رئيس الوزراء الإسباني يدين من كييف «فظائع حرب بوتين»

أرسل لأوكرانيا 200 طن من العتاد العسكري الإضافي

رئيس وزراء إسبانيا ونظيرته الدنماركية لدى توجههما لعقد اجتماع مع زيلينسكي في كييف أمس (أ.ب)
رئيس وزراء إسبانيا ونظيرته الدنماركية لدى توجههما لعقد اجتماع مع زيلينسكي في كييف أمس (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الإسباني يدين من كييف «فظائع حرب بوتين»

رئيس وزراء إسبانيا ونظيرته الدنماركية لدى توجههما لعقد اجتماع مع زيلينسكي في كييف أمس (أ.ب)
رئيس وزراء إسبانيا ونظيرته الدنماركية لدى توجههما لعقد اجتماع مع زيلينسكي في كييف أمس (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الذي وصل إلى أوكرانيا في زيارة مفاجئة أمس الخميس، إنه يشعر بتأثر عميق «أمام الأهوال والفظائع التي تسببت فيها حرب بوتين»، مؤكداً «التضامن الأوروبي الراسخ والوطيد» مع الشعب الأوكراني في الدفاع عن نفسه.
وكان سانشيز وصل إلى مدينة بوروديانكا؛ التي تقع على بعد 50 كيلومتراً شمال العاصمة كييف، برفقة رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسيين، التي أعربت عن إعجابها بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبـ«بسالة الأوكرانيين في التصدي للاجتياح الروسي والدفاع عن أرضهم».
وفي تصريحات عقب لقائه ونظيرته الدنماركية مع زيلينسكي في كييف، أعلن سانشيز أن إسبانيا أرسلت إلى أوكرانيا أكبر شحنة من المعدات والأسلحة الحربية، بما يضاعف ما أرسلته حتى الآن منذ بداية الحرب في 24 فبراير (شباط) الماضي، وأنها في طريقها إلى أحد الموانئ البولندية على متن سفينة الدعم اللوجيستي «إيزابيل» التي تزيد حمولتها على 200 طن من الأسلحة والذخائر والسيارات المدرعة. بدورها، أعلنت رئيسة الوزراء الدنماركية أن بلادها ستواصل تقديم المساعدات العسكرية والإنسانية إلى أوكرانيا.
ورد الرئيس الأوكراني شاكراً الدعم الأوروبي لبلاده، مؤكداً أن «النصر بات وشيكاً ضد الاعتداء الروسي إذا توفرت المساعدات اللازمة بسرعة».
في غضون ذلك، ما زال الموقف الألماني الرافض إدراج النفط والغاز ضمن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا والمماطل في مد القوات المسلحة الأوكرانية بأسلحة ثقيلة، يثير تململاً متزايداً في أوساط حلفاء برلين الأوروبيين والغربيين، فضلاً عن انتقادات السلطات الأوكرانية التي أعربت عن خيبة أملها من موقف المستشار الألماني أولاف شولتز. وكان رئيس «المجلس الأوروبي» شارل ميشال تحاشى، مساء الأربعاء، التعليق على هذا الموضوع خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع الرئيس الأوكراني في كييف، مكتفياً بالقول: «أنا على قناعة تامة بأن العقوبات الأوروبية ستشمل إمدادات النفط والغاز من روسيا عاجلاً أم آجلاً»، مشيراً إلى أنه «رغم الجهود التي يبذلها الكرملين للتفرقة بين الشركاء الأوروبيين، تمكنت الدول الأعضاء من الاتفاق بالإجماع على 5 حزم من العقوبات ضد روسيا حتى الآن، وعلى إرسال أسلحة إلى دولة ثالثة لأول مرة منذ تأسيس (الاتحاد)». وأكد أن «روسيا لن تتمكن من تدمير سيادة أوكرانيا، ولا من زرع الشقاق بين الأوروبيين».
وعن رفض ألمانيا والمجر إدراج المحروقات ضمن الحزمة السادسة من العقوبات التي يعدها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، قال ميشال إن «الهدف من العقوبات هو إلحاق الضرر بروسيا من غير أن يكون ذلك على حساب الدول الأعضاء».
وكان زيلينسكي من جهته أعرب عن اعتقاده بأن الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها ألمانيا من داخل الاتحاد الأوروبي ومن الولايات المتحدة وبريطانيا ستدفع بالمستشار الألماني إلى تغيير موقفه، مضيفاً أن «البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أصبحت جاهزة لإدراج النفط الروسي ضمن العقوبات». وعن انضمام أوكرانيا إلى «الاتحاد الأوروبي»، قال زيلينسكي إنه لمس دعماً قوياً من معظم قادة «الاتحاد» الذين اجتمع بهم وتحدث إليهم مؤخراً؛ «لكن لا يخفى على أحد أنه ما زالت هناك آراء متباينة حول الموضوع بين الدول الأعضاء». وقال زيلينسكي إن الدول الأوروبية باتت على بينة واضحة من أنواع الأسلحة التي تحتاج إليها القوات المسلحة الأوكرانية لصد الاجتياح الروسي ومنع الكرملين من تحقيق أهدافه، مشدداً على أهمية وصول هذه الأسلحة في الوقت المناسب.
ومن دبلن، صرح رئيس الوزراء الآيرلندي، ميكايل مارتين، أمس الخميس، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يخطط لافتعال أزمة إنسانية عالمية عبر هجرة كثيفة من أفريقيا إلى أوروبا، تنشأ عن أزمة غذائية بسبب من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مثل الخبز، في العديد من البلدان الفقيرة». وقال مارتين إن القوات الروسية قصفت ودمرت عدداً من المخازن الكبرى للحبوب في أوكرانيا «بعدّها هدفاً استراتيجياً؛ الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى سلسلة من الطوارئ الغذائية في البلدان التي تعتمد على إمدادات الحبوب الأوكرانية، تؤدي بدورها إلى موجة نزوح ضخمة من أفريقيا باتجاه أوروبا للضغط على الحكومات الديمقراطية».
يذكر في هذا الصدد أن «المفوضية الأوروبية» كانت اتهمت موسكو بـ«استخدام الغذاء وضرب البنى التحتية الزراعية سلاحاً في حربها ضد أوكرانيا، على غرار ما فعل النظام السوفياتي في بداية عهد ستالين لإخضاع الدول المحيطة بروسيا»، مذكرة بأن روسيا كانت «جربت هذا السلاح مع حليفتها الوثيقة بيلاروسيا العام الماضي عندما دفعت بآلاف المهاجرين إلى الحدود مع بولندا». وكانت «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)» أفادت مطلع هذا الأسبوع بأن مؤشر أسعار المواد الغذائية سجل ارتفاعاً قياسياً الشهر الماضي بنسبة 12.6 في المائة مقارنة بالشهر السابق، وهو أعلى مستوى يصل إليه منذ 30 عاماً.
وكانت الأمم المتحدة حذرت في تقرير صادر عن «برنامج الغذاء العالمي» ومنظمة «فاو» من أن ثمة 26 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تعتمد بنسبة 50 في المائة على المواد الغذائية المستوردة من أوكرانيا وروسيا، وأن فيها 6 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية، فضلاً عن 16 مليوناً من سكانها يعجزون عن شراء الغذاء الكافي.
ومن كييف؛ أعلنت فرقة «أوركسترا أوكرانيا» السمفونية أنها ستستأنف حفلاتها في جولة أوروبية تبدأ غداً في العاصمة البولندية وارسو وتنتهي في بروكسل أواسط الشهر المقبل.


مقالات ذات صلة

تقرير: روسيا ابتكرت مسيرة «غير قابلة للتشويش» تشبه الهاتف اللعبة

أوروبا جندي روسي يطلق طائرة مسيرة صغيرة خلال المعارك في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

تقرير: روسيا ابتكرت مسيرة «غير قابلة للتشويش» تشبه الهاتف اللعبة

قالت صحيفة «تلغراف» البريطانية إن روسيا ابتكرت طائرة من دون طيار «غير قابلة للتشويش» تشبه الهاتف اللعبة تغير مسار الحرب في أوكرانيا.

أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)

أوستن يطالب حلفاء أوكرانيا بـ«ألّا يضعفوا»

طالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الخميس التحالف الدولي الذي يقدّم دعماً عسكرياً لأوكرانيا بـ«ألّا يضعف»، في وقت تخشى فيه كييف من أن تفقد دعم بلاده الأساسي.

أوروبا جندي أوكراني يقود مركبة أرضية مسيرة إلكترونياً خلال معرض للمعدات العسكرية والأسلحة (رويترز)

بريطانيا: تحالف دولي سيرسل 30 ألف مسيّرة لأوكرانيا

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الخميس، أن تحالفاً دولياً تقوده بريطانيا ولاتفيا لإمداد أوكرانيا بمسيّرات سيرسل 30 ألف مسيّرة جديدة إلى كييف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رجال الإطفاء يعملون في موقع مبنى إداري تضرر جراء الغارات الجوية والصاروخية الروسية في زابوريجيا (رويترز) play-circle 00:36

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 13 شخصاً اليوم (الأربعاء) في ضربة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، في حصيلة تعد من الأعلى منذ أسابيع لضربة جوية واحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الخليج الأمير محمد بن سلمان والرئيس فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟