسرائيلية في القدس الغربية، التجاوب مع الالتماس الذي قدمته المؤسسات العربية الأرثوذكسية وشخصيات مقدسية أخرى، ضد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بار ليف، والمفتش العام للشرطة، وألغت جميع القيود التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية لتقليص عدد المصلين في الكنيسة خلال قداس سبت النور (اليوم) وعيد الفصح (غداً).
وجاء هذا القرار بعد أن كانت الشرطة الإسرائيلية قد حددت عدد المصلين المسيحيين بـ1700 شخص، بدعوى «الأوضاع الصحية والأمنية». وقد رفض الفلسطينيون المسيحيون هذا التحديد، وقالوا إن الحكومة الإسرائيلية ألغت واجب ارتداء الكمامات بعد زوال خطر «كورونا»، ابتداء من السبت، ما يعني أن هذه حجة كاذبة. وأما الأوضاع الأمنية فأكدوا أن كنيسة القيامة قلما تشهد توتراً أمنياً، خصوصاً عندما لا تقترب منها قوات الأمن الإسرائيلية ولا تعتدي عليها مجموعات المستوطنين اليهود. وتوجهوا بواسطة المحاميين إلياس خوري وشادي سمار، إلى المحكمة. وقد دارت مداولات طيلة ثلاثة أيام حول الدعوى، ونصحت المحكمة الطرفين بالتوصل إلى حل متفق عليه. فعرضت الشرطة زيادة عدد الزوار والمصلين إلى 4000، على أن تقلصه في حال تغيرت الأوضاع الأمنية، وذلك مع الإبقاء على الحواجز العسكرية. وهنا أبلغ الملتمسون المحكمة بأنهم لا يثقون بتعهدات الشرطة ولا بنياتها. ويصرون على إنهاء المداولات داخل المحكمة وبحسم منها.
واستمرت مداولات المحكمة حتى منتصف ليلة الخميس - الجمعة، أمس، وقرر القضاة في ختامها قبول الالتماس والسماح بإقامة شعائر سبت النور، والسماح بالدخول إلى البلدة القديمة بشكل عام وحارة النصارى بشكل خاص، لكل الراغبين بالمشاركة في احتفال سبت النور، وأن تلتزم الشرطة بتعهداتها بضمان حرية العبادة والاحتفال، ومن دون أي تحديد للعدد.
وقد علق موسى إميل جرجوعي، رئيس نادي الاتحاد العربي الأرثوذكسي في القدس، فقال إن المحكمة العليا قررت أن يكون تعهد الشرطة ملزماً لها، لذلك لم تصدر قراراً حول قانونية الإغلاق التام رغم إدراكنا وقناعتنا بأن الشرطة ستقوم بالتحايل على هذا القرار، إلا أننا نعتبر هذا القرار بمثابة بداية لجولة قضائية ثانية نمد فيها الأيادي لكل رؤساء الكنائس المسيحية في حال رغبتهم الانضمام لحماية حقوق رعاياهم في القضية. وأوضح جرجوعي، أنه لا بد من لجم وفضح سياسات الاحتلال بكافة الوسائل المتاحة التي تهدف لفرض سيطرتها على الأرض وتهويد المدينة وإلغاء الطابع العربي للمدينة المقدسة من خلال الاستيلاء على العقارات والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً على النسيج الوطني للمقدسيين ووحدتهم في مواجهة الاحتلال وعنجهيته، وكما جدد الدعوة لكافة المؤمنين والمؤمنات بالمشاركة في إقامة شعائر سبت النور ومشاركة المجموعة الكشفية لنادي الاتحاد الأرثوذكسي العربي في حفل توزيع النور المقدس، وفق العادات والتقاليد المتبعة والمتوارثة، تأكيداً على هوية القدس العربية العاصمة الأبدية لفلسطين، وحفاظاً على الوجود العربي المسيحي فيها.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.