بعد «أنا الاتحاد»... النصر يخطط لاقتحام «السينما» بعمل مماثل

«الوثائقيات» باتت سلاحاً لا غنى عنه في عالم اقتصاديات الأندية

الحائلي وقزاز والمنتج العالمي تيد فيلد خلال الإعلان عن فيلم الاتحاد   (الشرق الأوسط)
الحائلي وقزاز والمنتج العالمي تيد فيلد خلال الإعلان عن فيلم الاتحاد (الشرق الأوسط)
TT

بعد «أنا الاتحاد»... النصر يخطط لاقتحام «السينما» بعمل مماثل

الحائلي وقزاز والمنتج العالمي تيد فيلد خلال الإعلان عن فيلم الاتحاد   (الشرق الأوسط)
الحائلي وقزاز والمنتج العالمي تيد فيلد خلال الإعلان عن فيلم الاتحاد (الشرق الأوسط)

بعد إعلان نادي الاتحاد عن إطلاق فيلم يروي قصة بداياته ومراحله وإنجازاته، يستعد نادي النصر لاقتحام هذا المجال بفيلم مماثل، وذلك بحسب تأكيدات مصادر «الشرق الأوسط»، حيث يعمل مسؤولو النادي العاصمي على التجهيز لفيلم سينمائي يحكي تاريخ النادي على أن تعلن التفاصيل خلال الأيام المقبل.
وكان نادي الاتحاد كشف النقاب عن الفيلم الروائي التاريخي بعنوان «أنا الاتحاد»، والذي سوف يروي قصة النادي في قالب درامي، لأول مرة في تاريخ النادي.
وأكد أنمار الحائلي، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر النادي بحضور لؤي قزاز، رئيس مجلس إدارة شركة «فوكس سبورت»، والمخرج السعودي حمزة طرزان والمنتج العالمي تيد فيلد.
ومن المتوقع أن يروي الفيلم السينمائي تاريخ نـادي الاتحـاد ويحكي قصـة البدايات وما شهدته من تطور في قالب درامي على مستوى عال من الحرفية بالاستعانة بخبرات عالمية في هذا المجال، بحسب ما أعلنه الموقع الرسمي للنادي الغربي.
وقال رئيس الاتحاد خلال المؤتمر «يملك الاتحاد تاريخاً عريقاً ومشرفاً، نقش فيـه رجال حروفاً مضيئة من الجهد والتضحية وسطرت صفحاته ملاحم الإنجازات والبطولات عبر السنوات السابقة وحتى يومنا الحاضر»، مشيراً إلى أن حفظ هذا التاريخ للأجيال المقبلة يعـد أحـد الأهداف الرئيسية لمجلس الإدارة.
وهذه الخطوة هي الأولى من نوعها التي يعلن عنها نادٍ سعودي بنفسه، من أجل عمل فيلم روائي سينمائي يتحدث عن تاريخه.
وتعتبر الأفلام الوثائقية والتاريخية والروائية من الأساليب التسويقية الجديدة لكبرى الأندية حول العالم، حيث إنها تدعم مساعي مجالس الإدارات في جذب تعاقدات تجارية جديدة، وتضاعف من الإيرادات السنوية عبر إبرام عقود كبيرة مع المنصات الإعلامية والتلفزيونية، والتعاون مع شركات البث الفضائي في إنتاج هذه الأعمال وترويجها عبر القنوات الخاصة بهم.
وتتضاعف أهمية المشاهدات الجماهيرية سواء عبر التلفزيون أو صالات السينما أو المنصات ذات الدفع المقدم خلال السنوات الأخيرة؛ لذلك فإن أندية كرة القدم قررت اقتحام هذا المجال من باب الوثائقيات والأفلام التاريخية، لإنشاء قاعدة جماهيرية أكبر وتوطيد العلاقات مع أنصارهم ومتابعيهم، مع زيادة الإيرادات المالية عن طريق الاشتراكات والأجور وعقود الإعلانات التي تصاحب العمل الفني أو السينمائي أو الروائي.
وخرجت تقارير صحافية خلال الفترة الماضية تتحدث عن اقتراب نادي الهلال من إنهاء تصوير فيلمه الوثائقي مع المنصة العالمية «نتفليكس»، حيث خرجت بعض الأنباء عن تعاون مشترك بين الهلال والمنصة الشهيرة لإنتاج الفيلم الوثائقي بعد فوز الهلال ووصوله إلى اللقب الـ17 في تاريخه في الدوري السعودي بعد أن حسم اللقب خلال موسم 2020 – 2021، لكن حتى الآن لم يخرج العمل للنور أو تظهر أي تقارير رسمية من جانب نادي الهلال لتأكيد الأمر أو نفيه؛ لذلك فإن الإعلان الرسمي لنادي الاتحاد عن إنتاج فيلم روائي سينمائي عنه هو الأول في تاريخ الأندية السعودية حتى الآن.
وعلى مستوى الأندية العالمية، قامت فرق أوروبية عدة بعمل أفلام وثائقية وروائية عنها من أجل زيادة الجانب التسويقي، ومحاولة فتح آفاق استثمارية جديدة، بالتعاقد مع كبرى المنصات الإعلامية والتلفزيونية، ومحاولة مضاعفة شعبية الفرق جماهيرياً وجذب رعاة جدد داخل وخارج القارة الأوروبية.
وعرض نادي برشلونة منذ سنوات فيلماً وثائقياً، يكشف كواليس الغرف المغلقة للفريق خلال موسم 2018 – 2019، وخاصة مباراة ليفربول التاريخية بدوري أبطال أوروبا. وكان الفيلم متألفاً من 8 حلقات، وتناول مجموعة من المباريات البارزة في الموسم، أهمها الخسارة الثقيلة أمام ليفربول في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا خلال عام 2019، كما أن التعليق الصوتي على الحلقات البالغ طول كل منها 45 دقيقة كان عبر أسطورة هوليوود جون مالكوفيتش.
ولا يعدّ هذا العمل هو الفيلم الوحيد لنادي برشلونة، حيث سبق أن أنتجت إدارة الفريق الكتالوني فيلماً وثائقياً ضخماً للحديث عن أسرار الفريق التاريخي والجيل الذهبي تحت قيادة المدرب الأسبق بيب جوارديولا خلال الفترة من 2008 وحتى 2012، والتي جمعت عدداً كبيراً من اللاعبين الكبار أمثال ليونيل ميسي وتشافي هرنانديز وأندريس إنييستا وكارليس بويول، وعدد آخر من النجوم.
كذلك، أبرم نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، اتفاقاً مع شركة «أمازون» الأميركية للإنتاج السينمائي، وذلك لإصدار فيلم وثائقي عن كواليس غرف خلع الملابس داخل بطل البريميرليج لموسم 2018 – 2019، وطرحت شركة «أمازون» الفيلم الوثائقي عن غرف خلع الملابس في مانشستر سيتي، بعنوان «كل شيء أو لا شيء»، والذي حاز نجاحاً كبيراً داخل إنجلترا وخارجها.
وأعلنت منصة «أمازون برايم فيديو» في وقت سابق، إطلاق سلسلة أفلام وثائقية من ضمن أبطالها فرناندو ألونسو، سائق الفورمولا 1، ودييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد، ولاعب كرة السلة باو غاسول، ولاعب الغولف المتوفى سيفيرانو بايستيروس. كما سيتم تقديم مسلسل وثائقي من ست حلقات عن ريال مدريد باسم «الأسطورة البيضاء»، والذي سبق له أيضاً إنتاج أفلام وثائقية مستمرة عن بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها خلال السنوات الأخيرة.
ولم يحدد نادي الاتحاد حتى الآن الموعد الرسمي لإخراج هذا العمل السينمائي إلى النور، لكن تمنى أنمار الحائلي، رئيس مجلس إدارته، أن يحـوز إعجاب المهتمين بالشأن الرياضي، وأن يكون إضافة إلى السينما السعودية التي تشهد نمواً وازدهاراً كبيراً كإحدى المبادرات المميزة التي تبنتها «رؤية المملكة 2030» لدعم الثقافة والفنون. كذلك وعد فريق العمل المختص بالإشراف على الفيلم، سواء من جانب الشركة المنتجة أو الإخراج أو الإنتاج الفني، بتحقيق نجاحات كبيرة فيما يخص هذا الفيلم الروائي المنتظر على مستوى الجودة والإتقان ومعايير الأفلام العالمية في هوليوود والعالم.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».